صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

القمة (زمن الغتغتة والدسديس ما أنتهي)

36

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* شأنه شأن بقية القطاعات السودانية، سيحتاج القطاع الرياضي وعلى وجه الخصوص قطاع كرة القدم لعمل ضخم وكبير خلال المرحلة المقبلة لتغيير الكثير من المظاهر السالبة وكالحة السواد التي قامت الثورة لأجل محاربتها والحد منها والإنتقال بالسودان وعبر كافة المجالات ومناحي الحياة للتطور والذي لن يكون ممكنا مالم يكن هنالك عمل منظم وعلمي ومالم تكن هنالك شفافية في الطرح ووضوح في التعامل مع القاعدة.
* وإن كان الثوار يرفعون شعار (زمن الغتغتة والدسديس انتهي) فإن الواضح أن الأمر ليس كذلك في الوسط الكروي ولا أدل على ذلك مما تفعله إدارة ناديي القمة وهما رأس الهرم بالنسبة للأندية السودانية واللتان تقدمان نموذجا غاية في السوء لكنه يليق ويتناسب مع ما يحدث في كافة المؤسسات جراء الفوضي والفساد والعبث الذي ظل يحدث على مدي ثلاثين عاماً.
* عبر هذه المساحة ذكرنا مراراً وتكراراً ومئات المرات أن المعاناة المالية (الفلس) ليس عيباً ليتم إخفاءها، فإن كانت الكثير من الأندية الكبيرة في دول متقدمة ومستقرة اقتصاديا تعاني من مشاكل مالية، فالطبيعي أن تعاني الأندية السودانية بشكل أكبر بكثير في ظل أوضاع اقتصادية منهارة وطريقة إدارة متخلفة وعقيمة تعتمد على الأفراد وترفض مجرد التفكير في إيجاد حلول لإبتداع مصادر دخل أو طرق أبواب التسويق والرعايات التي طرقها كل العالم بما فيها أندية شرق ووسط أفريقيا.
* وبدلا من أن تتعامل إدارات القمة بوضوح وشفافية، سيما وكونها أندية جماهيرية لها ملايين المحبين في السودان وخارجه يمكن أن يتداعوا للمساهمة في حل المشاكل المالية التي تعترض طريقها، إلا أن الإدارات تصر على (دسدسة وغتغتة) واقعها المؤسف بتصدير الكثير من الأخبار غير الصحيحة وغير الواقعية لتخدير الأنصار متجاهلين حقيقة أن الشمس لا تخفي بغربال وأن الحقيقة لو لم تظهر اليوم فإنها ستظهر لا محالة غداً.
* الحال في المريخ سيء وهو معلوم للكافة حيث يدرك كل مشجع للأحمر أن مجلس الإدارة معدم ولا يملك ما يسير به شئون النادي كما أن المدير الفني ابراهومة وخلال ظهوره بقناة الشروق قبل أكثر من اسبوعين أكد أن المجلس أخطره أن الإعداد سيكون داخليا سواء بالخرطوم أو الولايات حيث أكد أن الإعداد غالبا سيكون بالعاصمة، قبل ان يعلن المجلس عن معسكر الدمازين (المجاني) والذي تم الغاءه لاحقاً، دون أن يعلن المجلس حاجته لدعم لمجابهة التسجيلات ودون أن يعلن حاجته لدعم لتكملة الطاقم الفني، ودون أن يعلن حاجته لدعم ليبدأ الفريق إعداده الداخلي منذ اليوم الأول بأحد الفنادق لتوفير الراحة والتغذية وتهيئة السبل للفريق لأداء أكثر من تدريب في اليوم لكنه لم يفعل وكأني به (يخجل) من حالة الفقر التي يعيشها رغم أنها ليست عيباً، لكن الأسوأ عدم إعلان المعاناة المالية الكبيرة في توفير نفقات السفر للجزائر رغم خطورة هذا الأمر حتي يسارع أهل المريخ في تقديم الدعم كي يتمكن الفريق من السفر في رحلة مريحة وقبل أيام من مباراة الشبيبة.
* وإن كان الواقع في المريخ سيئاً، فإنه في الهلال أسوأ بمراحل بعيدة سيما في جزئية غياب المصداقية وعدم التعامل بشفافية مع القاعدة والرهان الكامل على سياسة التخدير المؤقت الذي سرعان ما يزول ليكتشف مشجع الأزرق الحقيقة المر ويشعر بالألم، ليس لغياب التخطيط والعجز الإداري ولكن قبلها لغياب الوضوح والصراحة.
* شيبوب ينضم لسيمبا ومجلس الهلال يعلن التصعيد رغم أنه يدرك أن انتقال اللاعب للنادي التنزاني قانوني ولا غبار عليه، مبومبو ينضم لناكانا والهلال يعلن التصعيد رغم أن أن الفيفا فسخ عقد ادريسا مع الأزرق وبالتالي إنضمامه للزامبي قانوني بمباركة الاتحاد الدولي و(السيستم)، وفي كلا الحالتين التصعيد ما هو إلا (كلام على صفحات الصحف ومواقع التواصل) لأن المسئولين ببساطة يدركون أنهم ليسوا على حق لكنه يخجلون من مصارحة القاعدة بالحقيقة.
* الهلال يقيم معسكر بتونس والكوكي يسافر لترتيب أمور المعسكر ويتفق مع الصفاقسي والترجي والافريقي علي مباريات ودية، وفي اليوم التالي تقرأ (الهلال يلغي معسكر تونس ويسافر لكينيا لأن طقس كينيا قريب من رواندا و.. و.. و..)، وفي اليوم الذي يليه تقرأ (الهلال يلغي معسكر كينيا ويسافر للقاهرة لأن نجوم الأولمبي موجودين بالعاصمة المصرية) ثم تقرأ في صباح اليوم التالي (الهلال يلغي معسكر القاهرة لضيق الوقت ويؤد تجربتين أمام قورماهيا بالجوهرة الزرقاء)، وتستمر الساقية حينما يقرأ المتابع خبراً (قورماهيا يعتذر عن مواجهة الهلال) مع أن كل تلك الأخبار من الأساس مجرد تألف وسيناريوهات لتخدير الأنصار لأن الحالة المالية تحول دون إقامة معسكر خارجي ودون التكفل بمنصرفات حضور فريق افريقي للخرطوم.
* كل ما سبق يمكن وضعه في كفة وحكاية بن فرج في كفة أخري، فقبل حضور اللاعب للسودان كانت تصريحات رئيس الفيصلي بكر العدوان ومسئول التعاقدات سامر الحوراني متاحة وكلها تتحدث عن نهاية عقد بن فرج في أكتوبر المقبل وعن خلاف بين النادي الأردني واللاعب وتلويح بمعاقبته لغيابه عن التحضيرات، ومع ذلك يعلن الهلال (اكتمال عملية مطابقة بيانات بن فرج) ثم يعلن (انتظار بطاقة نقله الدولية) ثم يعلن طلب البطاقة من الفيفا، قبل أن يفاجأ الأنصار بأن بن فرج خارج الكشف الإفريقي وربما الصدمة القادمة خارج كشف الهلال من الأساس وهنا يبدر سؤال حول حقيقة (قبول السيستم لبيانات اللاعب) لأن السيستم لا يمكنه قبول بيانات لاعب عقده لم ينتهي مع ناديه، والأرجح أن السيستم رفض بيانات بن فرج أصلاً وحكاية قبوله مثل حكاية معسكر تونس وكينيا والقاهرة.
* القمة .. متى ينتهي زمن الغتغتة والدسديس؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد