صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رفسنجاني… !!

28

زووم

ابوعاقلة اماسا

رفسنجاني… !!

* أن يحصل المريخ على بطولة الدوري في نهاية موسم يعتبر أكثر مواسمه شحنات بالأزمات وعدم الإستقرار، فذلك يعني أنه نادي كبير ويملك من الأرصدة ما يرفعه إلى مصاف الأندية الكبرى بقليل من الجهد والتنظيم، ولكن مستوى مباراة القمة الأخيرة لم تختلف عن مباريات القمة في السنين الأخيرة، برغم أنها أقل شحنا وزخما مقارنة بالسابقات.. فقد جاءت في معظمها (رفس) الكرة وركض في إتجاهات متخالفة كسبها إبراهومه بذكاء تغلب به على كل الظروف التي أحاطت بفريقه وأفضت لغياب خط هجومه واحتياطيه.

* قلت لمن جاورني بإستاد الخرطوم، حيث شاهدنا المباراة أنه يتعين على أي فريق يريد أن ينافس على البطولات المحلية ويتقدم نحو مراكز جيدة أفريقيا، عليه أن يحصل على خط هجومه يتميز أفراده بالطول والبنيات الفارعة مع (قليل من المهارة).. وإلا فإننا سنشاهد لاعبا مثل الصادق شلش في مباراة القمة، والذي لا يختلف عن أسماء وتجارب سبقته في كشوفات المريخ، وقد إتفقنا منذ سنوات أن اللعب المريخ يتطلب مواصفات خاصة تختلف عن بقية الفرق المحلية، فهو يلعب على جبهات مختلفة أولها البطولة الأفريقية التي شاهدنا فيها مدافعا واحدا يتميز بالطول الفارع، يحرم هجوم المريخ من هجمات كانت لتنتهي لأهداف لو كان يملك مهاجما قويا وفارعا يجيد إستخدام الرأس ويهابه المدافعين لصلابته.. ولكن، ما يحدث في كل تسجيلات أننا نضم مهاجمين قصار القامة، ضعيفي البنيات، يتساقطون كالأطفال أمام المدافعين ويخسرون كل الكرات المشتركة.

* الشيء الأهم لكي تحصل على (فريق) لكرة القدم أن تبنيه بنيانا، بمعنى ألا يدخل تشكيلة الفريق للموسم التالي أكثر من ثلاثة عناصر في الإنتخابات الرئيسية، ووواحد فقط في التكميلية حتى تأخذ بقية العناصر فرصتها للإنسجام، ولكن ما نفعله عادة أننا نخوض الموسم بفريق يضم ثمانية أو تسعة عناصر جديدة، كل منهم جاء من فريق مختلف، ومدارس تدريبية مختلفة، وإلى حين حصول مدرب الفريق، و يكون جديدا هو الآخر على توليفة ويثبت طريقة لعب يكون الموسم قد انتهى.. وهكذا يبدأ الموسم الجديد ويبحث الجمهور عن أداء مقنع، ولكنه لا يشاهد على الملعب غير (رفسنجاني).. رفس وركض مثيرين للغبار فقط بعيدا عن كرة القدم.

* المريخ غارق في الأزمات، ومنذ انطلاقة هذا الموسم لم يتذوق طعم الإستقرار برغم النتائج الجيدة في البطولة العربية، وبصراحة لم يخطط لها مجلس إدارة، إنما كانت (رمية من غير رام).. ومجهودات لاعبين مسؤولين أرادوا أن يقدموا شيئا، وجمهور صبور وحريص على المساندة، فيما كانت الساحة الإدارية تعج بالأزمات والصراعات ومع أن النادي قد حصل على مبالغ ممتازة كحافز لتقدمه في البطولة العربية، كانت الأزمة المالية عنوانا عريضا للأزمات، جزء منها متراكم والجزء الآخر صنعه عجز المجلس الحالي في التعامل مع الوضع المالي وإدارة موارده وتنميتها، حيث أن معظم الإداريين يدخلون مجلس الإدارة بفكرة أن هنالك أرقاما أمامها عشرات الأصفار.. لا تجد العبقري الذي يوظفها، في حين أن الواقع يتطلب إعادة قراءة حتى يكون النادي في الوضع السليم..

* سيظل إسم سوداكال شبحا يطارد كل محاولات تغيير إداري، بينما ظهر (حازم) كإسم جديد للمرة الأولى منذ سنوات، إسم مطروح على منصب الرئيس في محاولة لتلافي الزلزال الذي يضرب مجلس الإدارة، غير أن المهدد الأول الإستقرار هو تعاملنا مع الرئيس على أساس أنه ماكينة نقود، وشخص غير مسؤول سوى من توفير المال بالدولار والعملة المحلية وبقية مجلس الإدارة مجرد (خبراء أجانب) تنحصر مهامهم في إتحافنا بالأفكار فقط.. حتى الذين يخوضون تجربة العمل الإداري الرياضي يظنون ذلك، والجميع يتناسى أن من مهام مجالس الإدارات أن تضع سياسات بديلة تسهم في إستقرار النادي مع المحافظة على المكاسب الموروثة.

* كثير من قادة العمل الرياضي يتحدثون عن كرة القدم وأنها أصبحت (صناعة).. ولكن إذا طلبت منهم شرح ذلك.. وهل يعني ذلك أنه يتوجب علينا صناعة لاعب من العدم وتطوير مهاراتهم بالوسائط التكنولوجية الحديثة أم ماذا؟.. وعند الإجابة سنتفاجأ جميعا أنهم (فاهمين الموضوع غلط) ويحتاج الأمر لإعادة الشرح والتوضيح حتى نكون في الطريق السليم.

* المريخ حصل على بطولة الدوري الممتاز، وقبل أن يحتفل على قادته أن يراجعوا حصاد الموسم وما وقع فيه من أخطاء من أجل وضع أفضل في الموسم الجديد.. وعلينا ألا نتعامل على أساس أنه حصل على الدوري فهذا يعني أنه على درجة من الكمال.. نعم هنالك مكاسب ولكن لكي تحافظ عليها وتطورها عليك بتصحيح الأخطاء وأولها الوضعين المالي والإداري وتحديدا قضية الديون فهي مهدد رئيس الإستقرار النادي وسمعته.

*حواشي*

* في السابق كان القطب المريخي إذا أراد التبرع النادي حبا فيه يقصد أمين المال ويسلمه المبلغ ويتسلم إيصالا عليه تبيان ما قام به وهل هو (دين) أم (تبرع)..!

* ولكن.. أن يخرج الإداري مبلغا من المال، ثم ينفقه كيفما اتفق ثم يسجله دينا.. فلعمري هذا هو الخطأ بعينه.. لذلك نتمنى أن تكون هنالك لائحة مالية صارمة لتصحيح الأوضاع وذلك بعد إزالة المديونيات طبعا.

* في مباراة القمة جلست على المقصورة (أسوأ مكان يمكن أن تشاهد منه مباراة كرة القدم).. فالمقاعد بالضبط وكأنك على متن بص يتجه إلى مدني.. لا تشاهد إلا ظهر الراكب الذي أمامك..!

* هذا الوضع مستمر منذ بطولة الشأن التي نظمها السودان في ٢٠١١.. حيث قيل أن تجديد المقصورة كلف أكثر من عشرين مليارا.. وهو ما يساوي كافة تجديد ستاد الأبيض بعد ذلك بسبع سنوات..!!

* المختصر المفيد أن ستاد الخرطوم بوضعه الحالي لايصلح للمباريات الجماهيرية.

* ملف زي المريخ يظل من الملفات التي تؤكد عشوائية العمل الإداري.. ففريق بهذه السمعة لاينبغي أن يعتمد على تبرع أقطابه بالمعدات.. فنجد أن ذلك الطقم أحمر قاني بينما ذلك الطقم أحمر فاتح وآخر قرمذي وذلك أصفر فاقع وآخر برتقالي.. والصحيح أن يبحث المريخ عن رعاية.. أو شركة تتولى توفير الزي.. وإن عجزتم أوكلوا الأمر لرابطة قطر وأبعدوا..حتى لا تشاهد لاعبا يرتدي زيا مختلفا عن زملاءه..!!

* حفل ختام الممتاز كان مثل أي ختام لدورات الأحياء.. من حيث المشاهد الفوضوية .. ولحظة تقديم الكأس لم نشاهد أية جماليات برغم أنها لا تكلف مالا..!

* المباراة التي إرتكب فيها بكري المدينة ذلك الخطأ التأريخي كانت تتطلب وجود مدير كرة أو رئيس قطاع رياضي أو إداري يقظ على الكنبة.. وهنا نكتشف الفارق حيث أن اللاعب الغاضب الذي يهم بإرتكاب جرم أو سلوك غير رياضي واضح جدا يمكن الإداري توقعه والحيلولة دون وقوع الخطأ… ولكن بعض الإداريين يجلسون على دكة البدلاء مثل اللاعب القادم حديثا من الولايات.. يتفرج على الجمهور والمسافات والإنجيل الصناعي حتى يجد نفسه مشطوبا في نهاية الموسم..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد