صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الذكرى السادسة لأمير الأنشودة الوطنية حسن خليفة العطبراوي

342

العطبراوي

مرت علينا بالأمس الذكرى السادسة لرحيل الفنان حسن خليفة العطبراوى، الذي غادر الفانية في الخامس من شهر مايو من العام (2007) وتزدحم على شرف هذه المناسبة الحزينة خواطر وذكريات ومشاهد عزيزة على انسان عطبرة وعموم السودانيين على امتداد الوطن ..
يستذكر فيها الناس جوانب مختلفة من حياته ومسيرته الغنائية ودوره الوطنى.. فقد قاد (العطبراوي) النضال في مدينة عطبرة ضد المستعمر وشارك في ثورة النقابات وغنى (يا غريب يلا لي بلدك) أمام المفتش الإنجليزي بمدينة الدامر فكانت سبباً وراء محاكمته والحكم عليه بالسجن لسنوات ولكن تحولت بعد تدخل أعيان عطبرة إلى عدة شهور قضاها بسجن عطبرة وخرج بعدها لمواصلة ركب الكفاح ضد المستعمر..تشبع بالوطنية وغنى (انا سوداني) و(لا لن احيد) و(فزق ضفاف النيل) ويا (وطني العزيز) ، كما غنى للعشق والعاشقين (ديمة في العشاق) و(صابر معاك) و(يا مسافر) و(نسانا حبيبنا) غيرها من روائعه التي اثرى بها الساحة الغنائية.
تقول السيرة الذاتية للراحل الفنان حسن محمد خليفة محمد الفضل، أنه من مواليد 1912 بحي المربعات بعطبرة، وتلقى تعليمه بخلوة الشيخ حمزة محمد حامد، ودرس بمدرسة عطبرة الشرقية الاولية، وعمل ممرضا بمستشفى عطبرة، كما عمل بورش السكة الحديد، ثم صار جزاراً بسوق عطبرة.
يقول شيخ النقاد ميرغني البكري: أن العطبراوى فى ذكرياته عن بداياته كان شديد الاعجاب بالفنان محمد احمد سرور، وانشأ في نادي النيل بعطبرة فرقة لموسيقى (القرب) وتأثروا فى هذا بالمارشات العسكرية التى ادخلها الجيش الانجليزى. ويضيف البكري: ان العطبراوي غنى بالمثلث والصاجات، وقلد سرور الذى كان يزور عطبرة كثيراً، وفهم اصول الشعر العربى الفصيح، وقال:كان بث الاذاعة السودانية عام 1940 فتحاً عظيماً اسهم بقدر كبير فى تطور الالحان والغناء من الجيل الذى سبقهم .. وقال روح العطبراوى النضالية تمثلت في الاغاني الوطنية التي تميز بها وجعلته امير الانشودة الوطنية وذلك عندما وقف شامخا يؤدي بصوت قوي قصيدته الوطنية المعبرة (يا غريب يلا بلدك) في الدامر امام المسؤول البريطاني الرفيع، كان يعلم ان الامر لا يخلو من عواقب ولكنه لم يكن يخشاها لأنه صاحب رسالة و قضية، وعندما اعتقل وحوكم بالسجن أدرك ان رسالته وصلت، وان قضيته تسير فى اتجاهها الصحيح، لذا فقد غلبت الانشودة الوطنية على فنه.
ويقول الاعلامي المخضرم علم الدين حامد فى ذكرى رحيل العطبراوى: العطبراوى رائد فى أغنية التم تم والاغانى الخفيفة، وكان موهوب فى وضع ألحانه، وهو الوحيد الذى لحن كل أغنياته بنفسه التى تجاوزت أكثر من مائة اغنية وقد لحنها على قدر عالي من من جودة الالحان، ولحن كذلك أناشيد وطنية ومدائح موجودة داخل مكتبة الاذاعة السودانية.. قال: العطبراوي فنان قامة وتجربته الغنائية واللحنية تستحق الدراسة. له الرحمة والمغفرة بقدر ما اعطى لهذا الشعب الابي.
رحم الله حسن خليفة العطبراوي الذي تغنى للوطن فملأ النفوس عزة وعزيمة وارادة وشهامة.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد