صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأهلي المصري يتخوّف من”معضلة كبيرة” قبل موقعة الهلال السوداني

71

فتحت نتائج الأهلي المصري الهزيلة خارج ملعبه في دوري أبطال إفريقيا الباب أمام العديد من التساؤلات حول أسباب غياب الفوز عن القلعة الحمراء خارج الديار، بحسب تقرير نشرته وكالة” beIN sport“الإخبارية اليوم”الأربعاء”.

يعاني فريق الأهلي المصري بشكل واضح في مبارياته خارج ملعبه في مسابقة دوري أبطال إفريقيا لدرجة جعلت جماهيره تتأكّد من أنّ سوء نتائج الفريق خارج الديار أصبحت هي العقبة الأساسية أمام فوزه بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخه.

وعلى الرغم من الآمال الكبرى التي ارتبطت بتولي السويسري رينيه فايلر بأن يعيد أمجاد مانويل جوزيه أحد أفضل المدربين في تاريخ القلعة الحمراء خاصة بعد انطلاقته الرائعة في الدوري المحلي عندما قاد الفريق لتحقيق العلامة الكاملة بفوزه بعشر مباريات من أصل عشرة خاضها الفريق حتى الآن مسجلاً 28 هدفاً ودخل مرماه هدفين، إلا أن ما يثير القلق على الأقل في الآونة الأخيرة أنه لم يحدث أي تحسن فني في أداء الفريق خارج ملعبه في دوري أبطال إفريقيا إذ فشل الأهلي في تحقيق الفوز خارج الديار في دور المجموعات في النسخة الحالية من مسابقة دوري الأبطال بخسارته من النجم الساحلي التونسي بهدف نظيف ثم تعادله مع بلاتينيوم بطل زيمبابوي (1-1) وذلك ضمن مباريات المجموعة الثانية من البطولة.
إرشيفية ـ

وما يزيد قلق جماهير وعشاق الأهلي أن الفريق يحتل المركز الثاني حالياً على لائحة ترتيب فرق المجموعة خلف النجم الساحلي برصيد 7 نقاط بعد أن حقق الفوز مرتين فقط وتعادل مرة وخسر مباراة أخرى، علماً بأن الهلال السوداني يلاحق الفريق المصري في المركز الثالث برصيد 6 نقاط، وسيلتقي الفريقان في الجولة السادسة والأخيرة في أم درمان في مواجهة يتوقع أن تكون مصيرية لكلا الفريقين، وهو ما يلقي بحمل ثقيل على كاهل لاعبي الأهلي المطالبين بتحقيق نتيجة إيجابية قد تكون انتصار لم يحققوه خارج الديار منذ وقت طويل على الصعيد الإفريقي.

تعثر خارج الديار

الأمر بات جلياً وواضحاً لكل متابعي بطل مصر وحامل الرقم القياسي بالفوز بدوري أبطال إفريقيا برصيد 8 ألقاب أعوام (1982 – 1987 – 2001 – 2005 – 2006 – 2008 – 2012 – 2013)، فالفريق الذي تأهل إلى نهائي المسابقة الإفريقية الأهم على صعيد الأندية عامي 2017 و2018، دائماً ما تقف نتائجه السلبية خارج ملعبه عائقاً أمام حصده اللقب التاسع، ففي نسختى عام 2017 تعادل في ذهاب نهائي المسابقة على أرضه (1-1) وعندما دخل مواجهة العودة بهدف الفوز خسر (1-0) وذهب اللقب إلى منافسه الوداد البيضاوي المغربي، أما في بطولة عام 2018 عندما وصل الفريق القاهري إلى الدور النهائي مواجهاً غريمه المعتاد الترجي التونسي حقق الفريق المصري “وعلى غير المعتاد” فوزاً عريضاً على الترجي في القاهرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أنه أدى واحده من أسوأ المباريات في تاريخه الإفريقي العريض وخسر في العودة في الاستاد الأولمبي برادس بثلاثة أهداف دون رد.

الموسم الماضي كان أداء الأهلي خارج الملعب أسوأ بكثير وقاد إلى كارثة فنية تاريخية في نهاية مسيرة الفريق في البطولة، فتحت إدارة الأوروغوياني مارتن لاسارتي المدرب السابق للفريق، لم يحقق أي انتصار خارج ملعبه على الرغم من أنه تأهل من دور المجموعات إلى ربع النهائي متصدراً للمجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط، وهو ما يؤكد أن الفريق أمام عقدة حقيقية لها أسباب فنية واضحة.
الأهلي في الموسم الماضي في دور المجموعات تعادل خارج ملعبه مع شبيبة الساورة الجزائري بهدف لهدف، ثم خسر بغرابة شديدة أمام مستضيفه سيمبا التنزاني بهدف نظيف قبل أن يعود ويسقط خراج قواعده أمام فيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية (1-0).

وفي ربع النهائي كانت الخسارة في لقاء الذهاب مدوية ومؤلمة أمام ماميلودي صن داونز في جنوب إفريقيا بخمسة أهداف نظيفة، وهي أسوأ خسارة إفريقية ليس للأهلي فقط بل لأي فريق مصري خاض غمار دوري أبطال إفريقيا منذ انطلاق البطولة.

ومع النسخة الحالية فإن لاعبي الأهلي عاجزين عن تحقيق أي فوز خارج ملعبهم إلى الآن أيضاً ما يدفعنا للبحث والتساؤل عن السبب الحقيقي لتراجع الفريق خارج ملعبه.

ضعف دفاعي لم تكشفه المباريات المحلية

الملاحظ أنّ إخفاق القلعة الحمراء خارج معقلها في القاهرة حدث في ثلاث بطولات متتالية تحت إدارة ثلاثة مدربين مختلفين ففي نهائي نسخة 2017-2018 كان الإخفاق في النهائي مع المدرب المصري حسام البدري ثم في النسخة التي تلتها مع الفرنسي باتريس كارتيرون وفي العام الماضي خرج الأهلي من ربع النهائي مع لاسارتي، وحالياً يتعثر خارج الديار مع السويسري فايلر.
الأهلي المصري ـ

وتشير المعطيات الفنية إلى أن الفريق العريق لا يجد أي ضغوطات فنية في الدوري المصري الذي غالباً مع يحرز لقبه حتى لو كان متراجعاً على الصعيد الفني وهو ما حدث في الموسم الماضي على سبيل المثال حيث كان الأهلي متأخراً بفارق نقاط كبير جداً عن الزمالك المتصدر وقتها قبل أن يعود ويفوز باللقب رقم 41 في تاريخه برصيد 80 نقطة وبفارق 8 نقاط كاملة عن الزمالك ذاته.

وبالتأكيد الأمر واضح في الموسم الحالي حيث لم يخسر الفريق أي نقطة إلى الآن، وهو ما يؤكد أن الحكم الفني على مدربي الأهلي من خلال نتائجهم المحلية أمر غير دقيق على الإطلاق، فمن جهة لا يتعرض الفريق لضغوط هجومية في أغلب مبارياته المحلية ولا يختبر دفاعه “المهتز” إفريقيا، ومن يذهب إلى ملخصات مباريات الأهلي الإفريقية سيجد أن معظم الأهداف التي دخلت مرماه، استقبلتها شباك الفريق إثر سوء تمركز واضح للمدافعين خاصة في الكرات العرضية التي كثيراً ما يرتكب خلالها قلبي الدفاع أخطاء ساذجة وبدائية.

تدعيمات لم تؤت ثمارها

على الرغم من أن الفريق تحسن أداءه على الصعيد الهجومي بشكل واضح عن الموسم الماضي إلا أنه لازال يعاني دفاعياً على الرغم من أنه دعّم صفوفه بمدافعين مثل ياسر إبراهيم ومحمود متولي إضافة إلى ضم المالي أليو ديانغ لاعب الوسط المدافع، إلا أنه وباستثناء ديانغ فإن فايلر لا يزال يعتمد على الوجوه القديمة فيدفع في مركز قلب الدفاع بكل من رامي ربيعه وأيمن أشرف الظهير الأيسر والذي يلعب في غير مركزه.
جماهير الأهلي المصري ـ

إضافة إلى ذلك فمع التسليم بأن الظهير الأيسر التونسي على معلول يعد من نجوم الفريق وأحد أبرز مفاتيحه الهجومية إلا أنه لا يؤدي دوره الدفاعي بالشكل المطلوب حيث تتسبب الثغرة في الجبهة اليسرى الدفاعية نتيجة تقدمه المستمر في اختراق مستمر للاعبي الفرق المنافسة.

الخروج من المأزق

ختاماً ينبغي الإشارة إلى أن الفوز باللقب التاسع في دوري أبطال إفريقيا هو الهدف الأساسي لأيّ مدرب يتولى تدريب الأهلي وهو الدافع الأساسي للاعبيه والأمل الأهم لجماهيره، وهذا الإنجاز ومن خلال جميع ألقاب الفريق السابقة لن يتحقق إلا بتحسن نتائج الفريق خارجياً وهو ما يستلزم خطط عمل خاصة على الصعيد الدفاعي مغايرة لما يحدث الآن.

والملاحظ أنّ الإدارة دائماً ما تركز جهودها في فترات الانتقالات المختلفة على التعاقدات الهجومية فتم ضم كهربا من الزمالك بالإضافة لمحمد مجدي “أفشة” نجم الفريق حالياً وتتردد الأنباء عن أن الفريق بصدد التعاقد مع مهاجم إفريقي محترف في أوروبا، كل ذلك ومكمن الخطورة دائماً وهو الشق الدفاعي يبدو بعيداً عن اهتمامات مسؤولي التعاقدات في القلعة الحمراء، إضافة إلى أن الفريق فنياً بحاجة واضحة إلى تطوير أداءه الدفاعي وتمركز لاعبيه خاصة في الكرات العرضية المتحركة والثابتة.

فهل سيتمكن عملاق إفريقيا من سدّ الثغرات الدفاعية وتحسين أداءه خارج ملعبه انطلاقًا من مواجهة الهلال الهامة القادمة، أمّ أنّ المشكلة والمعاناة ستظلّ ملازمة للفريق في النسخة الحالية من دوري الأبطال؟.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد