هناك فرق
ﻣﻨﻰ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ
ﻓﻲ ﺃﻧْﺴَﻨﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ..
ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﺣﻤﻠﻦ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﺗﺜﺒﺖ ﺣﻴﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ، ﻭﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺮ ﺳﻴﺎﺝ ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﺠﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ .. ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ــ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ــ ﻫﻮ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ــ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ــ ﻋﻠﻰ “ ﺗﺄﻧﻴﺚ ” ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻲ !..
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ – ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ – ﺗﺘﺄﺭﺟﺢ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ : ﺗﻤﺜﻴﻞ “ ﻧﺴﻮﻱ ” ﻭﺗﻤﺜﻴﻞ “ ﻧﺴﺎﺋﻲ ” .. ﺣﻀﻮﺭ ﻗﻠﻖ، ﻣﺘﺸﻜﻚ، ﻣﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﻵﺧﺮ، ﻳﺮﻛﺾ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺰﻣﻦ .. ﻭﺁﺧﺮ ﻣﺘﺄﻣﻞ، ﻭﺍﺛﻖ، ﻻ ﻳﺤﻔﻞ ﺑﺎﻟﻨﻮﻉ ﺑﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻮﻋﺎً .. ﺳﻴﺪﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻨﺎﺕ ﺟﻨﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻷﺟﻞ “ ﺍﻟﺘﻤﻴُّﺰ ” ، ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻋﻮﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺿﺪ “ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ” !..
ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺃﻭ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﺤﻀﻮﺭﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻫﻲ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﻇﻠﺖ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ) ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍﺕ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ( ﻓﺎﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺛﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻓﻜﺮ .. ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﻫﻨﺎ ﺳﻬﻞ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻷﻧﻪ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻪ ﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺍﻵﺧﺮ !..
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺗﺄﻧﻴﺚ ﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺗﺄﻧﻴﺚ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ، ﺑﻞ ﻳﻌﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﻮﻉ، ﻣﻦ ﺗﺄﻧﻴﺚ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ، ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺟﻤﻠﺔ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﺇﻳﺎﻫﺎ : ) ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﺍﻟﻄﻐﺎﺓ ﺫﻛﻮﺭ ( !..
ﻧﺴﺎﺀ ﻧﻮﺑﻞ ﺑﻠﻐﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﻠﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻮﻗﻮﺩ ﺍﻷﻧﻮﺛﺔ، ﺑﻞ ﺑﺤﻀﻮﺭﻫﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻋﻴﻪ .. ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﻭﻳﺮﻭﺝ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻉ .. “ ﺃﻧﺴﻨﺔ ” ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻫﻲ ﺛﺮﻣﻮﻣﺘﺮ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮ !..
ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻔﻮﺯ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﺑﺠﻮﺍﺋﺰ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺴﻼﻡ، ﻓﻼ ﻳﺼﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻷﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺟﺎﻫﺪﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕْ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻸﻥ ﺷﺎﺑﺔ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻫﺎ .. ﺃﻭ ﻷﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻏﻴﺮ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻏﻴﺮﺕ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .. ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺗﻔﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻧﺎﺱ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻔﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ