صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(تنفس المواطن) هل يهدد الأمن القومي..؟!!

55

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

(تنفس المواطن) هل يهدد الأمن القومي..؟!!

* عندماا يقول أحد القادة المسئولين في الاتصالات ان قطع الانترنت في الايام الماضية قد عاد بالكثير من الارباح لشركات الاتصال بسبب ان معظم افراد الشعب السوداني اضطروا للاتصال بابنائهم واقربائهم خارج البلاد عبر المكالمات العادية وبالتالي لا يوجد امل قريب في اعادة النت الى المواطنيين فان ذلك يلخص اوضاع البلاد بدقة..

* تكدس ابناء الشعب السوداني في المواقف الرئيسية للمواصلات، وعلى امتداد الطرق، والركض الذي نتابعه صباحاً ومساءً خلف اصحاب الحافلات الكبيرة والصغيرة، والاستبداد وعمليات (القلع) التي صارت تحدث عياناً بياناً للمواطن من جانب سائق كل حافلة، يحكي بعمق كل تفاصيل المأساة التي انتشرت في الشارع السوداني..

* غياب الرقابة فتح باب الاستبداد امام الجميع خاصة اولئك التجار الذين ترتبط اعمالهم بخدمة المواطن بشكل مباشر كالافران، والركشات، الخضرجية التشاشين تجار الفاكهة، واصحاب الركشات التكاتك، ووصل الامر لناس التسالي والفول المدمس والنبق..!!

* وبمثلما اختفت عملة الجنيه والـ(50) قرشاً المعدنية في الاسابيع والشهور الماضية، ها هي العملة فئة الـ(2) جنيه الورقية في طريقها الى الانقراض، حيث صارت أجرة الترحيل في الخطوط القصيرة خمسة جنيهات في حين ان سعرها الاساسي جنيهان فقط.

* وكانت (الوهمة) في الشهور القليلة الماضية من جانب الكماسرة، وعندما تعطيه ورقة فئة الخمسة جنيهات يقوم بتسليمك الباقي ورقة فئة الـ(2) جنيه وعندما تطالبه بالباقي ـ اي الجنيه ـ يؤكد لك عدم وجود فكة.. اما الان فقد صار (القلع) على عينك يا مواطن..

* مثلاُ يوم أمس الاحد ـ والذي يعتبر بداية للاسبوع ـ نجد ان اصحاب الحافلات يبدأون في ممارسة الاستبداد بالمواطن منذ ساعات الصباح الأولى، بالتهرب من الوقوف في النمرة، والاصرار على (جر الشارع) ومن منتصف مسافة الخط.. فحافلات الثورة المهداوي مثلاً تبدأ رحلتها من جامعة ام درمان الاسلامية وبعشرة جنيهات للفرد..!!

* وفي (حركة) مكشوفة نتابع اختفاء الكماسرة من معظم الحافلات.. حدث ذلك ويحدث في اطار خطة الهدف منها اجبار المواطن الغلبان على دفع القيمة الجديدة للاجرة الخيالية التي ابتدعها اصحاب الحافلات وبطريقة مبتكرة للايقاع بالراكب في الفخ..!!

* وتعتمد الخطة على ان يقوم السائق بابلاغ الركاب بالتسعيرة الجديدة المبتكرة والتي لا تخرج عن رفع قيمة الترحيل في الخطوط القصيرة الى خمسة جنيهات، بدلاً من ثلاثة جنيهات، والخطوط الطويلة لعشرة جنيهات بدلاً من خمسة جنيهات.. ووالله يا بلاش..!!

* السائق يقوم بالايقاع بالراكب لانه لا يتسلم منه الاجرة الاّ بعد وصول المواطن الى الجهة التي يقصدها، وبمجرد نزوله من الحافلة يقوم بتسليم السائق الاجرة، فاذا كانت كما يرديدها السائق فخير وبركة، واذا لم تكن فانه ـ اي السائق ـ يبدأ في الشجار..!!

* ولعل الاجمل والأروع عند صاحب الحافلة ان يتسلم من الراكب واحدة من الفئات النقدية لمبالغ كبيرة على شاكلة الـ(20) أو (50) أو (100) لانه ساعتها يتجلى (المستبد) ويشرع في اخذ اكثر من حق الاجرة المعروف للناس، ويا حبذا لو كان (الزبون) ـ الذي غادر ونزل من الحافلة ـ امرأة كبيرة او طالبة او بنت او ولد صغير.. ويا لها من ماسأة..

* لقد تفاءلنا خيراً مع بداية ايام الثورة المجيدة ولكن مرور الايام اجبرنا على التراجع عن ذلك، خاصة وان كل ما كنا نعانيه في السابق ايام الرئيس المخلوع عمر البشير عاد للظهور بصورة افظع وابشع بدليل ان النت صار مقطوعا بحجة انه يهدد الأمن القومي..

* أخاف ان نستيقظ في يوم لنتابع عبر قناة الجزيرة مباشر ما يفيد بان مجلس العسكر الانتقالي قد اصدر قراراً يقضي بـ(كتم انفاس) جماهير شعبنا الصابرة ومنعها من التنفس والحجة ساعتها لا ولن تكون بعيدة القول بان (تنفس الشعب صار يهدد الامن القومي)..!

* تخريمة أولى: اعتقد ان (هروب المدعو شيبوب) من الهلال وانضمامه الى صفوف سيمبا التنزاني قد اراح الاسرة الزرقاء وانزل من على كاهلها حملاً كبيراً وجنب مجلس الادارة الدخول في مزايدات مع شخص لا قيمة فنية له داخل الملعب بدليل ان السنغالي لامينو نداي لخص وضعية هذا الشيبوب واكد انه لاعب غير مفيد.. ثم ان الاحتراف ولو كان في الدوري السعودي او المصري او الاماراتي او التونسي او المغربي او الجزائري لقلنا انه خطوة ايجابية لكن تنزانيا…؟! لا تعليق.

* تخريمة ثانية: نكرر ونعيد: مرت اكثر من عشرة اسابيع على الاطاحة بحكم المخلوع عمر البشير، وللاسف لا يزال الوضع السيئ في حاله، هذا اذا لم يتراجع الى الوراء، وبالتالي نجد ان المعاناة تتضاعف على كاهل المواطن البسيط والذي فيما يبدو ان الساسة لم يقتنعوا بانه وصل الى مرحلة الاستفراغ نتيجة الامتلاء من احاديثهم الفارغة التي اثبتت الايام انها لا تسمن ولا تغني من جوع..؟!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد