صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

*إلى الزولفاني.. مع التحية*

30

*نبض الصفوة*
*امير عوض*

لن نحدثك عن الخيارات الفنية.. فأنت الأدري و الأعلم بظروف فريقك و لاعبيك.. و لكننا سنهمُس في أذنك بأن جميع المريخاب قلقون و بشدة علي مظهر الفريق العام بمنأي عن الطريقة التي تُسير بها المباريات.
نعلم بأنه لا يوجد مدرب كرة قدم طموح و جاد (مثلك) يمكن أن يدخُل لمباراة و هو يستخدم أقل لاعبيه عطاءاً.. فاليقين عندنا بأن أي مدرب يبحث عن الإنتصار و يعمل من أجله باذلاً في سبيل ذلك كل الغالي و النفيس.
لهذا نتمني أن تتفهم الإنتقادات التي تصدُر من الإعلام أو بعض صافرات الإستهجان من المدرجات لأن مصدر تلك التصرفات هي قلب المحب المشفق علي حال الفريق.
قد تكون قد مررت بسوابق تدريبيه في أنديةٍ أخري.. و لكنك لم تخبر الأجواء السودانية جيداً.. فهنا ستجد أن عشق كرة القدم يجري مجري الدم في الوريد لهذه الجماهير المتيمة للحد البعيد.
و لن نُذكرك بأننا في أهم فترات الموسم و في أعصب أوقاته تحديداً.. و لكننا سنخبرك بأن للمريخاب ذكريات مُرّة كالحنظل مع هذه الخواتيم تحديداً.
و أتمني أن تتفق معي في أهمية وقت الحصاد لأنه يُشكل حصاد موسم بأكمله دفعنا فيه جميعاً الثمن قاسياً من أعصابنا و جهدنا و مالنا.
في مثل هذا الوقت من الموسم السابق دخلنا لمباراة القمة بفرصتين.. و بعدها ضاع الدوري و من بعده الكأس الأمر الذي شكّل صدمةً قاسيةً للجميع.
و في سنوات ماضيات كثيراً ما كنا الأفضل علي الورق بدون حصاد يُذكر لدرجة أن شاد الهلال لنفسه مجداً في بطولة الممتاز.
و الآن بعد أن أصبحت ملماً بماضي المريخ و جمهوره في المواسم السابقة نتمني أن تجد العذر لهذه الجماهير العاشقة.. فالحب و الشفقة فقط هما ما يدفعانها للإنتقاد و الإستهجان.
و لتعلم بأنك تُدرب أكبر نادي في السودان و أفريقيا من حيث الجماهيرية المليونية.. و في مثل هذه الأندية المُتطلبة تكون الضغوط علي أعلي مستوياتها.
أنت ما زلت في مقتبل العمر و في بداياتك التدريبية.. و هذا هو حال الأندية الجماهيرية و عليك أن تتقن الثبات الإنفعالي حين تواجه صافرات الجمهور أو كتابات الزملاء في الإعلام.. و ليكن عزاؤك في ذلك أنهم مريخاب محبين و مشفقين يريدون لفريقهم الأفضل و الأجمل دوماً.
تَقبّل النقد يا عزيزي.. و حاول الإستفادة من النصائح التي يذكُرها الفنيين.. و لا تضع بينك و بين الإعلام و الجمهور سداً حصيناً فهم سلاحك المعنوي الذي تُحارب به كما اللاعبين تماماً.
الجمهور السوداني يا عزيزي جمهورٌ مثقف جداً و مُطّلِع علي قواعد اللعبة و أُسس التدريب بِفعل هذه الثقافة العالية.. و يحتاج منك لرسائل تطمين بين الفينة و الأخري عبر الإعلام الذي إتخذت منه موقفاً سالباً سيخصم منك قبل أن يفيدك.
تَعلّم أن تخرُج للجميع في شجاعة و أن تُدافع عن رأيك الفني و تتحاور مع الجميع.. و لا تغلِق نفسك في مقاطعة غريبة مع الإعلام الذي ينقُل صوتك للجمهور.
الدوري في أحلك أوقاته.. و مقاطعتك الحديث للإعلام يعني تأثُرك سلباً بما فيه.. و هي هشاشةٌ لا نقبلها أو نتمناها فيك.
إقترب من الجميع.. فأنت تحتاج للجميع.. و أعلم بأن النقد يفيدك و يقوي من خيارات تفكيرك.. و بإذن الله يتحقق لنا و لك المراد في الختام.
*نبضات متفرقة*
إنتقاد الإعلام للزولفاني لا يعني المناداة بإقالته أو إعدامه.
طالبنا بوجود مدرب مساعد وطني مع الزولفاني و الأخير رفض و إحترمنا و إحترمت الإدارة رغبته و خياراته.
مُقاطعة الإعلام لن تفيد الزولفاني و إنطوائه وسط فئة صغيرة أمرٌ غير مبرّر.
قلةٌ بدأت في الدفاع عن المدرب بمنطق معلول يسفه رأي الآخرين.. و لهم نهمس بأن المدرب ليس في حاجةٍ لمن يدافع عنه فعمله داخل الملعب هو الوحيد الذي يرُد بلسانٍ مبين.
نُذكر أصحاب المنطق المعلول بأن فترة مدرب المريخ الأسبق عبدالمجيد جعفر لم تشهد أي هزيمة للفريق كما أن الفريق قد هزم الأهلي شندي في معقله أيضاً و مع ذلك فقد تمت إقالة عبدالمجيد.
بالمنطق المعلول فعبدالمجيد جعفر هو أفضل مدرب في العالم.. أو هكذا تقول أرقامه!!
المباريات المتبقية لا تقبل المزيد من الجدل و الخروج عن أصل القضية المتمثلة في الطريقة الأنجع للظفر بالبطولات المحلية.
في الموسم السابق دخلنا مباراة التتويج بالممتاز بفرصتين و فقدناهما.. و غادرنا كأس السودان من الدور نصف النهائي.
علينا دراسة ذلك الوضع جيداً و محاولة تلافي السلبيات التي أدت لتلك النتائج المؤلمة قبل الدخول في جدلٍ شبيه بما حدث في خواتيم الموسم الماضي حين دخلنا في صراعٍ غريب حول إنجازات (لم تحدُث) لمجلس قريش نكايةً في لجنة جمال الوالي!!
للأسف فالمريخاب أصبحوا عندما لا يجدون الصراع يبتدعونه في أسوأ توقيت.
الزولفاني مدرب المريخ الذي يشجعه الملايين.. و مهما فعل فلن يرضِ الجميع.. تلك هي الحقيقة التي يجب أن يفهمها الرجل و من يحاول مساندته.
*نبضة أخيرة*
أبعدونا من الصراعات فلا وقت لذلك.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد