صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الحاصل بي أنا شوق وحنين.. !

50

زووم

أبوعاقله أماسا

الحاصل بي أنا شوق وحنين.. !

* لم أنزعج من المرض؛ ولن أفعل.. وذلك بما رأيته من أصدقائي وزملائي ومعارفي وقراء الصحف التي أعمل بها والرياضيين مما جعلني أشعر بالفخر لكوني مررت بمحطات حياتية كانت الحصيلة منها كل هذا الكم من الأعزاء وهم من ساعدوني على الوقوف على أقدامي والعودة مجددا لمعانقة القراء هنا والكتابة السياسية والرياضية.

* أود أن أشكر كثيرين منهم وأعبر عن إمتناني لهم، وللذين سألوا عني مرارا ولم يجدوا طريقا للوصول.. فقد كانوا يسألون: (الزول ده الحاصل عليهو شنو؟.. و(الحاصل بي أنا شوق وحنين).. شوق للقراء والمتابعين لما أكتب على صفحات الصدى والتيار وعلى صفحاتي في على مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة فيسبوك وتويتر قبل أن يقطع العسكر الجدد هذا التواصل الحميم بتلك الحجج التي لا تقنع طفلا.. وشوق غير محدود لمعاناة الطريق ذهابا وإيابا من البيت إلى مواقع العمل، وحنينا جارفا لساحات الثورة الظافرة وفعالياتها، وأنا أتابع بكل الفخر ما انتهت إليه الأمور.. وكذلك مشاعر دفاقة وعواطف جياشة للشهداء وأسرهم وأحييهم تحية خالدة وهم قد ضحوا وعبروا عنا جميعا بإخلاص وتفان حتى تلقوا أرفع الأوسمة ونالوا الشهادة.

* الحاصل بي أنا شوق وحنين.. للرياضة والرياضيين إبتداء بدار الرياضة حيث نقضي أجمل الأوقات، وبنادي المريخ ومدرجات ومقاعد الإستادات الكبيرة، وشوارع أم درمان، واستاد الخرطوم حيث تجري مباريات دوري الدرجة الأولى، فقد أصبحنا نتعامل مع شيخ الإستادات على أساس أنه (مجتمع) متكامل وليس مجرد مكان ودوري،  وكذلك جمهور كرة القدم والرياضات الأخرى التي نتابعها بشغف، ومناكفات الأهلة والندية بين القطبين.. والجهاد الأكاديمي المتواصل والمضني من أجل الحصول على حرف (د) حيث نقع على إثره ثم ننهض ونتوقف لفترات قبل أن نواصل. ولكن ثمة محطات مهمة وضعت عليها علامات لتمييزها للعودة إليها حين ميسرة، وأولها مستشفى أبوعنجة للأمراض الصدرية حيث كان مقررا لي أن أمكث شهورا.. وكذلك مستشفى الشعب، فقد كدت أرتعب عندما قال لي الطبيب أنك ستحول لمستشفى أبوعنجة.. بتلك الصورة الذهنية المرسومة في خاطري، وهيأت نفسي لمغامرة وإمتحان جديدين بروح وفضول الصحفي طبعا، ولكن رد إدارة المشفى كان مفاجئا لي عندما قالوا: أنه لا يوجد مكان لإستيعابك ضمن المرضى.. عجبي..!

* شعرت لوهلة أنني أبحث عن غرفة في فندق فخيم.. ولكنني عدت أدراجي لمنظر المرضى الذين تراكموا على بعضهم بذات القسم بمستشفى الشعب الخرطومي.. حتى الممرات كانت تنوء بحملها.. ويومها أشفقت على الطاقم الطبي هناك وهم يكافحون من أجل معالجة هؤلاء القادمين من فجاج الأرض والكادحين الذين تطاردهم أشباح الجوع والمرض.. وقد شعرت بالذنب وتأنيب الضمير، خاصة وأننا نمر بالمكانين مرات ومرات يوميا ولم نشعر يوما بمن هم بالداخل، ومايعانونه من رداءة البيئة ونقص للخدمات، مع أنهم يفيضون إنسانية.. فتلك ساحات للعمل الخيري والطوعي التي أتمنى الدعوة إليها لكي يقف الناس مع إدارات تلك المشافي لتخفيف العنت والمشقة عن كاهل المرضى ولرفع كفاءتها، كما أن كوادرنا الطبية يستحقون بيئة أفضل للعمل.. وكلها أشياء يمكننا توفيرها والإرتقاء بها في إطار العمل العام والخيري فهنالك مليارات وأموال طائلة تنفق على أشياء لا علاقة لها بالإنسان ولا يجد منفقها ثوابا في الآخرة، وحظه منها (صفقة) تنتهي بمرور أقل من لحظات.. وعندما ترتقي هذه المؤسسات إلى مستوى مستشفى حاج الصافي.. وتعاضد جهودنا ما يبذله الجراح الإنسان علاء الدين ياسين نستطيع أن نقول: أننا منحنا الإنسانية شيئا من حقوقها.. ووضعنا الأولويات كما ينبغي.

* قال الإختصاصي: حالتك ليست بالخطورة التي تستحق المكوث بالمشفى، وبإمكانك متابعة العلاج من بيتك.. حمدت الله كثيرا، وحزنت على فوات فرصة المتابعة عن قريب لبرامج مكافحة (الدرن) بالسودان.. فقد سمعت عنه الكثير، خاصة عن الجنود المجهولون في هذا المضمار.. ولكن من واجباتنا كمواطنين قبل حكوماتنا التي لم نر منها غير الصراع على الكراسي، أن نقف مع إدارات مستشفيات رائدة مثل الشعب وأبوعنجة حتى ترتفع للمستوى الذي يؤهلها لأداء واجبها بسهولة، ولكي تكون قادرة على مجابهة حاجة المرضى في بيئات تليق بالإنسان.. بتوفير الصيانات الدورية للمرافق، وزيادة السعة الإستيعابية من غرف وأسرة وأشياء أخرى.

* أود توجيه الشكر أجزله  للزملاء.. وقروبات الواتساب الذين لم يتغيبوا عني.. (قروب عاجل) للأخبار السياسية، وقروب جمهورية المريخ الذين وجدت فيهم أخوة وأشقاء سأظل أفخر بهم.. ومريخاب عقلاء.. بيتنا الذي جمعنا بأعز الأصدقاء.. وحتى في شهر رمضان لم يدعوا لي مجالا لأفتقد أحدا.. زملاء الدراسة من الإبتدائي وحتى دفعاتي في الجامعات.. أنا ممنون لهم جميعا..!

 * جمال الوالي.. والإسم وحده يكفي، وقد ظل يسأل عني مرارا.. وصديقي وأستاذي مزمل أبوالقاسم وحاتم عبد الغفار وقائمة تطول سأذكرهم ما دام روحي في بدني.. ومؤكد أن شكري لن يوازي ثواب الآخرة.

* كانوا جميعا دعامة نفسية أهلتني للصمود والعودة مجددا عبر المقالات، وقد تهت كثيرا بين موضوعات المقال الأول بعد ثمانية أشهر بعيدا عن رائحة الصحف وصرير الأقلام حتى وجدت نفسي أكتب هذا المقال بحروف زلقة، بالكاد أسيطر عليها وأرتبها عساها تقرأ بوضعها الصحيح.

* تابعت الحياة بكوكب المريخ بطبيعة الحال، لأنه بات جزء من حياتنا لا نستطيع الإبتعاد عنه، وإن فعلنا ذلك قسرا وبأبداننا، فأرواحنا ماتزال هناك، ومهما ساءت الأوضاع الإدارية وخسر النادي جراء الصراعات التي باتت تشبه صراعات السياسيين، فمكانة المريخ ستظل كما هي، مساحة للحب والتواصل الجميل.

* كنت ومازلت أكثر الناس قناعة بأن الأوضاع الإدارية في هذا النادي قد تجاوزت الخط الأحمر، وأنه بحاجة إلى ثورة إصلاح إداري حتى يعود من جديد.. ليس إلى سابق عهده، وإنما للأفضل.

* كنت.. وما زلت أعتقد أنه بإمكاننا التفكير بالشأن المريخي بأسلوب أكثر مواكبة لروح العصر، وأن الطريقة التي يحاولون بها تقودنا إلى متاهات تختنق بالأزمات الإدارية والمالية.. هذا إعتقاد عندي دون أن أتعمد تبخيس الناس جهودهم.

* مشاكل المريخ وأزماته ساخنة إلى حد الإشتعال، بينما يتعامل معها قادته ببرود يقترب من درجة التجمد، لذلك.. لم أتوقع أن يقدم محمد الشيخ مدني تجربة ناجحة كرئيس، ليس لأنه لا يملك القدرات فحسب، وإنما بسبب أن قادة المريخ وحتى مجلسه الإستشاري دائما ما يقرأون هذه الأزمات بالمقلوب.. فلا تأتي النتائج إلا كذلك..

              سنعود …

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد