صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

د. حمدوك.. لا للاستقالة..!

79

أفياء

ايمن كبوش

د. حمدوك.. لا للاستقالة..!

# دعونا نتفق.. بأن الشعب السوداني.. او قولوا أغلبه.. هو المكون الوحيد الذي أنجز مطلوباته في الثورة بنسبة مئوية تقارب المائة.. حيث دفع استحقاقه كله في انجاحها وحراستها.. ارتال من الشهداء الذين مضوا الى ربهم انقياء بعد أن كتبوا بدمائهم وسنواتهم الغضة واجسادهم المتناثرة.. سوانح النهايات البطولية.. الجرحى الذين دفعوا الفواتير الباهظة في صفوف التداوي وطوابير الانتظار الطويل من حساب صحتهم وراحتهم.. والاهل والصحاب الذين جمعوا قبضات الأيادي العارية وكأنهم يمسكون على الجراح على الرياح ليمنعوا تدفق المزيد من الدماء الغالية التي سالت انهارا على أرض الوطن.. هؤلاء دفعوا استحقاقهم (متكفي) بالاصالة.. وقاموا مقام السودان الكبير الذي لم يبق فيه موضعا الا وعليه طعنة رمح.. او ضربة سيف.. وهو البلد الذي يستحق بما فيه من تمازج وتلاقح وتنوع.. لحظة انعتاق فاصلة يعود فيها السودان الذي احببناه في الاحلام.. وتعود الخرطوم.. تلك العروس التي صورناها (جنة رضوان) لتنشد “مع محمد المكي ابراهيم” رائعته الموسومة ب(فرح في حديقة شوك قديم) حيث قال: (حين اغفت اعين البنادق.. الموت نام.. نهض العشب بين الخنادق والزهر قام.. زهرة للهوى.. زهرة للجنوب.. وزهرة للشمال الحبيب.. وزهرة للتقدم والتنمية).

# من دفعوا مهر الثورة الغالي الان ينتظرون يا معالي رئيس مجلس الوزراء.. الدكتور عبد الله آدم حمدوك.. ينتظرون مكافأة موجبة لتلك السنوات القاحلة.. ومكافأة موحية لمستقبل نضير يقطف فيه الجميع ثمرات التقدم والتنمية.. نحمد لرئيس الوزراء أنه لم يتعجل النتائج ولم يركن لضغوطات من جاءوا به الى رئاسة الوزراء من قوى اعلان الحرية والتغيير.. فكان حريصا على التدقيق والتمحيص في اختيار طاقمه من الوزراء الذين اعمل فيهم (الفرازة الخاصة) حتى لا يخطئ في الاختيار ويحصد الندم.. المرحلة مرحلته وهو الأقدر على تقييم من يقودونها معه لا أولئك الذين مازالوا في سنى مراهقتهم السياسية الأولى.

# امعان حمدوك في التمحيص مؤشر جيد بأن الفترة الانتقالية قد كسبت رئيسا من الطراز الرفيع.. حريص على النجاح.. يحسب خطواته ولا يضع قدمه على أرض لم يتحسسها ويعرف الاماكن المريحة للجلوس.

# من جانبنا نقول لحمدوك من حقك أن تستاء وتصل إلى درجة السأم مما يحدث حولك.. ولكن قبل أن تفكر في تقديم الاستقالة أو المضي مغاضبا من حيث أتيت عليك ان تتذكر نضالات الشعب السوداني الذي دفع كلفة التغيير وبات ينتظرك على جمر من المطالب.. لا نريد أن يكون انتظاره هذا.. نضالا طويلا في صفوف الخبز والوقود ومقامات القصر.. من حق شعبنا أن يغادر محطة (يناضل أيضا من يجلس ينتظر.) لكي يتفرغ الصانع لصناعته.. العامل لمعمله.. المزارع لارضه وحقله والجيش إلى ثكناته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد