صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

توصيف نيويورك تايمز.. وذكرياتي في ماراكانا..!!

18

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

توصيف نيويورك تايمز.. وذكرياتي في ماراكانا..!!

* وقفت كثيراً، وملياً، امام التعليق الذي كتبه صحيفة (نيو يورك تايمز) في وصفها لما حدث في السودان عقب توقيع الاتفاق بين قوى الحرية والتغيير ومجلس العسكر قبل ايام حيث كتبت بعمق مؤكدة ان (الملايين الذين خرجوا من ابناء الشعب السوداني ظهر يوم (30) يونيو اصابوا جنرالات مجلس العسكر بالرعب، فما كان منهم غير التوقيع)..!

* ولعل مثل ذلك الوصف العميق، المعبر، المبتكر، غاب وسيظل غائباً عن جل اجهزتنا الاعلامية مهما تعاظمت قيمة الحدث سواء كان ساسياً او رياضياً او حتى اجتماعياً.. نقول ذلك وفي البال قناعة راسخة بان التعصب ظل على الدوام هو صاحب الكلمة الأعلى وبالتالي يساهم ذلك في تواضع وتراجع اللمسة المهنية الاحترافية في كل جانب..

* انه بالجد وصف مباشر احترافي لا علاقة له بكل ما يدور عندنا من اشكاليات نفسية، تفرض نفسها على كل من يدعي انه كاتب او صحافي عملاق، يجيد توصيف الامور بمثالية، ويجعلها قريبة من نفس المتابع، وتضفي عى صحيفته او القناة التي يعمل فيها نوع من الفهم المتقدم الجديد في العمل الاعلامي المبني على الموهبة والاحساس..!!

* شدني ذلك العنوان بعمقه، وتوفقت امامه لفترة زمنية طويلة، ولا اخفي باني قد سألت نفسي عن الاسباب التي تمنع صحافي سواني من تقديم مثل ذلك المانشيت الذي تم عرضه في قناة الجزيرة الاخبارية في فقرة اقوال الصحف العالمية قبل ايام معدودة..؟!

* وبمناسبة الاصدارات الصحفية، والواقع الجديد الذي فرض نفسه على السودان، تابعنا كيف قام بعض (التجار)، الذين لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، بتبديل مواقفهم الى الضد تماماً، فبعدما كانوا بالامس حماة للعسكر، صاروا فجأة مع الحكومة المدنية ولا عجب..!

* أقول ذلك، ويقيني بان قارئ السودان الحصيف قادر على التعامل مع الاصدارة التي تعبر عن رغباته، بمعزل عن اي تأثير خارجي، وعليه فان على صاحب كل طبل الاستعداد للتعامل مع الظروف الصعبة التي ستقابله في قادم الايام.. ولنا عودة باذن الله.

* وبالانتقال الى الجزء الثاني لقصة اليوم، اود الاشارة الى ان نهائي بطولة كوبا امريكا الذي جمع بين البرازيل وبيرو باستاد ماركانا العالمي الشهير قد اثارني لدرجة بعيدة، واعادني لا شعورياً الى تلك المرات المتعددة التي قمت فيها بزيارة ذلك الصرح العملاق

* اي نعم، لقد تشرفت بمتابعة اكثر من لقاء للمنتخبات والاندية من داخل ستاد ماراكانا الذي لا ولن انسى الساعات الطويلة التي قضيتها في مدرجاته، وداخل المتاحف الملحقة به، ولحظات المتعة التي عشتها وانا اتابع أول ظهور لروماريو وبيبيتو بشعار فاسكو..

* شاهدت في زيارتي الأولى لماراكانا لقاء قمة مدينة ريو دي جانيرو بين فاسكو ديجاما وفلامينجو.. وكان ذلك هو اول ظهور لروماريو وبيبيتو عقب خلافهما، وبعد تألقهما في مونديال 1994 بامريكا، ورقصتهم الشهيرة، وقيادتهما للسامبا للتربع على عرش العالم.

* بعد الاحتفال بلقب مونديال 94 شبت الخلافات بين النجمين الكبيرين، وانتهت فجأة صداقتهما، ولم يلتقيا الاّ بعد 6 سنوات، وتحديداً في 2001، وهو العام الذي وصلت فيه الى بلاد السامبا، وعلى الرغم من انني كنت اشجع فلامينجو الاّ انني سعدت بفوز فاسكو

* وفي مرة ثانية تابعت لقاء بين البرازيل والارجنتين في تصفيات كأس العالم 2002 التي اقيمت بكوريا واليابان، وفي مرة ثالثة تابعت لقاء لفريقي المحبب فلامينجو الذي قام بشطب روماريو لانه غادر معسكر الفريق ليلاً قبل موعد لقاء مهم ضد الند “فاسكو”..

* كل تلك الذكريات وغيرها عادت الى ذاكرتي وانا اتابع فوز البرازيل على بيرو بثلاثية في نهائي كوبا امريكا، وبالطبع لا ولن انسى الكرنفالات والاحتفالات التي تظل على الدوام عنواناً لكل المباريات التي تقام باستاد ماراكانا التاريخي الذي شهد الكثير من الاحداث الخالدة في ذاكرة شعب البرازيل العاشق الولهان المحب للساحرة المستديرة..!!

* تخريمة أولى: اشاد البرهان ـ في تصريحات صحافية ـ بشعب السودان، ونفى وجود اي حواجز بين افراد الشعب والقوات النظامية المختلفة، وهنا نقول لرئيس مجلس العسكر الانتقالي (لقد جافيت الحقيقة يا سعادة الفريق أول، لان ما قامت به جل القوات النظامية بداية من اواخر ديسمبر الماضي، وحتى فض الاعتصام، مطلع يونيو، ساهم في وجود فجوة وهوة عميقة خاصة بعد ارتفاع عدد القتلى الذين تساقطوا حتى آخر موكب يوم (30) يونيو الماضي).. وعليه وجب التوضيح..!!

* تخريمة ثانية: تابعت التصريحات (الفرحانة) التي ظل ابراهومة يدلي بها لاجهزة الاعلام المختلفة منذ فوز المريخ بلقب الممتاز، ولا ادري سر تلك الغبطة والانشراح مع الاشارة الى ان المريخ فاز على فرق متواضعة ومن بين الانتصارات فوز اعتباري لغياب المنافس، كما ان الفريق لعب 6 مباريات فقط فاز في معظمها بهدف وحيد.. ( بالله عليكم دي حاجة عايزة ليها كرنفالات قدر ده)..؟!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد