صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خطبة الجمعة

132

ساخر سبيل

الفاتح جبرا

خطبة الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) اتقوا يومًا كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.

عباد الله :
موضوع هذه الخطبة حادثة صغيرة لكنها تلفت إنتباهنا إلى أمر كبير وخطير يمر علينا يومياً فلا نلقي له بالاً ولا نعطيه من إهتمامنا إلا النذر اليسير، فقد دعاني أحد الإخوة الأصدقاء إلى (سماية) حفيدته فقلت له وماذا أسميتموها فأجابني: لقد أسميناها: (ريماز) وعندما رأى علامات الدهشة والإستغراب على وجهي واصل حديثه شارحاً بأن ريماز هي قطع الماس الصغيرة الشفافة والنقية.
لقد صارت تسمية الأبناء في هذا العصر مشكلة لا نعطيها القدر الكاف من الإهتمام وقد ساعد إنفتاح الفضاء ومما يبث فيه من قنوات فضائية ومسلسلات في التشبه بالأمم الأخرى مما جر علينا من شتى مظاهر الإستلاب الفكري والإجتماعي الذي إنعكس على مجتمعنا المسلم متناسين أن هنالك من الأسماء في الإسلام ما يستحب وهنالك ما يحرم منها وما يُكره، لكننا للأسف الشديد (ما شغالين بالقصة دي) وقد شاع مؤخراً في المسلمين مما يحرم من الأسماء الكثير والكثير، ولا ينتبهون إلى ما جاء عن الرسول في هذا الباب وسوف نعود إلى هذا في خطبة أخرى بإذن الله.
فقد روى أبو داؤود بإسناد حسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله قال: (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم)، فينبغي على الوالد أن يُحسن اختيار أسماء أولاده لأنهم يدعون بها يوم القيامة، ويدعون بأسماء آبائهم ومن ثم لا ينبغي أن يُدعى يوم القيامة باسم محرم أو قبيح سُمي به في الدنيا.

عباد الله:
قد يسأل سائل وما هي المستحب من أسماء الذكور فنقول له إن كل ما أضيف إلى الله عز وجل وعُبِّد لله عز وجل أو سُمِّى بأسماء الأنبياء فإنه حسن، وقد اتفق العلماء على استحسان تلك الأسماء: كعبد الله وعبد الرحمن ونحو ذلك، وكأسماء الأنبياء كمحمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح ونحوهم من أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم.
وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: (إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن)، وقال في حديث أبي وهب الحشمي قال عليه الصلاة والسلام: (تسموا بأسماء الأنبياء) فكل ما أضيف إلى الله تعالى أو رُوِعي فيه أن يكون موافقًا لاسم نبي فهو حسن، أما ما يستحب من أسماء الإناث فالقرآن الكريم مليئ بالأسماء ذات المعاني الجميلة الطيبة فهنالك أفنان وآيات وإخلاص وآلاء وجنات وغيرهن لمن أراد ذلك .

أيها المسلمون:
طبائع النفوس تُقبل دائماً على كل ما هو حسن وجميل، وتنفر من كل ما هو سيء وقبيح، ومن أوجه الإقبال على الحسن الاستبشار والتفاؤل بالاسم الحسن الجميل، والذي يقع من قلب السامع موقعاً جميلاً ويُحبب إليه الخير، وإن مما ابتلي به بعض المسلمين اليوم سوء اختيار أسماء أبنائهم، تلك الأسماء التي أصابها العطب نتيجة للغزو الفكري والثقافي، وروح التغريب التي أصابت بعض ضعاف الإيمان، فصارت أسماؤهم وأسماء أولادهم أسماء أجنبية خالصة بعيدة كل البعد عن لغتنا العربية الجميلة، وتلك تبعية وإمعية نهانا الإسلام الحنيف عنها، فقد أمر الإسلام المسلم بأن يكون متميزاً في سمته وخلقه وكذا في اسمه.

أيها المسلمون:
أعلموا ان الاسم يرتبط بصاحبه ارتباط الروح بالجسد، ولكل من اسمه نصيب، فاحرصوا على الأسماء الحسنة الطيبة تحسن حياتكم وتطيب وأتركوا تسمية هذه الأسماء الغريبة الدخيلة على مجتمعنا المسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأقم الصلاة …
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد