صَابِنّها
محمد عبد الماجد
ألا ليت (الشباب) يعود يوماً فأخبره بما فعل (الهلال)!!
مباراة الهلال والشباب والانتصار فيها، والفرحة التي خلقتها تلك المباراة، ذكّرتني بحفلات زمان، زمن الواحد كان بنوم ويصحى ويلقى (الفاصل الأول) لسه ما انتهى.
زمن عشاء الفنانين كان منطقة مقفولة.. ممنوع الاقتراب والتصوير و(الشفشفة).
والله من راح عشاء الفنانين، الحفلات انتهت.
الليل زمان كان طويل شديد، زي (الإجازة بدون مرتب)، يمكن عشان كدا النعام آدم كان بقول عنه: (طويل طولاً يجنن) وليل العاشقين يطول.
في حفلات زمان كان الفنان وقت يطلع المسرح ما بنزل تاني إلا لمن الشمس تشرق، واكتر زول في الحلة بتاع إعلام وظهور، كان بين الأغنية والأخرى بطلع المسرح وهو بقميص مورد وأكمامه قصيرة.. يشيل (المايك) من الفنان وينفخ فيه ويقول تست ون.. تست تو، كل ما تعلمه في الإنجليزية، وبقول: (مازال الليل طفلاً يحبو)، هنا قميصه بيقصر ويتلم إلى أعلى كأنه هو الذي يحبو لا الليل، ونحن بهذه العبارة نفرح فرحاً مبالغاً فيه، ونطرب أكثر من طربنا بأغنيات الفنان، وكان لطربنا بهذه العبارة أشياء في نفس يعقوب، كنا نظن أنه بما أنّ الليل مازال طفلاً يحبو فذلك إثبات شرعي أن الصباح لم يأت بعد، وأن المدرسة لسه، إذ كنا من حفلتنا تلك بنمشي على المدرسة مباشرةً، وربما كان ذلك هو السبب الذي يجعلنا ننوم في الحصة الأولى والتانية، أما الحصة الثالثة والرابعة فقد كانت من سبب النوم فيهما يرجع للفول والبوش. الحصة الخامسة والسادسة بندكها ربما رهقاَ من النوم.. حقيقة نحن كنا بندك النوم وليس الحصة.
في تلك الحفلات، كان لمن تقوم تبشر أو تقوم عشان تبارك للعريس والعروسة بتلقى كرسيك قعدوا فيه.. ومن هنا جاءت عبارة (الزول ما يقوم يبشر) عندما يستولوا على شئ من أشيائك في غفلة أو سهو منك.
ما نقوم يعني.
وكان في شباب دائماً بتبرعوا بكراسيهم (كتِّر خيرهم) للبنات، وكلما كانت البنت سمحة وجميلة كان عدد الشباب المتبرعين لها بالكراسي كبيراً، وكانت من عادة البنات السمحات خصوصاً ان يأتين للحفلة بعد أن تبدأ، وهذا نوع من الخدر والعنج، لذلك كان دائماً هناك ترقب وحذر.
ترقب وحذر دي ما بتلقوها في حتة تانية.
والخدر والعنج أصلاً ما تفتشوا ليه في حتة تانية.
ومثلما هنالك شباب تخصصوا بالتنازل عن كراسيهم للبنات السمحات، كان هنالك أيضاً خيِّرون (كتِّر خيرهم) تخصصوا ان يقولوا لي أي ولد قاعد في كرسي.. عليك الله يا ولد قوم لي خالتك دي.
ما عارف ليها في الحفلات دائماً كانت هناك أزمة (كراسي)، ربما هذا هو ما نقلناه معنا إلى (السلطة).
وفي تلك الحفلات كان في زول (شليق) دائماً بعفص (الوصلة) بقصد أو بدون قصد ما عارف، وبقطع الكهرباء. والحفلة تقيف.
والناس تقعد تنقنق، وكل مرة تظهر سيدة غريبة تبحث عن طفلها المفقود.
حفلات زمان ما زي حفلات هذا الزمن التي تشبه (الفاصل الاعلاني)، حفلات زمان الفنان كان لو ما حافظ ليه (120) أغنية ما بطلع المسرح.
الفنان كان بطلع يسمع اغاني الحقيبة كلها وينزل.
ما عارف ما الذي جعلني أتذكر حفلات زمان وأنا أتحدث عن انتصار الهلال على الشباب التنزاني.
يمكن عشان المباراة كانت حفلة، وعشان الفرحة كانت زي شاي اللبن.
شاي اللبن هسع الدخلو شنو؟
روفا في المباراة عمل ليه حاجات خلى باكات الشباب متل (غصن الرياض المايد)، أكاد أن اسمع صوت عبد العزيز محمد داؤود وهو ينزل ويطلع بهذه الأغنية عندما يستلم روفا الكورة.
ما قلت ليكم روفا دخل في الشوط التاني زي (العريس) بدخل حفلتو بعد الفاصل الاول ما ينتهي.
بروتوكول ثابت كدا.
وعبد العزيز يغني (في الضي جبينو النادي والبدر خلان يجمع لطافة ورقة ونفرة الغزلان).
في التوافق جمع قال (جبينو النادي والبدر خلان)، وفي الأضداد قال (يجمع لطافة ورقة ونفرة الغزلان).
نفرة الغزلان دي زمان كانت بتخلينا نتنازل عن مية كرسي.
عار الصيد منك عيون، أهدت ليك البانة لون ـ الزول دا من كل حاجة شال أروع ما فيها.
مباريات الهلال بقينا نشوف فيها حاجات عجيبة.. وبقينا نسمع فيها عبد العزيز محمد داؤود.
أما كوليبالي فقد جعل كل مدافعي يانغا افريكا يتمايلون على أنغام (الفريع البان البسوح نديان.. الليلة يا سلام) ومحمد أحمد عوض برقه المميز عندما يترنم بهذه الأغنية (فروع البان) كلها بتسوح.
البان والنيم.
النيم ذنبو شنو؟
ما عارف لكن هذا على سبيل الفرح.
والله الهلال دا يوم بكتلنا بي فرحة.
شوف عيني كوليبالي عمل عملية في مدافع يانغا افريكا في (فرع بان) ما اتعملت.
والليلة يا سلام.
وجوبا مالك عليّ.
ومبروك عليك الليلة يا نعومة.
وما قالوا عليك حنين.
وما بنمشي لي ناس ما بجونا.
وزعلانة والّلا شنو الحصل.
وقيافة وفايتة الناس مسافة.
غايتو سمعنا جنس حاجات.
انت يا كوليبالي الحاجات دي الليلة نكّتها من وين؟
الطيب عبدالرازق بنخصص ليه يوم براهو.
قلت ليكم المباراة كانت (حفلة) قعدتوا تغالطوا.
تغالطوا متل خفراء بوابات المستشفيات، لو جيتهم شايل (مرارتك) في إيدك ما بدخلوك.
أقول ليكم دليل تاني على أن المباراة كانت حفلة، حارس الشباب قام يبشر، لقى ياسر مويس جاب القون، قعد في قونو (الواحد ما يقوم يعنى).. وعندما يغني علي اللحو وهو من منطقة (مويس) التي جاء منها ياسر مزمل، عندما يغني اللحو (الكنينة) ما في زول بقعد ليه في كرسي.. الناس كلها بدخلوا الدارة بي عريسهم.. كنا نحن ننتظر هذه الأغنية عشان نلم الكراسي.
حفلات اللحو ـ الكراسي في حد ذاتها بتلقاها بتنطط براها من الطرب (الكلام دا شفتو بعيوني ما في زول قالو لي).
نجم المباراة كان فوفانا 2 العاجي والموريتاني عندما شارك في الجزء الاخير من عمر المباراة.
حارس الهلال فوفانا ذكّرنا بعودة سنجة.. وسنجة دي نحن عندنا زي رخر العنقود.. عندنا ليها معزة خاصة. وكل أجزائه لنا وطن كما يغني العطبرواي.
قلت ليكم المباراة كانت حفلة.
أما فوفانا الموريتاني، فقد شارك في المباراة واثبت ان خير الأمور (اوسطها).
بمناسبة الموريتاني دا ـ ناس المريخ قالوا اتعادلوا في الدوري الموريتاني.. قلت ليهم ما مشكلة، الجماعة ديل عندهم مشروع.
اصبروا ليهم 30 سنة زي المدينة الرياضية.
نطلع من الحفلة دي شوية.
عندنا زول في الحلة، زول (مغامرات) من الدرجة الأولى وقت تقول ليه شفت البرد دا كيف؟ بقول ليك: والله أنا لغاية الآن برقد برّه.
نظام ما شغال بالبرد.
وقت تستغرب ليه.. بقول ليك وبرقد في الحوش بدون بطانية كمان.
قلت ليكم من الاول الزول دا بتاع (مغامرات)، قعدتوا تغالطوا فيني.
نواصل:
نحن. زمان، كنا بنطلع شلة، نقول الليلة عاوزين نفطر (فسيخ)، فهمنا وقتها ان (الفسيخ) من الثقافة الفرنسية ـ وهو اي (الفسيخ) ما عندو اي علاقة بالثقافة الفرنسية.
ما عارف الإحساس دا جانا من وين؟
في أحاسيس كدا غريبة، ما عندها اصل ولا منطق.
زي احساس بتاع الدكان وقت تمشي ليه (شاكي) أي مدخل القميص في البنطلون (قاطع نص) يعني .. سيد الدكان وقت يشوفك كدا بكون عنده إحساس انك عاوز تديّن منه بقوم بحكي ليك عن ظروفه الصعبة وظروف البلد، والحال الواقف والضل الوقف ما زاد، وانت ما عاوز حاجة غير انك عاوز ليك (طحنية).
يبدو ان الناس البشكُّوا القميص في البنطلون اعطوا انطباعات لبتاعين الدكاكين بأنهم ما شكّوا القميص في البنطلون إلا من أجل أن يتسلفوا منهم.
الطحنية عيشتها تطير.
وفي احساس كدا وانا بتحدث عن (الأحاسيس) خليت الحفلات انه الزول البكون لابس ليه (نضارة) ما تفتح ليه موضوع، عشان اي موضوع تفتحو بقوم يستلمو.
يندمك عليه.
انا قبيل كنت بتكلم عن شنو؟
اتذكرت.. كنت بتكلم عن شلة الفطور، وقت نكون ناوين على الفسيخ.
نطلع كلنا.
بنجيب الفسيخ.
والشطة الخضراء.
والبصل.
والدكوة.
الكلام دا قبل الحرب ـ عشان ما تشيلوها ساكت مع (الدكوة).
وبعد ما نجهز الفسيخ ولوازمه نقول الموضوع عاوز ليه (مطرة) ـ حسب فهمنا، وقتها كنا بنفتكر أسهل شئ في الموضوع (المطر).
تجيب الفسيخ وتنتظر (المطر).
وعم (جنبل) كان من تشوفو طالع في رأس البيت، بنعرف طوالي الموضوع وراه (مطرة).
الليلة جايبة ليها (مطرة).
عندو عراقي قديم وأكمامه مهرودة لمن يلبسو اعرف طوالي الليلة المطرة للنخرة.
بمناسبة المطر.. الحمد لله انتصرنا على الشباب.
عارفين ليه؟
عشان دخلنا المباراة بإحساس الانتصار، رغم اننا لم نكن الطرف الافضل، لكن كالكبار عرفنا كيف ننتصر.
الإحساس دا مهم.
الثقة مهمة.
مشكلتنا مع امتحان الرياضيات أنني قبل الدخول للامتحان كنا بنشعر ونحس ان امتحان الرياضيات صعب.
الآن ونحن في هذا العمر بشعر اننا كنا بنصعبها على روحنا بهذا الإحساس، عشان كدا دائماً امتحان الرياضيات كان عندنا مشكلة وهاجس.
ودائماَ الامتحان كان عندنا صعب.
أقول ليكم حاجة أسهل.. أكيد كلكم لاحظتوها. وهي أن اللاعب عندما يكون خائف وبرجف قبل تسديد ضربة الجزاء أو الضربة الترجيحية دائماَ بهدر الضربة ولا يسجل.
ولمن يكون مليان ثقة بسجل بكل هدوء.
الشئ الغريبة لمن تخاف ليك من كلب، بعضيك ويقعد ينبح فيك، تقول كاتل ليك رقبة.. ولو جيت فيه وانت ما خايف، الكلب ذاتو بفهم حاجة وبهز ذيله.
في حاجات بهزمنا فيها شعورنا. اعتقد ان مقدم أي هدف تريد ان تحققه هو الشعور الحسن او بما يعرف عندنا في مثل النقاشات بـ(الثقة).
لو ما عندك ثقة في نفسك.. من الذي سوف يثق فيك.
مباراة الشباب انتصرنا فيها.. لأن الهلال كان عاوز ينتصر.
مهم تكون عاوز تنتصر.
الإحساس دا مهم شديد.
يعني من الصباح تفتكروا بحدثكم عن (الأحاسيس) كدا بدون موضوع.
رئيس المريخ تكلم عن تكاليف الإعاشة والأكل في موريتانيا.
الزول دا قولوا ليه اخجل.
المواضيع دي ما بتحدثوا فيها.
اكبر على الكلام دا.
شوف الهلال بعمل في شنو؟ واعملوا مثله.. أحرجتونا مع الشعب الموريتاني الجميل.
أحرجتونا لدرجة أن المدير التنفيذي للمريخ طلع اعتذار أو توضيح كما قال.
اذا كان هذا هو مشروع المريخ، أحسن من هسع تشوفوا ليكم (اي دمعة حزن لا لا)، أو أعملوا ليكم بوفيه في مدرسة أساس.
إنتو ما بتتفقوا معاي أن أي بوفيه في مدرسة كان بعمل فول رهيب.
ما عارف السر في ذلك شنو؟
الدخلني أنا في المريخ شنو؟ وأنا بتكلم عن حفلة الهلال.
أنا مالي.
يمكن هذا نوع من الإحساس المختلف.
إحساس نوعي كدا.
ويا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل الهلال.
الشباب راح.
الشباب فات.
ونحن في عز الشباب.
فوفانا 20 سنة.
جان كلود 20 سنة.
ياسر عوض 20 سنة.
كوليبالي 18 سنة.
وانت في زهو الشباب.
….
متاريس
فلوران في كل يوم يثبت فيه أنه مدرب كبير وأن مكسب الهلال الحقيقي هذا المدرب.
من نعم الله على الهلال مدرب اسمه فلوران.
انتظروا إيمي فهو قطار إبداع قادم.
وكنن.
وخيري.
وسيمبو.
ومحمد مدني.
والعثيمين.
ومروان رجب.
ما شاء الله.. قولوا ما شاء الله.
الهلال مدان للدوري الموريتاني بالكثير.
دعونا نقول إن مازيمبي هو أضعف فرق مجموعة الهلال.
والشباب هو أقوى فرق المجموعة بعد الهلال.
لابد أن يلعب الهلال من أجل صدارة المجموعة.
لا الرجاء ولا صن داونز ولا الترجي في مستواهم.
الأفضل نسبياً الأهلي المصري.
أمام الهلال فرصة تاريخية في هذا الموسم، وذلك لأن الهلال يمتلك العناصر الأفضل في القارة.
فلوران راهن على، الطيب عبد الرازق ولم يخذله.
هذا اللاعب مازال كنزاً مدفوناً أو جندياً مجهولاً في الهلال.
صلاح عادل قوة مهيبة في وسط الهلال.
فوفانا الموريتاني هو ما كان يفقده الهلال.
الهلال يجب أن يحصد 9 نقاط في مباريات الذهاب.
الهلال سوف يلعب أمام مولودية بدون جمهور ـ دي ثلاث نقاط في المتناول.
ونقاط مباراة مازيمبي في الجولة القادمة هي النقاط الأسهل للهلال في هذا الموسم.
ما تفرِّطوا في الأسهل.
مشكلة الهلال أنه أحياناً بفرِّط في الأسهل.
أضمن الساهل أولاً.
فوفانا قدم اجمل مبارياته مع الهلال. وحرم الشباب من أهداف محققة.
لو خطف الشباب الهدف الأول، كانت المباراة سوف تتصعب كثيراً على الهلال.
التسجيلات القادمة لا بد من طرف شمال وطرف يمين ورأس حربة.
إذا حالف التوفيق الهلال في تلك الإضافات فيمكن ان نقول إنّ الهلال هو المرشح الأفضل لتحقيق اللقب.
إرهاق المنتخب والمشاركات المستمرة أثّرت في مستوى الغربال وبوغبا.
أجمل وأحلى ما يمكن أن ننتظره هو إعادة قيد النجوم الذين اقتربت عقودهم من الانتهاء.
انظروا الى ياسر مويس بعد إعادة قيده.
الاستقرار مهم.
ننتظر الأخبار السعيدة.
بكرة نرجع نتكلم عن الكورة ـ الكلام دا كله برة. الكورة.
….
ترس أخير: غَنِّي يا قمري.
يا للهول!! التخدير بدا !! و سيكون السبب في كارثة قادمة امام مازيمبي (و ستعودون لكلامي هذا).
مازيمبي هو مازيمبي و مباراة الخماسية في ام درمان في 2009 خبر دليل (قالو سحر و خلافه و نسوا السبب الحقيقي).
كلنا نعرف ضعف اللاعب السوداني امام النفخ الاعلامي و النفق و الغرور الذي يحدث بعد اي مباراة نحقق فيه نتيجة ايجابية، فنصاب بصدمة الانهيار، ليس بسبب قوة الخصم و لكن بسبب التخدير و دخول اللاعبين الى المباراة و هم ضامنين الفوز فينهارون و بتساقطون كورق الشجر في اول ضغط من الخصم و نقبل هدف مبكر و خلاص المباراة انتهت بانهمار الاهداف علينا مصحوبا بكروت صفراء و حمراء و اصابات.
و نبدا اللوم و العتاب و البحث عن المجرم (و هم اما المدرب او اللاعبين او الادارة، و ننسى المجرمين الحقيقيين و هم الاعلام المخدر و غرور اللاعبين).