ياالسماااااااني .. عليك الله جيب التاني ..هتاف أفسدته زيارة (مجرم) لبعثة المريخ ؟

فوق الأشياء

عمر بشاشة

ياالسماااااااني .. عليك الله جيب التاني ..هتاف أفسدته زيارة (مجرم) لبعثة المريخ ؟

من حق الزعيم علينا أن نقول له مبروك بفوزه المستحق على غريمه التقليدي الهلال أمسية الجمعة المنصرمة بهدفي العادة للشفت السماني الصاوي .

لم يخب ظني في الموهوب السماني وانا اراهن عليه في آخر زاوية كتبتها هنا وذكرت أنه لاعب مواعيد ديربي القمة ، فحقق المطلوب وأكتفى بهدفين فقط في شباك (شعيرية) ابوعشرين ، وإن أراد المزيد لفعلها.

من هذا المنبر نشاطر ونهنئ الطريقة السمانية في عموم ربوع البلاد وخارجها وهم يحتفلون هذا المساء بليلة الإسراء والمعراج ، فخالص التهاني والتبريكات لكل رجالات وأحباب الطريقة السمانية وكل الطرق الصوفية السودانية بهذه الليلة المباركة.

الفرحة الهستيرية لجماهير الزعيم ولاعبيه ومجلس إدارته والتي أعقبت الأنتصار مبررة حتي إن أتت مبالغ فيها فطبيعة لقاءات الديربي ومايصاحبها من أحداث وفعاليات ومايسبقها من أرهاصات وتكهنات تكون محصلتها النهائية بعد نهاية المقابلة بهذه الشاكلة وهكذا ردة فعل ، فإما أن يكون الفرح والانتشاء وإما الحزن والأسي والدموع و(الخرخرة) من التحكيم وتبريرات على نسق (لعبنا أفضل وكورتنا جميلة وإستحواذنا أكبر) .

تفاصيل المقابلة أخذت حظها من النقد والمناقشة بين الفنيين والجماهير وأنطوت صفحتها بكل خيرها وشرها للطرفين ، فالمريخ ظفر بالنقاط الثلاث وحسّن من مركزه في صراع الظفر بأحدى بطاقتي التأهل للدور القادم من مسابقة دوري أبطال أفريقيا والهلال أدرك نقاط قوته وضعفه وخرج بجملة من الفوائد الفنية.

لكن ما نقّص من فرحتنا وفرحة قطاع عريض من جماهير الأحمر الوهاج حتي لا نقول كل الجماهير، هو ظهور القاتل قوش في المشهد من جديد وهو أول ظهور له منذ سقوط الطاغية البشير حيث ذكر المركز الإعلامي للنادي في صفحته الرسمية على الفيس بوك (( في أول ظهور علني له في مناسبة عامة، منذ 11 أبريل 2019 عقب الإطاحة بنظام البشير، سجل مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، الفريق أول صلاح قوش، زيارة لبعثة فريق المريخ بمقر إقامته بفندق راديسون بلو في العاصمة المصرية القاهرة.

والتقى قوش برئيس النادي حازم ونائبه الأول الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق. وأعلن قوش عن مؤازرته ودعمه للمريخ في البطولة الأفريقية والمحلية، وطالب الفريق ببذل كل الجهد حتى ينال إحدى بطاقتي التأهل في البطولة الأفريقية، وتمنى لهم التوفيق في مسيرتهم الأفريقية والمحلية )).

أي وجع والم قد يكون أصاب اسرة الشهيد محمد هاشم مطر وخصوصاً والده القطب المريخي الكبير هاشم مطروكذلك أسر الشهداء قصي حمدتو وعبدالرحمن سمل ود.بابكر عبدالحميد والفاتح النمير والاستاذ أحمد الخير وصالح عبدالوهاب ومحجوب التاج وعشرات الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين وكل الدماء التي سالت منذ ديسمبر 2018 وحتي الآن وخصوصاً بعد ما رأوا صورة (القاتل البارد) وهو يبتسم في حضرة مجلس المريخ الهوان في زيارته للبعثة ، حيث لم يكن هنالك أدنى أحترام للدماء التي سالت بأيدي السفاح وزمرته من النظام الدموي ، فيجب أن يستقيل كل الذين رتبوا لهذه الزيارة أو نسقوا لها وأستقبل هذا المجرم في إدارة النادي الكبير نادي الوطنية الامدرماني أو هكذا كنا نظن، فهي سقطة إخلاقية لن تمحى من التاريخ حتى لوفاز الفريق ببطولةدوري أبطال أفريقيا أو كأس العالم للأندية وهو عار سيلاحق من كان وراء هذه السقطة أبد الدهر إن لم يعاقب هذا المجرم ،وياوجعي عليك ياوطن .

فدلالات ظهور (المتهالك ) مع بعثة المريخ كبيرة وعميقةفكرة القدم ليست بعيدة عن مسرح السياسة ، والمسألة لم تعد مباراة لكرة القدم ، بل أن الأطراف الحاكمة نقلت نشاطها إلى هذه الشريحة الحساسة  وهي تحويل الفرق الرياضية إلى طاولة علاقات عامة للنفاذ إلى المجتمع السوداني بحكم أن كرة القدم لها جماهير لا يُستهان بهم ، فقوش حضر لزيارة البعثة ليس من أجل الدعم المعنوي كما ذُكر بل المؤكد أنه حضر بتنسيق أمني مصري سوداني ، حيث معلوم أن تحركاته محدودة جداً في المحروسة بتعليمات من المخابرات المصرية فالجنرال ذهب لمقر بعثة المريخ وهو يبحث عن مكان لنفسه ليبنى قارب للعودة .  

وكذلك راجت بعض أخبار عن رفض بعض اللاعبين لإستقبال هذا القوش ولكن لم ترد تفاصيل تؤكد أو تنفى حقيقة ماحدث والشئ الغريب أن البعثة الإعلامية وعشرات الصحفيين الذين تمت دعوتهم وأقاموا على حساب القنصل ولا أقول (شرائهم) لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة بخصوص هذه الزيارة والتفاصيل الخفية حولها ويبدو أن (الظروف) حاليا صعبة في السودانلذلك سكتوا والتزموا الصمت المريب وبعضهم يدّعي المثالية ولكن أنكشف المستور اخيراً .

في صراع خطف بطاقة العبور من هذه المجموعة كانت المفاجأة حاضرة مساء أمس  حيث سقط النادي الأهلي المصري في فخ الهزيمة بهدف نظيف في عقر داره ، أمام منافسه صن داونز بطل جنوب أفريقيا ، في اللقاء الذي جمع الفريقين على استاد القاهرة الدولي ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أفريقيا ، ليتلقى حامل اللقب في أخر نسختين أول هزيمة من صن داونز على أرضه ووسط جماهيره ، بهدف قاتل في الدقيقة 86 من عمر المباراة وكذلك هي الأولي للأهلي على ملعبه في دوري أبطال أفريقيا منذ الهزيمة أمام أسيك ميموزا الأيفواري في دور المجموعات في العام 2016 .

فرص بالجملة أهدرها لاعبو النادي الأهلي من أجل هز شباك بطل جنوب أفريقيا حيث لم تفلح كل محاولات بطل مصر ليحصد صن داونز ثلاث نقاط غالية لينفرد بصدارة المجموعة برصيد سبع نقاط بينما يأتي الأحمر الوهاج في المركز الثاني بأربع نقاط ويتساوي الأهلي والهلال بنقطة وحيدة من النقاط في المركزين الثالثوالرابع مع ملاحظة أن هنالك مباراة مؤجلة من الجولة الأولى بين الأهلى والمريخ .

صراحة فوز الجنوب أفريقي بالأمس على بطل القرن الأفريقي وإعتلاءه صدارة لائحة ترتيب المجموعة كان مفاجئاً لكل المراقبين والجماهير الرياضية المتابعة وأنا من بينهم ، حيث كانت كل الترشيحات تؤكد تصدر الأهلي لفرق هذه المجوعة ، وبذلك بعثر أوراق المجموعة رأساً على عقب وأبقى على حظوظ كل فرق المجموعة في خطف ورقة الترشح للدور القادم وخصوصاً ازرق أمدرمان بعد تضاؤل حظوظه في العبور للدور القادم عقب الهزيمة من نده التقليدي ، ولكن فوز صن داونز أبقى على الفرص قائمة لكل فرق المجموعة بنسب متفاوتة (نظرية اللولوة).

الإثارة ستكون حاضرة في الجولة القادمة حيث يلتقى الأهلي بالمريخ على ملعب السلام أمسية السبت القادم ويواجه الهلال صن داونز بامدرمان وهي فرصة للتعويض لكل الفرق المتبارية وخصوصا الهلال ، ففي حال فوزه تتجدد آماله مرة أخرى ، بالنسبة للنادي الأهلي سيعمل المستحيل ليكسب مواجهة المريخ وهي الأقرب على الورق ليبقى آماله قائمة في العبور ولكن على الزعيم أن يدرك أن خروجه من كمين الأهلي حتي لو بنقطة يعني الكثير في مشوار الفريق الأفريقي.

آخر الاشياء:

من هو العبقري الذي أوحى لقوش بزيارة بعثة المريخ وأحدث كل هذا الجرح العميق بثورة ديسمبر المجيدة وكذلك في نفوس قطاع عريض من محبي الكيان المريخي؟