صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تعصّب هلال مريخ والقناة (الطاشة شبكة)..!!

21

  • كـــــــرات عكســـــية

    محــمد كامــل سعــيد

    Mohammed.kamil84@yahoo.com

    تعصّب هلال مريخ والقناة (الطاشة شبكة)..!!

    * في ظل الحرص على المصالح الخاصة، والسعي الجماعي لـ(التكويش على كل شئ) تحول العمل في القنوات الفضائية الاخبارية الى ساحة كبرى تفشى فيها التعصب بذات الطريقة التي انتشر بها ذلك الوباء بين محبي المريخ والهلال او الهلال والمريخ..!!

    * ملامح السجال القمئ ظهرت بوضوح في تناول الاخبار والاحداث في سباق وصدام مباشر وقوي عنوانه الوصول الى غاية اقناع المتابعين بالانحياز الى المهنية.. حدث ذلك ويحدث امام المتابع العادي والذي ينسى البعض بانه حصيف وفاهم ويعي بكل ما يدور..

    * والامور المتعلقة بتناول الاخبار من جانب تلك القنوات، لم يختصر على ما يدور في العالم فحسب بل تعدى ذلك ووصل الى الموقف الحالي المشتعل في السودان خاصة بعد الاعلان عن اغلاق مكاتب قناة الجزيرة القطرية بالخرطوم قبل اسابيع بقرار من العسكر

    * وهنا فان قرار اغلاق مكاتب قناة الجزيرة بالخرطوم اوصل بصورة واضحة كل رسائله ـ المباشرة وغير المباشرة ـ الى القنوات التي سبق وان تم ايقاف مراسيلها في آخر ايام حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، فظهر الانقسام بصورة اوضح من الشمس..

    * تعصّب القنوات الاخبارية يظهر بوضوح بمجرد ان تتابع خبر ما.. سواء عن السودان او ما يحدث في بقية الدول العربية من حولنا.. ففي النطاق المحلي سنجد من يؤديون المجلس العسكري، وبالمقابل فهناك من يساندون قوى الحرية والتغيير..

    * وبذات الطريقة القميئة التي يتعامل بها مطبلاتية المريخ والهلال مع الاحداث سواء في التسجيلات او نتائج المباريات، نجد ان التعصب قد تمدد في حشد متواصل للتقارير والندوات والمؤتمرات التي تصب في الاتجاه الذي يخدم وضعية القناة وتوجهاتها بمعزل عن المهنية التي تحولت الى الجلوس على (الرف) مكتفية بالمراقبة ولا شئ غيرها..!!

    * وبنفس الطريقة التي ضاق بها نظام البشير البائد من وسائل التواصل الاجتماعي، وفشل في اقناع المواطنين بخطوات عملية تجبرهم على ترك التوجيهات التي تصدر من تجمع المهنيين، وجدنا المشهد يتكرر بصورة افظع من جانب مجلس العسكر الانتقالي والذي قام بقطع النت (من خلاف) بعد ما وضعه تحت بند المهددات الامنية..!!

    * وهنا فان المجلس العسكري الانتقالي اعاد امامنا (بقرار قطع النت) قصة عبد الرحيم محمد حسين رفيق الرئيس المخلوع عندما قرر التدخل في الشأن الكروي واعلن الغاء لقاء القمة بين المريخ والهلال نسبة الى عدم توفر الامن في ولاية الخرطوم..!!

    * وبالتحول الى القنوات السودانية، وتحديداً قناة السودان، سنجد ان الصورة صارت بالجد هزلية ومضحكة حيث تابعنا تلون القناة ـ التي لا يشاهدها الاّ القليل من الناس ـ وتنقلها جيئة وذهاباً بين الانحياز الى مصلحة المواطن بالنقل المهني للاحداث ومصالح الجهة التي تتولى امر تسييرها وفرض الوصاية عليها وعلى العاملين فيها..!!

    * في الايام التي اعقبت الاطاحة بالمخلوع عمر البشير، ارتدت قناة السودان ثوب الثورة كما المجلس العسكري الانتقالي، لكنها سرعان ما عادت الى السير في سكتها القديمة والتي جعلت البعض يصفها بـ(القناة الطاشة شبكة) باصرارها على ممارسة العرضة خارج الحلقة وتقديم الاغاني والبرامج التسجيلية بمعزل عن اشتعال الشارع..!!

    * اي نعم نعلم ان قناة السودان تابعة للنظام الذي يحكم البلد، لكننا تصورنا ان تستفيد ومن قبلها المجلس العسكري الانتقالي من العك الذي كان يحدث ايام حكم الانقاذ لاكثر من ثلاثة عقود وتجلى بصورته البائسة في الايام الاخيرة واجبر الجميع على الضحك..!

    * الاحداث تتوالى عاصفة، وها هي الامور تبدأ من جديد عبر التظاهرات والمواكب النهارية والليلة وفي كل الاحياء، وبطريقة اكبر من تلك التي تابعناها بداية من اواخر شهر ديسمبر الماضي، والمؤسف ان التعصب هو سيد الموقف ولا امل في التحول..!!

    * تخريمة أولى: ما يدور في القنوات الفضائية سواء العربية او السودانية من تعصب في التعامل مع الاحداث الملتهبة منذ شهور (كوم)، وما نشهده من حروب، وكر وفر بين قادة اتحاد الكرة السوداني وتجمع اندية الدرجة الممتازة (كوم تاني).. لكن مما لا شك فيه ان التعصب والاصرار على التمسك بالرأي يظل هو الصفة المشتركة بينه وبين ما نتابعه في الاحداث من حولنا ولا حول ولا قوة الاّ بالله.

    * تخريمة ثانية: المعطيات الحالية تشير وتؤكد ان الاشكالية الحالية التي تفرض نفسها على شعب السودان تتمثل في ان التعصب يظل على الدوام هو العقبة التي تعترض المسيرة، وتقف حجر عثرة امام كل المشاريع التي تهدف الى تحقيق النجاح في اي مؤسسة او وزارة او اتحاد رياضي وبالتالي فان ما نتابعه من تراجع وتواضع ما هو الاّ نتيجة عملية لتلك السياسة البالية فهل نحلم بالتحول..؟!!

    * تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد