ويرى كثيرون أن مشكلة مورينيو الأساسية تكمن في أن “الأنا العليا” لديه مرتفعة للغاية ومتضخمة لأبعد الحدود، فهو الذي كان يطلق على نفسه “الرقم 1” والخاص أو “سبيشيال وان”، ومع ذلك، فإن هذه “الأنا” لديه جزء من سحره وشخصيته في بعض الأحيان، رغم أنها تعد كذلك سبب سقوطه في أحيان أخرى.

وبلغ الأمر بمورينيو أن قال “إن القدير يعتقد أنني شخص عظيم (..) لأنه لو لم يكن كذلك لما منحني الكثير”.

وقبل عودته إلى تشلسي، قال مورينيو إنه لا يمكنه أن يعود إلى ملعب “ستامفورد بريدج” لأن هذه العودة ستحطمه، ولا شك أنه كان محقا، فها أسابيع قد مرت بعد خروجه من تشلسي، من دون أن يظهر في الأفق أن أحدا يريده للقيام بالعمل الذي يعشقه أكثر من أي شيء آخر.

والآن يقبع مورينيو في أرض محرمة، حيث لا مخرج لديه، فهل بات “سبيشيال وان” يشعر بعدم الأمان؟ أين يرى مورينيو نفسه إذا تبين حقا أن مانشستر يونايتد لا يرغب فيه بقدر عدم رغبته في التوجه إلى أولد ترافورد؟ هل خطر على باله، في أي وقت من الأوقات، أنه بخلاف مانشستر يونايتد سيكون من الصعب عليه أن يجد ناديا يناسب اسمه وطموحاته؟

الأمر الغريب بخصوص مورينيو أنه على الأرض الإنجليزية، يبدو الخيار الوحيد الذي قد يقبل به حاليا هو مانشستر يونايتد، لكن إذا أغلق الأخير الباب في وجه “سبيشيال وان”، فإن الأمر سيكون خطيرا على الرجل الذي أحرق كل الجسور ليظل وحيدا في نهاية المطاف.

ربما يكون بإمكان مورينيو العودة إلى البرتغال للتدريب هناك، خصوصا أن نادي بورتو قد يكون بحاجة إلى مدرب، لكن هل يمكن له العودة إلى بلاده للتدريب في بطولة دون منافسات حقيقية مثلما هو الحال مع إنجلترا، أو دول أخرى، مع العلم أن متوسط عدد الجمهور في الدوري البرتغالي لا تزيد على 6 آلاف متفرج؟

وبالتأكيد أوصد فريق ريال مدريد الإسباني الباب بعدما عين زين الدين زيدان مدربا له، في حين أعلن بايرن ميونيخ الألماني تعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلفا للإسباني بيب غوارديولا، ومن غير المحتمل أن يفكر فيه باريس سان جرمان الذي من المقرر أن يجدد للمدرب لوران بلان.

 

ومؤخرا، سأل الصحفي في جريدة الغارديان البريطانية دانيال تيلور زميلا له في صحيفة ليكيب الفرنسية عما إذا كان هناك أي فرصة لمورينيو للعمل في فرنسا، فكان رد الأخير بالنفي القاطع.

وفي إيطاليا، حيث فاز مع إنتر ميلانو بخمسة كؤوس، يبدو أن فرصه معدومة، إذ سبق أن أحرق الجسور هناك عندما صرح مرة “أنا سعيد مع إنتر.. لكنني لست سعيدا بالكرة الإيطالية، وببساطة أنا لا أحبهم وهم لا يحبونني”.

وكان مورينيو قال الموسم الماضي، بينما كان تشلسي في طريقه للفوز باللقب “إذا قال لي رومان أبراموفيتش يوما ما ’كفى يا جوزيه‘ فإنني سأذهب إلى منزلي في لندن وأنتظر ناديا إنجليزيا.. عندما طردت من الفريق في الماضي (موسم 2007)، كان هناك الكثير من الأندية في كثير من الدول.. في هذه اللحظة لدي 19 فريقا في الدوري الإنجليزي..”.

وبقية الأندية إما مقتنعة بمدربيها أو أنها لن تلجأ إلى “حارق الجسور”، صاحب الأنا العليا الذي يعتقد نفسه أكبر من تلك الأندية.

 رينيو