صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصحافة والسقوط المتواصل

17

أصل الحكاية

حسن فاروق

المتابع للمشهد الصحفي الرياضي هذه الأيام، سيجد النموذج الحقيقي للسقوط المتواصل للكرة السودانية، وسيقف بنفسه على الحقيقة الموجعة بأن السقوط داخل الملعب لم يأت من فراغ فقد جاء إنعكاسا لأوضاع عامة تتمثل في وضع الرياضة عند اصحاب القرار من أهل السلطة، وتتداخل معها أسباب إدارية وإعلامية ولا أستثني جانب التشجيع، لذا عندما نقرأ عن الصراع الإداري الإداري داخل نادي الهلال، ووجود سيوف عشر من حملة الاقلام تدافع عن هذا الإداري وذاك الإداري، مستخدمة أحط العبارات وأقذرها في التشهير بالآخر ونشر مايطلق عليه الغسيل القذر بين أطراف الصراع .مابين الرئيس (المالعب) وإعلامه والمعارضة وإعلامها، وفي الوسط يظهر مايسمى بإعلام المريخ يحمل في يده (كوم تراب) وهو يردد (المديدة حرقتني)، الطريقة القديمة في تأجيج الصراع بين الأفراد من أولاد الحي. فمايسمى بإعلام المريخ مستمع بالعرض الهزلي الهلالي، وحالات الهجوم والدفاع عن هذا وذاك من الإداريين، ويكتب بطريقة لاتختلف عن مايدور في المجالس تحت أعمدة النور، أو لمة جنب لستك في ناصية بيت.
ويحاول كل طرف من الأطراف إستخدام هذا الأسلوب المخجل في التناول الإعلامي للتغطية على الأزمة الحقيقية التي يعيشها الهلال والمريخ، أزمة عنوانها العريض سقوط وفشل إداري وإعلامي، فمايحدث في الهلال حاليا لن تغطي عورته المكشوفة كل كتابات الدنيا، ولا أي شكل من أشكال الدفاع المستميت دفاعا عن مصالح متقاطة مع الرئيس (المالعب)، تكبر هذه المصالح وتزيد الفائدة مابقى الكاردينال في كرسي الرئاسة، وتقل وتتراجع وقد تتلاشى عند مغادرته للكرسي غير مأسوف عليه، والاخيرة لسان حال كثير من أهل الهلال، الذين وقفوا بأنفسهم على حالة الفشل الإداري والجهل الإداري وبالتالي عدم المعرفة بأبجديات هذا العمل، فالرجل ضعيف الإمكانيات والقدرات مهموم بنفسه ( صوره .. زياراته ..تصريحاته المضحكة .. قناته .. اوسكاره .. أكاذيبه التي لاتنهي .. صراعاته المعلنة وغير المعلنة مع الإدارين الأعضاء في مجلسه مع المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين) وصل فريق الكرة لتراجع مخيف، وتحول لفريق عادي وأكثر من عادي، يمكن أن يتفوق محليا ويقدم أسوأ أداء عرفه الهلال في تاريخه القريب والقديم، ويفشل كالعادة أفريقيا.
وهذا الفشل يتطلب التغيير والتغيير يتم عن طريق الإنتخابات والجمعية العمومية أو سحب الثقة من المجلس، وقد يكون التغيير عن طريق آخر السلطة التي وضح أنها في حالة إنقسام حول الرجل بعدما كان يجد التأييد من شخصيات نافذة في السلطة.
في كل الأحوال فإن التناول الإعلامي بكل أشكاله سواء كانت أطراف الصراع الهلالية أو الطرف الثالث المريخي في هذه القضية إن جازت التسمية مخجل ويعكس قبح الوسط الرياضي ويفضح كم البثور والدمامل المنتشرة في جسده.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد