يوم الأرشفة والتوثيق

مقالات كورة

في يناير 31, 2018

خواطر رياضية

د. صلاح الدين محمد عثمان

salahnow886@gmail.com

الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون اهتمت كثيراً بموضوع الأرشفة والتوثيق وأعدت يوماً حافلاً تم فيه استعراض كل المناسبات الوطنية التي مرت على البلاد وقدمت قدر معتبر لاستقلال السودان ورفع العلم على سارية القصر الجمهوري، زعيم الوطنية إسماعيل الأزهري بصحبة محمد أحمد محجوب قائد المعارضة في ذلك الوقت يصحبه بعض العروض العسكرية والمارشات الشيء الذي أشعل وأعاد ذكريات قديمة كنا في حاجة لتذكيرنا بها اعتزازاً بتاريخنا القديم الذي حقيقة يحتاج الآن وبدون شك لإعادة كتابته لأن كل التاريخ المكتوب لم يكتب بأيادي سودانية وبه غرض وتبخيس لبعض الأهداف الهامة في تاريخنا.
الإذاعة السودانية عرفتنا بنشأتها منذ البدايات الأولى في حوش بيت الأمانة جنوب ميدان المولد النبوي بأم درمان حيث كان عميد مدارس بيت الأمانة المربي الكبير عبيد عبد النور هو أول من قال هنا أم درمان وبدورها استضافت كثير من أولئك الذين عاصروا تلك الحقبة التاريخية وتعرفنا على معلومات كثيرة ومفيدة منذ النشأة وحتى وصلت إلى موقعها الحالي جنوب سجن أم درمان وكلية المعلمات متتبعين تطورها إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تقدم.
البرامج الرياضية بالإذاعة والتلفزيون قدمت لنا أخوة أعزاء كرام تتبعناهم منذ أن كنا صغاراً حتى ترعرعنا وكبرنا أمثال طه حمدتو وعلي الحسن مالك وعلي الريح وكذلك كمال حامد وعيساوي ومأمون الطاهر وعطية الفكي إلى آخر القائمة والذين حكوا عن البرامج الرياضية في سالف الزمان وحتى زمننا الحاضر، كل ذلك بلا شك شيء مفيد للغاية ومعلومات ثرة لجيل اليوم الذي تستهويه البطولات العالمية في كأس العالم وخلافه ذلك الجيل الذي لا يعرف شيء عن هؤلاء الرواد الذين نسأل الله أن يمد في أعمار من هم عائشون حتى الآن، وعلى النقيض من ذلك نجد الصحف اليومية السيارة السياسي منها والرياضي لا يهتمون بالتاريخ المعاصر للسودان ولكنهم كل عام يذكروننا ببانوراما الأحداث في كل عام منتهي من السنوات الميلادية سواء على المستوى السياسي أو الرياضي.
في الإطار نفسه نذكر بعض البرامج التي تتحدث عن تاريخ السودان الحديث في السيديهات والفيديوهات والسينما المتجولة وما يكتبه البعض في الصحف وتأليف الكتب التي تتحدث عن تلك الحقبة الخصبة لتاريخنا مثل الثقافة والمسرح والسياسة والرياضة وبعض القضايا الاجتماعية والتاريخية وعن الأبطال الوطنيين.
كل ذلك يقودني إلى توثيق حيث يسعى كثير من الرياضيين وغيرهم إلى كتابة مذكراتهم وذكرياتهم التي قضوها وهم يعملون بشتى المجالات الهامة وأذكر هنا على سبيل أمثال المجال الرياضي حيث تفتقر المكتبة الشبابية والرياضية إلى الكتب التي توثق لهذا المجال حيث تقف المقدرة المالية وغلاء الطباعة حائلاً دون هؤلاء والكتابة إلا من بعض النذر اليسير عن الرياضة أمثال كمال طه وكمال حامد والهادي صيام وشخصي ونذكر هنا أيضاَ الذين يهتمون لأمر التوثيق الرياضي أمثال عبده قابل وأبو بكر عابدين والمعتصم أوشي وغيرهم ونحن بالطبع نشكرهم على تلك المجهودات التي بذلوها والتي لا تخلو من بعض السلبيات غير المعصومة وهناك أيضاً المؤرخون المعروفون الذين كتبوا عن تاريخ السودان القديم تاريخ الحضارة والممالك المختلفة.
إلى جانب كل ذلك يجب الاهتمام والتوثيق للمواقع التاريخية الأثرية الهامة الموجودة في بقاع السودان الكبير الواسع حتى تكون قبلة لكافة السواح من مختلف بلدان العالم الذين لهم اهتمامات بهذه المواقع الأثرية والحضارات القديمة والمواقع الطبيعية كجبل مرة مثلاً وحدائق وحظائر الحيوانات مثل حظيرة الدندر الطبيعية لأن السودان وبصفة خاصة غني ويتمتع بثروة حيوانية هائلة من الضأن والأبقار والخيول والإبل التي يحبها جميع الأمراء العرب ويستعملونها في سباقات الهجن وسباق الخيل في السودان وغيره من الدول العربية الأخرى.
جمهورية السودان حباها الله بنهر النيل العظيم وبعض الفروع من الأنهار على مساره وهي في الواقع توثق للقول المأثور الماء والخضرة والوجه الحسن خاصة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض وتلك الطابية الرابضة أمام بوابة عبد القيوم التي كانت تشكل الأمان للعاصمة الوطنية البقعة المباركة، بالإضافة للثغور على مجرى البحر الأحمر في بورتسودان وسواكن والتي أصبحت متنفساً لبعض الدول مثل تشاد وأثيوبيا.
أرضنا الطيبة حباها الله عز وجل بأراضي فيضية زراعية تزرع فيها كل المحصولات الغذائية من ذرة وقمح وسمسم وقطن بالإضافة للخضروات والفواكه حتى أطلق على بلدنا هذه سلة غذاء العالم وتم فتح أبواب الاستثمار لبعض الدول العربي منها والعالمي لزراعتها والتي نأمل أن يزرع فيها المفيد بدلاً من البرسيم الذي يؤخذ للمزارع الخاصة لتربية الضأن والإبل بالدول العربية التي يستوردها منا وهم يسعون لتطويرها وتهجينها مما يهدد كثيراً بفقدنا لها كأسواق لجلب العملة الصعبة لدعم اقتصادنا.
في الجانب الآخر تجود أرضنا بالبترول الهب الأسود ومختلف المعادن من ذهب ونحاس ويورانيوم وغاز طبيعي وفضة ولا ننسى كذلك الثروة السمكية الهائلة والشعب المرجانية بالأنهار والبحار وكل ذلك حقيقة يحتاج التوثيق والكتيبات التعريفية والدعاية لها في الصحف اليومية والمجلات.
لذلك فإن السودان محسود من قبل الصهيونية العالمية والقوى المعادية لنا والتي تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإذلالنا ووضعنا في قائمة الدول الراعية للإرهاب وفرض العقوبات علينا حتى لا ننعم بالاستقرار لأن السودان على أرض الواقع يملك إمكانيات تجعله قوة عظمى في المستقبل القريب ولا غرو أن نجد مطامع الدول المختلفة التي تتمثل في منع تنفيذ مشروعاتنا للتطور والاستثمار وتعمل على وضع الخطط لإضعافنا والسعي إلى إخراجنا من منظومة الدول العربية حتى لا نجد الدعم الكافي والقروض المالية الميسرة وحرماننا من الاستثمارات العربية والخارجية واحتلال أراضينا وتسويرها بالأسلاك والأشواك الشائكة وطرد مواطنيها منها كما تفعل إسرائيل تماماً في فلسطين وممارسة الضغوط على حكومتنا الفتية.
لكننا بحول الله وكرمه علينا نتمتع اليوم بالاستقرار الكامل وندعو للم الشمل والدعوة للسلام الدائم وحرية وكفالة الأديان، وفي زمن مضى لعبت الرياضة دوراً كبيراً في السلام حيث زارتنا كثير من الفرق العالمية التي تدعوا للسلام والمحبة والتواصل بين الشعوب مثل منتخب النجوم البريطاني وفريقنا الوطني للنازحين الذي طاف كل الأرجاء واختتم جولاته بالإمارات العربية المتحدة وقطر وكان بذلك نعم السفير الداعي للأخوة والسلام ومنع الاحتراب بيان بالعمل.