*ورد في الأخبار قبل أيام نيه “المغني” طه سليمان الترشح لرئاسة الاتحاد المحلي لكرة القدم، وقبل أن نخوض في تفاصيل ترشحه والمنصب الذي بات متاحاً لكل من هَبّ ودَبّ، الواجب يحتم علينا أن ننعي لكل أهل الرياضة ولجميع الاتحادات المحلية في السودان اتحاد الخرطوم، فقد كان “الفقيد” يمثل نبض الكرة السودانية، مدرسة مُتفرِّدة تخرج فيها أفذاذ الإداريين واستفاد من خبراته كثير من الاتحادات.
* كان الفقيد “اتحاد الخرطوم” اتحاداً مهاباً فذّاً قائداً رائداً بكل ما تحمله الكلمة، اتحاد تشرّف برئاسته مامون مبارك أمان وما أدراك ما مامون، والرجل المحترم جداً علي يوسف ابن مهد الكرة في السودان “برِّي” بعبقها وتاريخها المجيد وصاعقة النجم حسن عبد السلام، وكان من ضمن قياداته الرجل القوي الطريفي الصديق وزكي عباس عليه الرحمة والمغفرة وعبد الحميد عابدين عليه الرحمة ونجم النجوم الكابتن الدولي محمود صالح.
* ولا ننسى المغفور له عادل دهب عليه الرحمة وما أدراك وما أسرة آل دهب، صبراً جميلاً آل دهب لما قدمتموه للرياضة ولمنطقة بحري، الأسرة التي تستمد ألقها من عبق تاريخ إستاد التحرير “إستاك” والأنيق أسامة مصطفى ابن بحري البار الذي يُمكن أن يُسامحك في أولاده ولكنه لا يقبل في اتحاد الخرطوم ومدينة بحري.
*جار الزمن الأغبر أن يأتي من لا يعرف اتحاد الخرطوم ولا يعرف قيمته ولا تاريخه حتى أوصلوه “لمثواه الأخير” بأن يكون له صوتٌ واحدٌ في انتخابات الاتحاد العام للكرة من مجموع أحد عشر صوتاً وحتى يتجرأ مثل حسين أبو جبة ويقول لأعضاء اتحاد الخرطوم “الكور دي كبيرة عليكم” يا سبحان الله.
* الكور ليست كبيرة على اتحاد الخرطوم ولكن نثريات المُراقبة هي “الكتيرة” عليك يا أبو جبة ولأمثالك رمزي القضارف ومامون بشارة، تخيّلوا حسين أبو جبة الذي لم يلعب اتحاده أية مباراة في دوري الدرجة الثالثة حتى الآن يستهزئ باتحاد الخرطوم.
*جاء الزمن الأغبر بأن يكون عبد العزيز “كشّافات” هو رجل الاتحاد المحلي كما يزعم، وهو عبد العزيز الذي وصفه كمال شداد أمام جمع من الرياضيين بـ”الكذاب”، عبد العزيز أمين خزينة “قاعد ساي” ولو كان حريصاً على منصبه أميناً على مال اتحاده، لحدّثنا بشفافيه أين ذهب مبلغ الـ”500″ ألف جنيه التي قيل إنها صُرفت لصيانة إستاد الخرطوم قبل مباراة المنتخب والسنغال!
*جاء زمن أن يكون فيه الفاتح ممثلاً لأندية الثانية أمدرمان ليحل مكان “العمدة” عمر طيفور، والفاتح الذي يتشدق بأمدرمان لم يعطِ صوته في الجمعية العمومية لسكرتيره المغفور له زكي عباس، وهو نفسه الذي اجتمعت به أندية الثانية بأمدرمان قبل شهور ووعدهم بتقديم استقالته في ظرفِ أسبوعٍ ولم يقدمها حتى يومنا هذا، ليترك أندية ثانية أمدرمان دُون مُمثل لها في الاتحاد المحلي.
* ننعي اتحاد الخرطوم بقدر ما قدّم للرياضة السودانية، لقد كان الفقد جللاً وفقداً كبيراً وانتهى العزاء برحيل القامات وابتعاد الخبرات ومُحاربة الشرفاء ولا نملك إلا أن نقول يا حليل اتحاد الكرة بالخرطوم.
*أخيراً.. “أها لقيتني كيف” لقبٌ لأحد إداريي الغفلة ونُموذجٌ لإداريي آخر الزمن..!