صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الطريق نحو الإستقرار في المريخ..!

30

زووم

ابوعاقلة اماسا

الطريق نحو الإستقرار في المريخ..!

* كتبت من قبل وأنا مسؤول عما أكتب، أن مجالس إدارات المريخ المتعاقبة قد تلقت بالفعل عشرات المشروعات والمقترحات لرفع موارد النادي وتوجيه مسيرته نحو الإستقلالية من جيوب الأفراد، ولكنها كانت تجد الإهمال كالعادة، أو تصطدم بضيق أفق بعض المسؤولين فيلقوا بهذه المقترحات في أقرب مزبلة، وذلك يعني أن الأزمة المالية التي استوطنت المريخ لم تكن من عوز ولا فقر حقيقي، فمن العيب، أو مايدعو للخجل أن نوصم ناد في قامة المريخ يملك ما يملك من أصول وجماهير وكوادر مؤهلة بالفقر والعوز، فكل ما كان مطلوبا من مجالس الإدارات أن تعين مدير تسويق.. ولو كان أجنبيا يتولى إدارة موارد النادي.. بعضهم يؤمن بهذه الفكرة ومضوا لأبعد من مجرد التفكير وقرروا الإتصال بالخبير المصري (عدلي القيعي).. ليس للتعاقد معه، وإنما لأخذ مشورته وترشيحاته لهذا المنصب الذي أصبح من أهم المناصب الإدارية في الأندية الكبيرة، ولكن الذين ذهبوا إلى هذه الإتجاهات تاهت أفكارهم كما يتوه كل شيء جميل في المريخ، فقد إعتاد بعضنا على العشوائية وتمسكوا بفكرة أنه لابد لهذا النادي أن يكون تحت وصاية الرأسمالية، وما أن يظهر رئيس جديد حتى يركزوا على مافي جيوبه أكثر مما في عقله.

* حتى يستقيم أي مشروع إصلاحي في هذا النادي يجب على المجلس الحالي أو بقاياه أن يتقدم بإستقالات جماعية ويرحل، ثم يبدأ التجهيز لجمعية عمومية في أجواء أفضل من الجمعية السابقة، وقبل ذلك يجب إجازة النظام الأساسي.

* الجلوس لمعرفة مسببات الأزمة من جذورها ودراسة تفاصيلها وإعادة قراءة التجارب السابقة وتجاوز السلبيات وتثبيت الإيجابيات ضرورة لضمان صلاحية الأجواء التي سيعمل فيها المجلس القادم، ولا يكفي أن يحدد محمد إلياس والمستشارين رئيسا للمرحلة القادمة ثم يتركوه يواجه الأزمات لوحده، كما لايكفي أن نوفر مليار جنيه مثلا كدعم للمجلس.. فهذه الأرقام، ومع الظروف الحالية لا تساوي شيئا من المال المطلوب لتحقيق الإستقرار، وكل من يملك تجربة ولو قصيرة يدرك حقيقة أن الحاجة كبيرة لدخل مستمر لمجابهة النفقات التي تتجدد يوميا، لذلك لابد من إعادة النظر في طريقة التعامل مع مقترحات الإستثمار وتغيير المفهوم الذي كان يصنف المشروعات التي تدخل من ١٠٠ ألف وما دون مشروعات غير ذات جدوى.. فأي مشروع يدخل على خزينة النادي ألف جنيه يجب أن يجد الإهتمام والرعاية لأنه يسد حاجة من الحاجات، وقد سبق أن ذهب عمال النادي شاكيين إلى مكتب العمل من أجل مرتبات ومتأخرات أقل من عشرة ملايين بالقديم.. لأجل ذلك يجب عدم الإستهانة بها ولو خصصناها لدفع راتب عامل واحد.

* سبق للمجلس الإستشاري أن جهز دراسة خاصة بمشروع يقام على أرض النادي بالحتانة، ولكن المخذلين تولوا إجهاض الفكرة وقتلها في مهدها.. وعندما طرح مشروعا لبناء محلات تجارية على سور النادي.. خاصة المطل على شارع العرضة المصنف كمنطقة تجارية عالية القيمة، تصدى نفس الناس للفكرة وقالوا أن الإعتماد على الإيجارات الشهرية غير مجدي، وأن المشروع ضياع زمن وغير مفيد، وبذلك قتلوا الفكرة في مهدها ودفنوها تحت ركام الأزمة المالية المقيمة بنادي المريخ واستمر التباكي.

* الحقيقة البيضاء والثابتة هنا أنه من المحال إستقرار النادي طالما أننا نبحث عن رئيس يلعب دور ماكينة النقود ليتصدى للمهمة وينفق بسخاء لمواجهة مشكلات النادي ونفقاته المتجددة، وطالما استمر إهمال موارد النادي وتفادي تعيين مدير تسويق، وتمسك الناس بالأسلوب التقليدي في إدارة الأندية الرياضية بدلا من التحرر والبحث عن طرق حديثة.

* غالبيتنا يعتقد أن المريخ سيهبط من الممتاز ما لم يسجل لاعبين جدد، وأنه سيخرج من الدور التمهيدي إذا لم يضف إلى كشوفاته لاعبين أجانب، في الوقت الذي نسجل كل موسم ونتحدث عن إكتساح التسجيلات وفي نهاية الأمر نودع المنافسة الأفريقية من الدور الأول أو التمهيدي وينتهي الأمر بشكاوي ومرمطة في الإتحاد الدولي بسبب إستحقاقات هؤلاء الأجانب عديمي الفائدة.

* نتمنى أن يهتم الناس بإعادة بناء النادي وتنظيمه، بغض النظر الرئيس القادم وإسمه وقدراته، ففي ظل الفوضى التي تضرب بأطنابها العمل الإداري، والتلقائية المضرة التي تقود البعض لن ينجح أي رئيس وإن كان لإمكانيات رومان إبراموڤيتش مالك تشيلسي الإنجليزي.. وبعض الأشياء لا تتطلب المال الوفير لكي تستقيم.

*حواشي*

* ٨٥% من الأجانب الذين تعاقد معهم المريخ مؤخرا كانوا سببا مباشرا من أسباب النكبة.. وقد حصدوا مئات الآلاف من الدولارات وتركوا النادي يغرق في أزماته.

* هنالك مثل مصري على ما أذكر يقول: (الماعندوش مايلزموش).. بمعنى أنك إذا كنت لا تملك ثمن الشيء فليس هنالك داع لأن تكسر رقبتك للحصول عليه.. وبالدارجي كده (ماعندك حق البيتزا.. إتعشي بالكسرة ونوم).. وقطعا ستصحو في الصباح على أمل وطموحات جديدة.

* المريخ يسجل لاعبين أجانب إذا كان لديه المال أو يعيش في إحدى أزماته المالية، وبذلك يضاعف آلامه ويلوث الجو العام پمشكلات هو في غنى عنها.

* لفت نظري عنوان رئيس بالصدى يحمل فيما معناه: أن مسؤولا نافذا عرض على المريخ دعما سخيا مقابل إستقالة مجلس إدارته، وبالأمس القريب كان تدخل مسؤول نافذ أيضا للخبطة الأجواء بعد الجمعية العمومية وصناعة الأزمة، ويتوجب علينا أن نترك هذا الطريق بعد الثورة.

* التدخلات الحكومية هي التي صنعت واقع النادي المؤلم.. وكل الخلفيات المظلمة كان سببها نافذون، خاصة البيع أبوكساوي وأمانة الشباب بالمؤتمر الوطني.. هذا تأريخ يجب أن نستقي منه العظات.

* في السابق كان رؤساء المريخ وبقية المؤسسات الرياضية يعرضون على أمانة الشباب بالحزب الحاكم، والذي يحدد وبأمزجة بعض أعضاءه الرضى عن المرشح أو رفضه.. وهذا الحق ينبغي .. أو هو من العدل أن يكون من الحقوق الأساسية للجمعيات العمومية وليس من حق النافذين التدخل فيه.

* هذا الأمر من قواعد المفاهيم الديمقراطية.. أليس كذلك يا محمد إلياس محجوب؟

* كل ذلك كوم.. واستراتيجية بناء الفريق كوم آخر..!

* تذكير بمقولة عن محمد إلياس محجوب عقب هزيمة المريخ من أمام شباب بلوزداد في ٢٠٠١ عندما قال:( تاني ما بنسجل فتايل قطرة).. بمعنى أن المريخ لن يسجل لاعبين قصار القامة مرة أخرى بعد أن أحرز بلوزداد ثلاثة أهداف من كرات عكسية ورأسية وبطريقة واحدة بعد أن اكتشف الجزائريون قصر قامة مدافعي المريخ.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد