صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ادب الحوار (1)

160

رأى حر

صلاح الاحمدى

ادب الحوار (1)

 

لغة الكتابة غير لغة الحوارى نتمنى لو اننا تعلمنا ادب الحوار وعدم الاسفاف والابتذال .ان المطالبين بحرية الصحافة يتصورون ان هذه الحرية تعنى حريتهم دون الاخرين …. ويفزعهم ان تكون حرية الكتابة للجميع ..وحين يكتب المرءيجب ان يتوقع التاييد والمعارضة .. متى نتعلم ادب الحوار ؟والجدل بغير لغة الطوب خصوصا ممن بيوتهم من زجاج . اننى اومن بحكمة ان يبدا الانسان بنفسه .والا ينزل عند اول خلاف بقذفات الفاتورات القديمة والا فانه يسمح لغيره بالرد عليه بالمثل ’ اننى اومن بعدم ترك المخطئين بلا عقاب. وادعوا الوسط الرياضى الادارى بان يتحلى باخلاقيات جديدة .ومنها اخلاقيات الحوار والحرية المتاحة فرصة اولى بنا ننتهزها بالجدل الذى يحمى ولا يهدد . يصون ولا يبدد ..ولا يهدم بل يجدد .ولا يخصم بل يضيف .والانصراف الى هذه المهنة الشريف اولى من الاشغال بهؤلا الذين يريدون الابحار فى الامور الشخصية ويردون الحرية ان تظل البعض دون البعض.. لااظن على اية حال ..ان قواميس الاسفاف والبذاة تجذب القارئ.انها تثير احتقارهم لطول ما حاولت احتقار عقولهم وتستخدم لغة تهبط بمستوى تفكيرهم ولم يكن الكاتب من حزب الانتقاميين والاخذ بالثار .. ان المحنة التى تمر بها الممارسة الصحفية الرياضية فى بلادنا منذ فترة ليست قصيرة توجع القلب .وتدمع العين .وتكسر الخاطر .ولولا انها المهنة والحرفة والعشق والرزق لفكر البعض فى اعتزالها … لم تصبح سمعة الصحافة الرياضية مضغة فى الافواه وقذى فى العيون ..بالدرجة التى هى عليها الان وقد اختلط الحابل بالنابل لم يعد احد بمنجاة الاتهام … الغبار يكسوا الصحافة الرياضية والعصبية تتقلقل فى كيانها .صار الكلام فيها عن الشرف رخيصا !!! ومن يملكون سلطة الردع لا يتحركون!! بعض الكتاب الرياضين يتصورون ما يكتبونه ليس رايا لكنه قرار .وكل ما يطالبون به يجب ان تنفذه المجالس لادارات الاندية الرياضية … … نافذة وفى نفس الوقت فان بعض الكتاب يواجهون النقد والاتهام ..ويتحدثون عن السلبيات الادارية والتدريبية والتحكيمية ثم يتوقفون عند هذا الحد .ولتكن الكتابة مفيدة للمجتمع الرياضى لابد ان يشعر القارئ ان الجدل الصحفى يفتح الباب لحلول جديدة !!! هذه الكلمات يجب ان تصحى النفس الصحفية .والصحفى المخلص المحترم الذى لا يمكن ان ينساه القارئ طالما يبتعد عن الامور الشخصية او شخصنة الامور الرياضية .وبالمقابل نجد الصحفى الدون ذلك صاحب القلم العفيف والفكر الجرئ والاحساس الوطنى والمدرك لقيمة الكلمة والحريص على احترامها افتقده القارئ الرياضى .افتقده كلما وقعت عيناه على اى شى من هذا الغثاءالذى يلوث صفحات الصحف الرياضية تطفح بالحقد والشر ولا هدف لها سوى هدم كل رمز وكل قيمة وكل مبدا وتشويه كل عمل يستحق الاشادة . ممن يعرفون الانصاف يقدرون لكل ادارى قدره ’ افتقدنا كلمة الانصاف فى الوسط الرياضى من خلال كتاباتنا التى كان يمثلها اجيال من الصحفيين . وكل ما راينا الحالة المؤسفة التى وصل اليها بعض الصغار فتتطاولوا على الكبار بدلا من ان يتعلموا منهم ويعترفوا بفضلهم ..ونسوا انفسهم وظنوا انهم فرسان حقيقيون فى الوسط الرياضى يطالبون الطعن والنزال وقد سيطرعلى عليهم وهم المساحات المفرغة التى خلقوه لانفسهم .ولم يدركون انهم يحملون سيوفا من خشب ويمتطون خيولا من خشب .وهم انفسهم ليسوا سوى دمى يحركها من يمسك خيوط عقولهم من ميسورى الحال .. او تحركهم حاجتهم او اطماع واوهام واضغاث احلام وهم يصيحون صيحات الحرب حيث لا توجدحرب فى الوسط الرياضى ولايوجد اعداء ولا يوجد انتصار ..ولكن توجد هزيمة مؤكدة هزيمة الضمير والروح وموت القلوب والنزاهة بدواخلهم … نافذة اخيرة افتقدنا القلم الرياضى الذى كان يفكر ويمارس النقد بهدف الاصلاح وليس لمجرد التشهير وتوجيه الشتائم المقذعة كما نرى فى هذه الايام ..افتقدنا مشاعر الوطنية فى كل كلمة يكتبها الصحفى عن الرياضة ..كما افتقدنا ادب الحوار وادب الخلاف فى كتاباتنا والدعوة لنا بان لا تتنابزوا بالالقاب ولتناقشوا الموضوعات الرياضية فى ذاتها دون مساس بكرامة الاشخاص .. خاتمة فهذه الديمقراطية التى نريدها جميعا فلا نقول ديمقراطية ثم نصرخ عندما يقول الاخرون رايا يخالف راينا …..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد