صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

آخر مادار بين المحترف المصري بمريخ الفاشر “العيسوي” و والده قبل وفاته بالخرطوم

77

لم يتوقع هيثم العيسوي، أن مكالمته لنجله محمد مساء يوم الجمعة هي الأخيرة بل أن المكالمة التالية لن يرد هو عليه وسيخبره أصدقائه أن ابنه الذي لم يتم عامه الـ 20 توفيّ ويُنهي ابن خالته الذي يعمل في السودان أوراق استقدام جثمانه لمصر.

محمد كان يُخبر والده بالأجواء في السودان، التي انتقل لها خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية ـ يناير الماضي ـ ، للانضمام لصفوف نادي مريخ الفاشر، بحسب “مصرواي”

اللاعب الذي حرمته الإصابة بقطع في الرباط الصليبي ـ خلال تواجده في الإمارات للخضوع لفترة اختبارات بعدد من الأندية هناك ـ من شق طريقه لاحتراف اللعبة كان يُخبر والده بأن ناديه السوداني يستعد لدفع الرسوم المقررة للحصول على بطاقته الدولية يوم غد ومن ثمّ المشاركة معهم في المباراة بعد المقبلة.

ولكن ذلك لم يمنع مديره الفني من اصطحابه ضمن بعثة الفريق الذي سيواجه نظيره المريخ العاصمي يوم غد الأحد فجلس رفقة زملائه بفندق لاند اوركيد، بالقرب من السوق المركزي، في العاصمة الخرطوم؛ حيث كان يحكي لوالده الأجواء وتحمسه للمشاركة مع فريقه بمنافسات الدوري.

نام محمد وترك والده وأحلامه التي رافقته على مدار 20 عامًا في رؤية ابنه لاعبًا محترفًا قبل أن يستيقظ هيثم العيسوي على خبر بحريق في فندق بالسودان تُقيم بعثة فريق ابنه به:”قعدت أرن عليه مستني يرد فبعتله على النت مردش قلقت ومكنتش عارف أعمل أيه لقيت خبر بيقول أن في 4 اتصابوا واتنقلوا للمستشفى كلمت النادي وابن خالته قالولي أنه مات.. أنا مش عارف أعمل أيه الحمدلله على كل حال”.

الجميع ينتظر قدوم جثمان محمد لكن يجلس هيثم العسيوي بجوار زوجته لا يعلمان ماذا سيفعلان مع فقدان ابنهما الوحيد ولكنهما راضيان بقضاء الله وقدره.

هيثم ظلّ يرافق محمد في جميع المباريات حتى أصبح الأمر شائعًا عند أصدقائه:”كنا بنشوف باباه معاه في كل ماتش مش بس اللي برة البلدية”.

الأب دائمًا ماشارك ابنه حلمه باحتراف الكرة فذهب معه لاختبارات أكاديمية الأهلي في المنصورة التي انضم لها قبل الانتقال لصفوف نادي بلدية المحلة:”كنت بصورله الماتشات وأرفعها على اليوتيوب وفيسبوك كنت عاوز أسوقه محمد كان بيحب الكورة وكان لعيب وجاله عروض من الأهلي والمقاولون في الناشئين لكن لم تتم وكان مركز في دراسته بيدرس في كلية الأداب جامعة المنصورة لكن كان بيحب الكورة ونفسه يلعب مع الأهلي ويحترف في أوروبا”.

ناصر النني، لا يصدق الخبر الذي تلقاه صباح اليوم بوفاة محمد:”ده زي ولادي، لعب معايا في البلدية ودربته هو ديفيندر مميز ومحترم ومطيع أنا كنت بحبه وكان بيجيلي الأكاديمية ويتصور معايا أنا ومحمد ويتكلم معانا عن حلمه يكون محترف زي صلاح والنني تريزيجيه”.

إشادات مدربي محمد به كانت تزيد والده تفاؤلًا بمستقبل ابنه لذا لم تكن فرحته عارمة عندما تم تصعيده للفريق الأول ببلدية المحلة:”ملعبش ماتش رسمي عشان أفرح بزيادة بس للأمانة أنا ومحمد كان طموحنا دايمًا الاحتراف في أوروبا”.

وهو الحلم الذي دفع محمد للسفر في ديسمبر 2018 للإمارات للخضوع لفترة معايشة مع بعض الأندية فتمرن مع فريق دبا الحصن وكان قريبًا من الانضمام لصفوف نادي الجزيرة لكنه تعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي ليُعالج هناك؛ حيث وصله عرضًا للاحتراف بصفوف نادي مريخ فاشر مع تشجيعه من والده:”كنا شايفنها خطوة لمحمد كويسة وتبقى فاتحة للاحتراف في دوريات أقوى ومحمد كان عنده طموح يعمل اسم زي اللاعبين المصريين اللي لعبوا في السودان.. لكن ربنا يرحمه”.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد