صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الغياب

672

افياء
أيمن كبوش
الغياب
# قال لي: كانت تبدو بذاكرتي فراشة تطوف بالتذكارات العذبة.. ما اجملك ايتها الروح الحلوة الصغيرة التي تختزل المرح.. وتغتسل في بهارج الطفولة الساحرة…
# ما اجملك وانت تحتشدين طفولة كما الصفاء… وانتم ما اجملكم…. حاصروني بالتذكار والورود والتواقيع الحبيبة لابدو ذاكرة للزمن الجميل… عيد ميلادي يحشد الصور والمشاهد التي ما سرت الا وطيف منها يتبعني..
# ثم اضاف: تلك خربشات كاتب يحاول ان يعبر عن التجربة الهشة.. ليبدو اكثر نضجاً.. وهاهي الافراح غير المتوقعة تختبئ هناك… في عيون الاصدقاء… في اللمة غير المنسية.. في ابتسامة طفلة.. أو في فنجان القهوة.. ياااااااه.. كم من الاحزان الكبيرة، اقتسمناها انا واؤلئك الصحاب ؟!!! كانوا جميعاً جدراناً تضج بالحنين… أو قولوا أن صح التحبير، كانوا جدرانا يتكئ عليها حزني.. كنت ومازلت احبهم في الله والوطن والدنيا رغم تناقضاتهم الكبيرة ومزاجهم العليل..!!
# لو علمنا حينها ما سيأتي من الايام.. لما (حملناها شجوناً) وافترشنا بها الطرقات وكأننا “نتوسد سواعد بعض” كما في رواية “ما أحلاهم شالوا معاي الهم بالجملة”… أو “كنتي بتطلعي من عينيهم ساعة يفرحوا أو يندهشو”..
# يا سيدي، حتى الاغنيات تبدو الآن في تجاويف الذاكرة، بذات الالق والجمال والسحر.. لان اللون الرائع، لا يمحى من الذاكرة مهما يكون.. ولكن….!!! هناك مقولة ترافقني منذ سمعتها: ان لدى أي شخص فينا قدراً من (التفاهة)، يظهر او ينتهي وفقاً لمقدرة الشخص علي السيطرة عليها …. صار الغياب الماً آخراً.. وهاأنا افتقد أولئك الذين احبهم.. الذين وجوههم كما قلوبهم… وجوهههم كما الصفاء والنقاء والضياء، وأشياء أخري تغيب عن الخاطر… ان ثمة الم التصق بي شيئاً فشيئاً.. ذلك الحزن الذي يسكن أحداق الوطن، هو احد تبعات الصوت الممزوج بدفء الحضور (الغياب)…. ها انا وحدي… بينما جدراني اقتلها الغياب ..!!!!
يا قلب لا تبك الذي باع الهوى
لملم جراحك لا تقل ما اضيعك
واذا الحنين تأججت نيرانه
وهفت بك الاشواق فاحبس ادمعك
وهماً ظننت بانه قد ضيعك
ما ضيعك
لكن اضاع وجوده
وعهوده
واضاع معنى عمره لو يسمعك
ماذا يكون بغير حبك يا ترى
من غير ليلات نديات الرؤى
كانت معك
يا قلب لا .. لا تبكه
علمتك كيف العيون اذا احبت
فاضت الاشواق فيها دون حد
علمته طعم المساء
وحلاوة اللقيا
وليلات السعد
لكنه نسي الحنان جميعه
واضاع حبك وابتعد
يا قلبي لا.. لا تبكه
كل الذي استعدت رؤاه بمقلتيك
ذوى ومات
لا تبكه
ما عاد شئ يشتهى
ما عاد حتى في شتات الذكريات

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. سامر بابكر يقول

    الله عليك استاذ كبوش وسطورك تشتعل وجدا وشجن . جميل ان نطالع مثل الحروف الندية ونحن غرقى في زمان الانهزام الذي لم يترك لنا مساحة للبوح بعد انتشار حبال الشنق في كل ساحات الحياة وفي كل تفاصيل الحياة بدأ من لحظة البعث بعد منام غير مريح مرورا بلهيب الشمس بعد الظهيرة حتى مغرب كل يوم وهموم الحياة تحول بيننا والوسادة وامنيات الحلم الجميل بصباح مشرق… طبعا حتى لا يفهم اني اتكلم عن حكومتنا الانتقالية بل قصدي حياة الشعب السوداني الفضل بعد ٣٠ سنة من التوهان… يا صديقي اجترار الذكريات ترف ممنوع بامر الحياة القاسية. دمتم بخير أيها الإنسان المرهف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد