صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المراهنات الخاسرة ….

296

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

المراهنات الخاسرة ….

اكثر الناس تشاؤما ما كان يتوقع ان تستمر الحرب كل هذه المدة الطويلة وتخلف هذا القدر من القتلي والدمار والشتات ، وكانت كل الاحتمالات تشير الي ان يحسم الجيش كل ذلك خلال ايام معدودات ، وهي احتمالات كانت تقوي منها تصريحات قادة الجيش التي تاتي في هذا الاتجاه ، بالاضافة الي حسابات المنطق والتي تقول ان جيش اي بلد لابد ان يكون اقوي من فصيل واحد يتبع له . فلماذا كل هذا الوقت ، ولماذا اخفق الجيش في الحسم العسكري السريع كما كان متوقعا ، ومن ناحية اخري لماذا لم ينجح رافضو الحرب في ايقافها وفرض السلام .
نقول ، الرهانات الخاسرة هي المسؤلة عن ذلك ، فكل الاطراف في هذه الحرب راهنت علي الاطراف الخطأ ، بدا من البرهان الذي راهن علي قيادات النظام البائد من الكيزان وفلول المؤتمر الوطني بشكل اكبر من رهانه علي جيشه ، وربما انه فعل ذلك لسابق علمه بحوجة الجيش الي المشاه ورغبته في الاستفادة من عناصر الكتائب التابعة للمؤتر الوطني لهذا الغرض وهو لا يستطيع تحريكهم بطبيعة الحال الا عبر قادتهم .
الكيزان بدورهم راهنوا علي الحرب ومقدرتهم علي الحسم العسكري السريع ، غير ان التجربة اثبتت انهم غير قادرين علي ذلك ، وقد بنوا موقفهم علي تقديرات خاطئة لقوتهم وقدرات الخصم فخسروا بالتالي الرهان .
أما القوي المدنية التي تبنت شعار لا للحرب فقد اخفقت بدورها في ايقاف الحرب عبر التفاوض ؛ والسبب الرئيس في اخفاقها هذا هو الموقف المتعنت من الطرف الذي يمثل الرأي الاول والعراقيل التي يضعونها في طريق هذا الاتجاه ، هذا بالاضافة الي ان هذه القوي راهنت علي المبادرات الخارجية والمجتمع الدولي بدلا من ان تتجه الي الاستفادة من قواعدها وتحريك الشارع للضغط في اتجاه طلب وتحقيق السلام .
ونتيجة لذلك فلم يتمكن اي من الاطراف في تحقيق تقدم في الاتجاه الذي اختاره ، فلم ينجح دعاة البل في الحسم ، ولم يصل طالبوا السلام اليه ، ولن يستطيع اي طرف الوصول لما يريد ما لم يراهن علي الحصان الصحيح ، فالشعب فهو مفتاح القضية وكلمة السر . .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد