مذاق الحروف
يحصي المراقبون والخبراء العديد من الأخطاء المؤثرة للانقاذ خلال مسيرتها الطويلة من تلك التي عادت بنتائج سالبة واثار ضارة علي الوطن والمواطن علي السواء ، وربما يعتبر البعض أن التفريط في أرض الجنوب والذي أدّي الي انفصاله فيما بعد كان واحدا من أعظم تلك الأخطاء وأشدّها ضررا علي البلاد ، بينما يري غيرهم أن سوء الأداء الاقتصادي وإهمال الزراعة والاعتماد علي النفط وحدهكان خطئا مؤثرا للحد البعيد قاد الي تدهور مريع في الاقتصاد والي تدني متواصل في سعر صرف العملة الرسمية للبلاد مقارنة بالدولار ، بينما ذهب فريق ثالث الي أن التضارب في السياسات الخارجية والتقلب المستمر في المواقف وفي العلاقات مع دول الجوار والمعسكرات السياسية والاقليمية المختلفة كان خطئا لا يقل عن سابقيه ويفصح في الوقت ذاته عن تناقض شديد وعدم وضوح في الرؤية العامة لسياسات البلاد .
أما رجل الشارع العادي فقد لا يهمه من كل أخطاء الانقاذ ومساوئها إلا ما كان يتعلق منها بمعيشته ، وهو علي ذلك يري أن الغلاء الفاحش والتردي المستمر في مستوي الخدمات المقدمة اليه، بالاضافة الي معاناته في سبيل الحصول علي تلك الخدمات وغيرها مما يحتاجه – يري أنها أعظم مساوئ الانقاذ وأشدها ضررا عليه ، ومعلوم بالضرورة أن ما ورد بالفقرة الثانية من هموم للمواطن العادي يعتبر نتاجا طبيعيا لما اعتبره المراقبون أنه أكبر الاخطاء مما ورد بالفقرة الأولي ، ولكن خارج نطاق الفقرتين أعلاه تبقي هناك اثارا اخري بالغة الخطورة والتعقيد ويصعب معالجتها في المدي القريب ،أولها – أن قيام الانقاذ ووصولها الي الحكم تحت غطاء الحركه الاسلاميه والدعم الكامل من رموزها ، جعل كل الأخطاء التي حدثت فيما بعد تحسب علي التيار الاسلامي ، بل وعلي الاسلام نفسه ، وما عاد الناس يفرقون بين مبادئ النهج وبين أخطاء تطبيق النهج ، وكثيرون لم يستطيعوا أن يفصلوا بين مشاعرهم السالبه تجاه من يسمون أنفسهم بالاسلاميين عن الاسلام للدرجة التي أصبحت معها مظاهر التدين تهمة تلزم صاحبها بالدفاع عن نفسه .
الخطــر الثاني تمثل في عدم إمكانية الفصل في المشاعر تجاه ( الوطن ) وبينهـا تجـاه ( الوطني ) ، فمن سلم من شر كراهية الدين ومظاهر التدين بسبب كراهيته للحزبالحاكم – وقع في سوء كراهية الوطن بكامله وأصبح يقلب كفيه علي ما أنفق فيه ويمني نفسه بالخلاص منه في أقرب فرصة تحين له ومتي سمحت بذلك الظروف .
ثم خطر جسيم نختم به وهو ما يتمثل في التحولات الواضحة التي طرأت علي المجتمع السوداني وأصابته في أحسن ما يملك من أخلاق وتقاليدعرف بها علي مر التاريخ ، وهو إفراز طبيعي ومتوقع للضغوط الشديدة التي بات يعاني منها انسان السودان في عهد الانقاذ والتي نسأل الله وحده أن يسلمه منها .
وخارج كل ذلك وأوضح منه يبقي اختيار الاسم نفسه خطئا واضحا للعيان ، فالانقاذ الحقيقي هو ما ينتظره السودان الان ، وليس ما حدث قبل أكثر من ربع قرن من الزمان ، والله المستعان ,,,,
مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
emadsogra@gmail.com
التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app