صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

التعليم الخاص رأي فاتر وغدر حاضر !!

29

في الهدف

أبوبكر عابدين

قال رجل حكيم ذات مرة:(عندما تتحدث النقود تسكت الحقيقة وتغيب فالمال يطمس العيوب والحاجة تطمس المبادئ والقيم ، إنهم يكذبون بمنتهى الصدق في تبرير غاياتهم وينصبون بمنتهى الأمانة في سلب مالك .
*رسالتي الى السيد وزير التربية والتعليم العام وأنبه فيها الى حال التعليم الأهلي القديم والتعليم الخاص الحديث .
*التعليم الأهلي نشأ في ١٩٢٧م بمدينة أم درمان أبان حكم الإستعمار البريطاني عندما فرضت إدارة المدرسة الكاثوليكية على الطلاب المسلمين حضور حصة التربية المسيحية ،وهنا إنبرى أهل المدينة الفاضلة وبدأوا فعليا في إقامة مدرسة أهلية خاصة بهم وتبرع أحدهم بتخيص منزله لبداية الدراسة وبعدها بدأ جمع المال لإنشاء المدرسة وكانت مدرسة( أم درمان الأهلية ) هي البداية .
* بعدها إنطلقت المسيرة الوطنية وانتشرت المدارس الأهلية في العاصمة والأقاليم وانتشر التعليم والوعي حتى نال الشعب إستقلالة .
* لم تبخل الحكومات الوطنية على التعليم الأهلي ودعمته وخصصت أراض واسعة لذلك الهدف النبيل وقامت المدارس وانتشرت وأدت دورا مهما في نشر التعليم والوعي بجانب التعليم الحكومي.
* لكن ماذا حدث بعد ذلك خاصة إبان الثلاثين عاما الماضية والتي حكمت فيها خفافيش الظلام (الأخوانية) المجرمة البلاد وبنظرة عامة نقول إن الأراضي التي تم تخصيصها كمدارس أهلية تحولت بقدرة قادر الى منازل سكنية ومتاجر وجامعات وشقق سكنية وورش وغيرها وفي ذلك مخالفة صريحة للغرض الاساسي الذي نالوا به تلك الأراضي ولذا نرجو من سيادة الوزير تكوين لجان لحصر تلك المدارس ومراجعة ماتم فيها .
* ثانيا : التعليم الأهلي أصبح في حالة يرثى لها ويحتاج الى مراجعة الكوادر التي تعمل به من معلمين وإداريين لأن معظم الذين يعملون به غير مؤهلين وتلعب الرشاوي دورا كبيرا في إعتمادهم كمعلمين لرخص اسعار التعاقد معهم والضحية يكون الطالب ولتغطية ذلك الفشل تعتمد أساليب الغش في الامتحانات كأسلوب يغطي الفشل وتستخرج شهادات نجاح كاذبة ! والنتيجة الحتمية حمل شهادات نجاح للفشل بكل أسف!!
* ظهرت المدارس الخاصة مع سياسة حكومة الفشل الانقاذي في الخصخصة وفتح الاستثمار على مصراعيه وتلك كانت الطامة الكبرى.
* ظهرت المدارس الخاصة من( إسلامية وقرآنية وأجنبية وإستثماريو) وكل يغني ليلاه ويسعى لهدفه دون رقابة مهنية أو أخلاقية!!
* جماعة الإسلام السياسي وعلى رأسهم الأخوان المسلمين إعتقدوا بأن قيام مدارس خاصة بهم ستضمن نشأة جيل جديد يضمن لهم الإستمرار لسنوات طويلة على أرض السودان وقمت مدارس (المجلس الأفريقي) على سبيل المثال وسلسلة من المدارس الشبيهة كمتاجرة بالإسلام وتم توفير كل المعينات لها دون المدارس الحكومية المحرومة من أبسط المتطلبات مما جعل ميسوري الحال إدخال أبنائهم لتلك المدارس لضمان نجاحهم وبالطبع هي مدارس خاصة بتمويل التنظيم والحكومة بشكل غير مباشر وحتى طاقم المعلمين يتم إختياره بعناية يراعى فيها التوجه العام.
* المدارس (القرآنية) والتي تتبع للجماعات السنية ذات الأمتدادات الخارجية وتتلقى دعما خارجيا من أجل نشر أفكارهم وقيام جيل جديد بأيدويوجية خاصة بهم وينظرون للمستقبل بطريقة تنافس الآخرين !!
* جماعة الإستثمار الخاص وعلى رأسهم رأسمالية (الكيزان) بإعتبار ان التعليم أصبح إستثمارا ناجحا ومضمونا في ظل تدهور التعليم الحكومي والذي قصدت الحكومة حينها تدميره ، وعلى سبيل المثال مدارس( أخوان البشير الرئيس المخلوع والكوز المعروف أمين حسن عمر ومدارس عدد من الوزراء ورموز النظام المندحر)!
* على المستوى الأدني أستغل عدد من كوادر التنظيم الأخواني تلك الظروف ونالوا تصديقات المدارس وأصبحوا عمداء للمدارس رغم انه لاعلاقة لهم بالمدارس (مدارس الخرطوم العالمية) نموزجا اذ ان ملاكها لاعلاقة لهم بالتعليم ولكنهم أصبحوا يتحكمون في التعليم بل وينظرون في مستقبله نهارا جهارا!!
* آخرين إستغلوا مواقعهم ومناصبهم وتعدوا على الميادين العامة وأقاموا مدارسهم الخاصة بها رغم أنف المواطنين !!
* نعم سيدي الوزير لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل تعداه الى تعليم خاص داخل المدارس الحكومية لأصحاب الدرجات الأدنى للقبول وبمقابل مالي خرافي وعلى سبيل المثال مدرسة الرياض الأساسية للبنات والي وصل رسم القبول فيها الي ثلاثين مليونا من الجنيهات وبعد واسطات ولاتوجد حسابات ولاشفافية في النظام المالي وذلك مثال واحد ولو دلفت الى مدرسة الدقير الثانوية لرأيت العجب العجاب !!
* الكارثة كانت في لأئحة الفصول الخاصة في المدارس الحكومية والتي تتوزع قيمتها الى سلسلة من المسؤلين حتى تصل الى وزير التربية والتعليم نفسه والذي حدث ذات مرة بأن الوزير في النظام الفاسد السابق تشكك في النصيب(الحرام) الذي وصلة ووصلت به الجرأة بأن زار المدرسة ودخل الفصل وأحصى عدد الطلاب الذين قبلوا بالمال وطالب بزيادة نصيبه من ذلك المال السايب!!!
* سيدي الوزير سادتي المراقبين الم يحن الوقت لمراجعة كل ذلك الفساد والعفن الذي عشعش في المدارس وادى الى تدهور العملية التعليمية بأكملها ؟؟ نرجو تكوين لجان لمراجعة ذلك ورفع توصياتها كما نتمنى أن يقام سمنار للتعليم تعاد فيه صياغة العملية بأكملها.
* دعم التعليم لابد من إعادة الهيبة الى المدارس الحكومية ودعمها وتأهيل المعلم وتحسين البيئة المدرسية ورفع مرتبه حتى يؤدي عمله في ظروف جيدة ، كما يجب الا نغفل دور التعليم الأهلي ولكن بعد وضع لوائح وضوابط تجعلها مؤسسات تعليمية حقيقية وليست مؤسسات جباية وإستغلال لايراعي النواحي التعليمية والتربوبية جنبا الى جنب.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد