صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حتي لا تضعونا في الجانب الآخر

27

تأمُلات

كمال الهدي |

. مؤسف أن أُجبر على هذا التوضيح بعد ما أراه دعماً واضحاً وقوياً لتجمع المهنيين ومن بعده قوى الحرية والتغيير طوال الأشهر الماضية.
. وليعلم (بعض) متابعي هذه الزاوية أن ما أكتبه فيها لا أرمي من ورائه لمال، شكر، أو أمجاد دنيوية زائلة كما افترض (كوز نتن ذات يوم).
. نكتب للتعبير عن موقف وحتى نبريء ذمتنا ولكي ندعم بلدنا وشعبه.
. لا أستطيع أن أكتب حرفاً لست على قناعة تامة به، حتى ولو كان هذا الحرف يدعم توجهاً ايجابياً.
. لهذا عندما أقول أن كلام الوسيط لبات أزعجني لاعتبارات محددة فأنا هنا أعبر عن موقفي ورأيي وشعوري المستند على مؤشرات محددة لم تريحني.
. فلماذا يقفز البعض سريعاً لنتيجة أنني أخون قوى الحرية التي لم أقف عن دعمها في يوم!!
. وليفهم هؤلاء أنني أثق جداً في الكثير من أعضاء قوى الحرية والتغيير.
. كتبت (الكثير) في الفقرة أعلاه حتى أكون دقيقاً وصادقاً مع نفسي والآخرين.
. فشباب مثل وجدي، مدني، الدقير، الأصم، صديقي المعز حضرة، سلك، وآخرين لا يسع المجال لذكرهم، لم ينتابني أدنى شك فيهم.
. لكن ذلك لا يمنع وجود من يرعبني مجرد ذكر أسمائهم في قضية كبرى تتعلق بمصير البلد ضمن هذه القوى.
. كيف تريدوننا أن نطمئن لوجود شخصيات بدأت بمدح المجلس العسكري، وتذمرت من (إقصاء) قوى الحرية لهم، ثم انقلبوا فجأة ونسوا تلك الاشادات والمفاوضات الثنائية مع المجلس!!
. لم أطالب في مقال الأمس بنص في الوثيقة بخصوص معاقبة المجرمين ولم أقل شيئاً مما ذهب إليه العديد من المعلقين.
. بل قلت بصريح العبارة أنني مصدوم من فكرة أن الطرفين لم (يناقشا) هذه النقطة لا في المفاوضات ولا في النقاشات.
. لم يكن من الممكن أن (أطنش) عن ذلك أو أكتب عن براعة (دبلوماسية) لبات في تعليقه على هذه النقطة، طالما أن لدي ولو نسبة 1‰ في المائة من الشعور بعدم الإطمئنان تجاه ما سمعته.
. فلو كان الأمر يتعلق بدبلوماسية فقط لوجد أكثر من إجابة أخرى تجنبه الخوض في التفاصيل.
. أعلم تماماً بدقة المرحلة وهشاشة الوضع ولهذا كتبت مراراً أننا أخطأنا بقبول هذا المجلس، لكن بعد هذا الخطأ لم يعد أمامنا خيار آمن سوى هذا التفاوض.
. لكن ذلك لا يفترض أن يمنعنا من التعبير عن مخاوفنا في أي لحظة حتى لا تتراكم الأخطاء ويُسلل بعض من لا يريدون الخير لهذا الشعب أجندتهم فيضيع كل شيء حينها.
. ووقتها لن ينفع الندم.
. ثم ألستم أنتم القائلون ” زمن الغتغتة انتهى”، أم هو شعار والسلام!!
. فلماذا أصبح (مُخوِناً) أو غير مكترث بوضع بلدنا الأمني لمجرد كتابة مقالين يعبران عن بعض المخاوف!!
. ليس هناك مشكلة اطلاقاً في مقارعة الحجة بالحجة شريطة ألا نقفز بالنقاش لنتائج افتراضية، أو نناقش طرحاً غير موجود أصلاً في المادة موضوع النقاش.
. وبدون ذلك يصبح حديثنا عن ثورة الوعي كلاماً تذروه الرياح.
. عندما يعلق البعض ب ( كاك)، أو ( غور ياخي شوف ليك مقال رياضي) فهذا يشعرنا أن طريق القضاء على جهل المتعلمين في بلدنا شائك وطويل.
. أما العقلاء الذين يقفزون لنتيجة التخوين فأذكرهم بأن من يقول كلمة الحق كما يراها مرضاة لله ترعبه جداً فكرة أن يُخون أحداً دون مبررات وجيهة.
. ولو كنا ممن يُخوِنون الناس هكذا من وراء الكي بورد ووفقاً للمزاج لطالعتم هذه الزاوية في كبريات صحف نظام المخلوع منذ سنوات طويلة بحكم الجيرة والمعرفة التي سبقت حكمه، لكن الهدف كان وسيظل إرضاء الخالق والضمير وتقديم ما نستطيعه لهذا الوطن ولن تثنينا عن ذلك بعض (الكروت الصفراء) التي تُرفع هنا أو هناك.
. أدعموا ثورتكم وقوى حريتكم بوعي وصبر وتفكير متعمق لا بمجرد شعارات حتى نعبر بهذا الوطن الذي أعاقه الفاسدون طويلاً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد