صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بعضهم يعتقد أن الجيش يقصف بالمنجنيق

12

بعضهم يعتقد أن الجيش يقصف بالمنجنيق

مذبحة المزروب إرتكبها الجنجويد على خلفية مشاحنات وتطورات لا تقبل الجدال

أبوعاقله أماسا
* منذ أن بدأت الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ وحتى لحظة كتابة هذه الحروف، لم تخل لحظة من لحظات حياتنا من تفاصيلها ومذاكرة جغرافيتها وتأريخها وخلفياتها وكل ما يحدث فيها من مآسي، وقد ساعدتنا الظروف لأن نكون جزءً من بعض الأحداث وشهود عيان على وقائع كانت على مرمى البصر، ولا أدعي أنني أملك خلفية معرفية بكل القبائل السودانية، ولكن أرى أنه من الطبيعي أن يتوفر عندي مخزون ضخم من الحكاوي والتفاصيل عن المناطق والمدن والقرى وعن بعض القبائل وثقافاتها، لظروف عملنا في حقل الإعلام، والذي أتاح لنا فرصة التنقل وزيارة أكثر بقاع السودان والتعرف على أكبر عدد من البشر، حتى أنه لم تبق قبيلة سودانية لا نملك فيها رقم كافي من الصداقات والعلاقات والزمالات والمعارف.. بدرجة ربما لم تتح لآخرين.
* خلال هذه الحرب، تركنا الرياضة وكرة القدم، والإستماع للموسيقى ومطاردة بعض القضايا الأخرى، وأصبح همنا الشاغل تفاصيل مايجري في ميدان الإقتتال وكثير من المعلومات مما يصلح للنشر وما لا يصلح، ومع ذلك لا نميل للخوض في الجدال.. خاصة في مسألة تبادل الإتهامات بإرتكاب إنتهاكات بين الجيش والدعم السريع، فنحن نعرف عن الطرفين ما لا يعرفه غيرنا.. على الأقل لأننا قضينا كل فترة الحرب هذه مناصفة بين مناطق سيطرة الجيش والجنجويد، ولا أظن أننا سنسمح لبعض السذج وأصحاب الغرض ليبثوا فينا أمراضهم من مهاجرهم وملاجئهم وليحدثوننا عن إنتهاكات الجيش.. كما أنه من العيب أن تطعن في جيش السودان بسبب أنك تكره الكيزان..!!
* قبيلة المجانين من القبائل التي كانت وما تزال تحظى بإهتمام مني في سبيل البحث والمعرفة، وقد سعيت لأكثر من مرة لزيارة المزروب من قبل لذات الأهداف، وليس جديداً ولا إكتشافاً لو قلت أنها قبيلة مسالمة ولها أعراف وثقافة متكاملة في السلم وثقافة السلام، لذلك لم نسمع أنها كانت جزءً من النزاعات القبلية والهمجية في يوم من الأيام، وذلك بفضل قيادات الإدارة الأهلية عندهم، وقد عرفوا بأنهم ديار حكمة وحكماء، لذلك كان موقفهم من بداية الحرب واضحاً تماماً كما كان موقف الناظر عبدالقادر منعم منصور، وأظن أن نظارتي دار حمر والمجانين قد سجلتا مواقفاً للتأريخ لأنها رفضت التصرفات الهمجية ومحاكاة ما ارتكبته النظارات الأخرى من جرائم بسبب إعلان مبايعة المليشيا، مما كان سبباً فقدان قبائلهم لأكثر من ٦٠٪ من عناصر الشباب بالموت أو الإصابات الخطيرة.
* سلوك الجنجويد في ديار المجانين أو الجوامعة أو الشنابلة والكواهلة معروف، وما ارتكبوه من مذابح على امتداد الولايات التي دخلوها وطردوا منها ليست محل شك، ولا اتهامات باطلة بل كانت جميعها جرائم موثقة بكاميرات هواتفهم، وما زلنا نحن في الجزيرة نتداول فظائعهم بمزيد من الأسى والألم ولا نذكرهم بخير أبداـ، ولا أظن أن جريمة ديار المجانين ستكون هي الأخيرة، فهم يبحثون عن تحشيد أو تحييد لشباب القبائل في رقاع كردفان ودارفور، ولوضوح موقف هذه القبيلة ورفضها لأسلوب النهب والسرقات والترويع واقتحام البيوت حدثت هذه الكارثة والمذبحة، وتفاصيلها واضحة. كما عبر عنها أعيان القبيلة، بأن الإعتداء تم بمسيرة كان مصدرها ودوافعها بالنسبة لهم أمر معاش ومشاهد ليس هنالك مجال للإجتهادات.
* أما إحتمالية أن يكون مرتكب الجريمة طرف آخر غير الجنجويد فمجرد التفكير في الأمر يعتبر غباءً، إضافة إلى أن حادثة كهذه ليست من الحوادث التي تستمر في طي الكتمان، وربما فريق تحقيق صغير سيفلح في العثور على أدلة دامغة.
* القوات المسلحة السودانية تدير معركتها بإحترافية عالية على كافة المستويات، وقد أثبتت تفوقها الإستخباري في أكثر من موقف،والدليل المعاش على الأرض أننا شهدنا مقتل الآلاف من المدنيين العزل في خلال عام وثلاثة أشهر قضاها الجنجويد بولاية الجزيرة، ومنذ عودة الجيش الظافرة بتأريخ ٢/٢/ ٢٠٢٥ لم نسمع بحادثة قتل أو أي جريمة من التي كانت تحدث على مدار الساعة في تلكم الايام الغابرة.
* محاولة الزج بالجيش وان الطيران الحربي هو من إرتكبها فهذا الزعم مثير للضحك والسخرية معاً، فمايزال البعض يتعامل مع الطياين السودانيين على أساس أنهم يقصفون بالمنجنيق البدائي بلا معلومات وإحداثيات..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد