صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأديبة الأردنية سناء شعلان : بدأتُ الكتابة قبل أن أبدأ الكتابة..!

43

الأديبة الأردنية سناء شعلان

حوار: محمد جمال قندول

امرأة ترى العالم من منطلق الحكاية، وتفهمه من زاويا متغيرات الشخوص والزّمان والمكان، فتتعالق معه من زاوية الأزمة والحبكة والنّهايات المقنعة، ولذلك نقلت العالم إلى قصصها، والقصص إلى العالم. كتبت القصة القصيرة، وهي في الخامسة من عمرها، كتبت الرواية وهي في الثامنة من عمرها، ثم طفقت تبري كلمتها وتشذبها، فتخصصّت في أدب اللغة العربية، وحصلت على درجة الدكتوراه فيها، ولكنّها على الرّغم من ذلك ظلّت طريدة القصة وبغيتها. تارة هزمتها القصة، وتارة هزمت هي القصة، حتى غدت عرّافة من عرّافاتها، وفاضت منها على الواقع بحكاياها التي لا تخجل  من أن تفضح المسكوت عنه، ولا تخاف أن تصرخ في وجه الاستلاب، ولا تتردّد في أن تصفّق لكلّ جميل. الأديبة الأردنية سناء الشعلان امرأة تعرف كيف تجعل من القصة غيمة أو سماء أو أرضاً أو حلماً أو حقيقةالتقيناها  في هذا الحوار المتصل بقضايا الكتابة والمرأة والعلاقات الثنائية التي تنشأ بينهما.

 

*تعرف القارئ العربي على سناء شعلان من خلال سيرتها الأدبية، فما هي سيرتها البشرية..؟!

ـــ أنا أستاذة جامعية وأحمل درجة الدكتوراة في الأدب الحديث، درّست في الجامعة الأردنية منذ تخرّجي، حصلت على الدكتوارة بدرجة الامتياز في سن مبكرة وأنا في سن 26 سنة، وبذلك كنت من أصغر حملة الدكتوراة في الأردن وفي الجامعة الأردنية في كادرها، وكنت أصغر أردنية على الإطلاق شملتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة في برنامجها الوطني العملاق حول النساء الأردنيات المؤثرات، كما أنّي حصلت على لقب “واحدة من أنجح 60 امرأة عربية مؤثّرة للعام 2008″ ضمن الاستفتاء العربي الذي أجرته مجلة ” سيدتي” الصادرة باللغة العربية واللغة الانجليزية.

*يمكن القول أن تجربتك في الكتابة حامت حول أكثر من جنس أدبي، هل هذا صحيح..؟!

ــ  أنا بالفعل أكتب الرواية والقصة ومع هذا فأنا باحثة وكاتبة مسرح وأدب أطفال، وحصلت على نحو48 جائزة عالمية وعربية ومحلّية في حقول الإبداع المختلفة، ولي أكثر من 36 مؤّلف مختلف، كذلك فأنا ممثلة لكثير من الجمعيات والمؤسسات العالمية في الشّرق الأوسط، ومثّلت الأردن في كثير من المحافل العربية والعالمية وحصلت على درع التميّز للطالب المتميّز أكاديميّاً، ودرع الأستاذ الجامعي المتميّز إبداعيّاً في الجامعة الأردنية لأكثر من سنة؛ ومع ذلك فأنا شريك في كثير من المشاريع الإبداعيّة العربية لاسيما مشروع الأطفال” الذين أضاءوا الدّرب” مع قطر ومع بولندا، كما أني أحرص على مراسلة كثير من الصّحف والهيئات الإعلاميّة في الوطن العربي وفي أستراليا، فضلاً أنّ لي أعمدة صحفية ثابتة في كثير من الصّحف العربية.

*منذ متى بدأت في عالم الكتابة ؟

ــ  بدأتُ الكتابة قبل أن أبدأ الكتابة؛ فوالدتي كانت تكتب لي ما أمليه عليها من قصص ساذجة وأنا في الخامسة من عمري دون سنّ المدرسة،ولكن في السّنة السّادسة من عمري أصبحت قادرة على الكتابة في أبسط أشكالها المزدحمة بالأخطاء النّحوية والإملائية والإملائيّة.وفي السنين العشرة الأولى من عمري كتبت خمس روايات كاملة،وفي سنّ العشرين نشرت أوّل رواية لي ،وهي رواية” السّقوط في الشّمس” التي حصلت على أكثر من الجوائز،وقدّمتني للمشهد الإبداعيّ،وكانت بطاقة دخولي الرّسميّ إلى عالم الكتابة.

*مكان ولادتك كإنسانة هل أثر على نوعية ميلادك ككاتبة..؟!

ــــــ  الجغرافيا بريئة مني، وأنا بريئة منها، ولذلك لا تترك فيّ أيّ أثر، أمّا الأشخاص فهم جميعاً تركوا آثاراً في سناء الإنسانة والمبدعة وفقاً لمعطيات كثيرة.ولكنّني في النّهاية انتصرت لخيارتي،واستبعدت مالا أريد من أقدار التأثيرات،وعلّمت نفسي أن أخلص للدّرس الجيّد في الحياة،وأنا ألفظ تماماً كلّ ما يمكن أن يشوّه روحي.وما أكثر هذه الأشياء المشوّهة في هذه الحياة اللئيمة!

*هل من عمل أدب عالمي أو عربي كان له تأثير قوي عليك كإنسانة وكاتبة؟!

ـــ  أستطيع الإدعاء أنّني قارئة نهمة إلى الحدّ الذي يصعب معه أن أحدّد مساحات تأثّري بالإبداع والمبدعين،وإن كنتُ أؤمن بعمق بأنّ أولئك جميعاً شكلوا سناء الإنسان بشكل أو بآخر ولكن أبداً لا يمكن أن أنسى تأثير رواية  “رسالة من امرأة مجهولة” لستيفان زفايغ(1881-1942)؛ فهده الرّواية  قد غّيرت ملامح روحي إلى الأبد،ولا أستطيع أبداً أن أمحو أثرها من نفسي.

*هل باستطاعتك أن تحددي أشهر وأهم كتاباتك على الإطلاق؟!

ــ   لا أستطيع أن أحدّد من أشهرها أو أهمّها، ولكن أستطيع أن أخبرك بالأقرب منها إلى نفسي؛ فأنا أحبّ جداً روايتي”أعشقني” ومجموعاتي القصصية ” الجدار الزّجاجي”وقافلة العطش”وتراتيل الماء”؛فهي تشبه ملامح ذاتي،علماً بأنّ لي أكثر من 36 مؤلفاً في النّقد والرواية والقصة القصيرة والمسرح وأدب الأطفال.

*الكتابة الملحّنة، إلى أي مدى تشعل طربك وإلى أي الأنواع تميلين..؟!

ـــ     أعترف لك بأنّني لا أخلص للفرديّة في حقل الجمال، ولذلك أتبعه أينما كان، ولذلك فأنا هاوية للغناء الجميل والموسيقية الرّاقية بغض النّظر عن عمرها أو نوعها أو بلدها أو اتجاهاتها.

*ولمن تقرئين في الشّعر؟!

ـــ  أقرأ للكثير من الشّعراء القدامى والمحدثين العرب وغير العرب،ولكن متعتي الحقيقيّة في أن أقرأ للأخطل الصّغير وعمر أبو ريشة .

* في حياة أي كاتب لحظات تترقى من (العادية) لتتبوأ مكانها من نوع ما من (الخلود).. ماهي لحظة خلودك؟!

ـــ  اللحظة الخالدة في حياتي هي لحظة إنجازي لعمل إبداعيّ؛فهي بالنّسبة لي لحظة خلودي في هذا العالم الزّائل،ولذلك أحيط كلّ ما يتصل بها بالتّقديس والمحبّة.

*ماهي نظرتك للمستقبل في ظل الأوضاع التي تمر بالعالم العربي؟!

ـــ  في ضوء المعطيات الرّاهنة القادم فيه الكثير من التحدّي والصّعوبات والأزمات الخانقة.

*الحرية التي اجتاحت المجتمع العربي للمرأة هل ساهمت في تخلي المرأة العربية عن عاداتها؟

ــ أعتقد أنّ الحرّية كانت أحياناً بوابة للانحلال المرأة وتسليعها،ولكن المرأة الأصيلة حقّقت مكاسبها الاجتماعية بكلّ شرف ونزاهة وتقدير،أمّا المرأة الآيلة السّقوط فقد سقطت؛لأنّها منذ البداية لا تملك مقومات النّجاح والحرّية والإنجاز،وهذا مشهد طبيعي جدّاً.

*نظرتك للمجتمع العربيّ في ظلّ ثورات الرّبيع العربي  ؟

ـــ هو مجتمع يمرّ بمخاضات عملاقة،والرّب وحده يعلم ماهو القادم.

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد