صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الذكرى الرابعة عشر لرحيل الفنان عثمان حسين ” نغم الشجون”

478

 

وسط حضور كثيف جمع عدد من المهتمين أحيا مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة الذكرى الرابعة عشر لرحيل الفنان الموسيقار عثمان حسين والتي جاءت بعنوان ” نغم الشجون” ، تحدث فيها الأستاذ الاعلامي عوض أحمدان .
فتناول الأستاذ عوض أحمدان في حديثه محورين المحور الأول سيرته الذاتية ، والمحور
الثاني تناول فيه تجربته الغنائية ، مشيراً إلى نشأته وبداياته الفنية فقال أن الراحل الفنان عثمان
حسين محمد التوم يعتبر واحداً من الأركان الأساسية التي وضعت الأغنية السودانية الحديثة
في مسارها الصحيح داخلياً وخارجياً ، واضاف بأن عند دراسة تجربتة لا بد من النظر إلى
البيئة التي نشأ فيها ، مشيراً إلى أن الراحل الموسيقار عثمان حسين ولد في جزيرة مقاشي
وهي واحدة من المناطق المعروفة التي تقع في محلية مروي من الضفة الشرقية فتفتحت عيناه
على الخضرة والماء والوجه الحسن ، ثم بعدها التحق بأسرته بديم التعايشة بالخرطوم وعمره
لم يتجاوز الأربعة أعوام ، فدخل الخلوة ثم المدرسة فقطع دراسته من السنة الرابعة واتجه
للغناء فظهرت موهبته في وقت مبكر ، موضحاً الأسباب التي ساهمت في نجاح تجربته الغنائية
منها انتمائه وانخراطه في زاوية الختمية التي كانت تقدم أذكار الطريقة الختمية يومي الأحد
والخميس من كل اسبوع وتشبع من رحاب الطريقة الختمية بصورة كبيرة ، أما السبب الثاني
هو الدعم والمساندة من قبل شقيقه طه حسين الذي كان وقتها يقوم بترديد أغنيات الحقيبة وكان
عثمان وقتها يلازمه في خانة الشيال ، هذا إلى جانب أن عثمان حسين كان مع مجموعة من
أصحابه يستأجرون منزلاً فيقدمون فيه الأغنيات خاصة بعد أن تعلم العزف على آلة العود
إنضم إلى فرقة الفنان عبد الحميد يوسف فلازمه في العزف في الكثير من حفلاته الغنائية
ولذلك عندما بدأ الفنان عثمان حسين الغناء بدأ بترديد أغنيات الفنان عبد الحميد يوسف .
وذكر عوض أحمدان أن شقيقه طه حسين قدمه إلى الاذاعة السودانية سنة 1947م عندما كان
يعمل في أحد المطابع التي كانت تقوم بطباعة مجلة; هنا أم درمان،فقدم أغنية أذكريني يا
حمامة التي كان يمتحن بها جميع الفنانين الذين يرغبون الدخول إلى الاذاعة السودانية إلا
الفنان عبد الدافع عثمان ، وبعدها غنى عثمان حسين أغنية، حارم نفسي مالك ، للشاعر محمد
بشير عتيق كأولى الاغنيات الخاصة ، ثم قدم أغنية ” كيف لا أعشق جمالك ” للشاعر علي
التنقاري ، وذهب الأستاذ عوض أحمدان إلى أن عثمان حسين كانت نفسه تتوق إلى الفن
الجديد فغنى للشاعر قرشي محمد حسن الذي بدوره عرفه بالشاعر حسين بازرعة فخلق معه
ثنائية عظيمة أنتجت الكثير من الأغنيات الرائعة والجميلة التي خلدت في الوجدان السوداني
فكانت بداية هذا التعاون هي أغنية ” القبلة السكرة ” ، ثم قدم أغنية ” الفراش الحائر” التي
كانت بمثابة نقلة كبيرة في مسار الأغنية السودانية ساعتها ظهرت الملامح الحقيقة من حيث
الغناء واللحن لعثمان حسين فوضعته في مصافي الفنانين الكبار فزادت من ثقته بنفسه .
ثم تطرق عوض أحمدان إلى الأبعاد الحقيقية لتجربة الفنان عثمان حسين من حيث تفاعله مع
القضايا الوطنية ، فقال أن الكثيرون من المتابعين للوسط الغنائي أجمعوا على أن عثمان حسين
يعتبر واحداً من طلائع الفنانين المثقفين بالرغم من أن تعليمه لم يتجاوز السنة الرابعة فثقف
نفسه بنفسه يقرأ ويكتب ويستمع ويناقش ، فكان أحد رواد الندوة الأدبية التي كان يقيمها عبد
الله حامد الأمين ، وكشف عوض أحمدان أن هذه الندوة قدمت للوسط الفني الكثير من الأغنيات
منها أغنية ، محراب النيل ، وآسيا وأفريقيا ، وليلة المولد ، وأغنية كلمة منك حلوة ، وغيرها
من الأغنيات الخالدة ، هذا إلى جانب حضور عثمان حسين ندوة جريدة” الرأي العام ”
والتي بعثته من حسابها الخاص إلى القاهرة في العام 1951م ، مؤكداً أحمدان أن الاذاعة السودانية
كانت في ذلك الوقت تلاحق الفنانين وتحثهم على انتاج الجديد ، وخلص إلى أن الفنان الراحل
عثمان حسين ليس فناناً عادياً بل كان مشروعاً لتجربة غنائية ولحنية كبيرة فوضع بصمة
متفردة في الغناء ، كما ترك إرثاً شامخاً من الأغنيات الرائعة والجميلة ، داعياً الأستاذ عوض
أحمدان الأجيال الجديدة إلى البحث والتنقيب عن سيرته ومسيرته بغرض الاستفادة منها .
وفي الختام عطرت الأمسية الفنانة فاطمة عمر بمجموعة من أغنيات الراحل عثمان حسين
الجميلة والرائعة والتي تفاعل معها جمهور مركز راشد دياب .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد