صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شداد البحر…

318

راي حر

صلاح الأحمدي

شداد البحر…

في حياة كل إدارى صفحات خالدة بعضها خطت بماسى وبعضها سطرت بابتسامات وهذه صفحة من حياة إدارى رياضية أسطرها فى كلمات .

50 سنه ربما أقل من ذلك سيطوى بقايا جيل دكتور شداد وصفحته ليتحول الإتحاد العام بعدها أسطورة فى بطون الكتاب وليتحول شموخ المعاناه الذى عاشه جيل شداد بكل صراعاته وأحزانه

ومواويله وارهاصاته الى حكايه صغيرة ربما استزفت الذكريات النائمه لدى بعض الاحفاد

ليروها على مسامع إداريهم وهم على أسرة النوم .

ان الذين لحقوا بالبروف شداد وهو يلفظ آخر أمجاده بموقف ثابت وروح عاليه وقيمه شماء

من جيل المخضرمين يذكرون بكثير من الالم والحسرة كيف كان البحر محور اهتمامات

الوسط الرياضى والدوائر السياسيه على إمتداد شواطئ البحر الذى كان يرمى فيه عدوه

وصديقه فى ذات الوقت .

عدوه جبان حيث تبعد به رياحا عاصفه تقطع الحبال وتمزق الأشرعة وتحطم السوارى

وصديقا حنونا يقطر محبة وودا حيث تهدأ مياه ويتحول سطحه الى قطعه بلوريه لا متناهيه

حيث تنزلق عليها العين الى ما لا نهايه.

إن الذين شهدوا آخر مواسم البحر العامرة من المخضرمين عندما بدا اقتحام المجهول

بحثا الرزق فى قيعانه مابين ثعابين الرياضة وأسماك البحر المفترسه يذكرون كيف تتحول

الأفئده التى يبحر منها اسطول الغوص الى مسرح كبير.

يتلفع الإداريين بالسواد يراقبون من خلف ثقاب الاصدقاء والمقربين وهم يضربون

الواح السفن اللزجه باقدامهم القويه المتقشفة استعدا للرحيل يذكرون كيف كان الرجال

يرفعون الأشرعه فوق السوارى وسط هديرمن الاهازيج حتى ذرات الرمال الميتة فى

قيعان ويذكرون فوق ذلك كيف كان الاداريين يمدن لتوديع الأحبة لبيوتهم ليستانف حياة

الانتظار.

ان تاريخ البحر المتمثل به شداد فى هذه الرقعه الر ياضيه بالبلاد ليس ككل تواريخ بحار الدنيا

كلها لا تساوى لؤلوه واحده من الالئ التى بقيعانه ، وبحار الدنيا كلها ينتهى تاريخها من

ذات النقطه التى بدات منها أما بحرنا وهو شداد فتاريخه الرياضى بكل شموخه

وآبائيه وعناده فيه يبدا تاريخ الرياضه وبه ينتهى وبين البدايه والنهايه شوط طويل من

ملحمه بطوليه كتبها الدكتور كمال شداد ذلك هو تاريخ البحر شداد فى السودان وهو تاريخ لم

يكتبه أحد ومع ذلك يظل السؤال ما العمل وما هو المطلوب ؟

والجواب قبل أن ينسحب آخر عمالقة جيل يتمثل به البحر فى عمقه وهديره وبسطه ومده

وقد بدأ يلملم بقاياه استعدادا للرحيل من عالم المستديره بعد ان أدى رسالته على أكمل أوجه

هنالك فرصه نادره أمام الرياضيين والمؤسسات الرياضيه وانديتها لتقوم بتسجيل حي

للتاريخ الذى لم يبق من عمره أيام فى أكبر مؤسسه رياضيه ، ويجب أن نبذل من أجلها

الجهود فشداد هو كالبحر وهو تاريخنا وتراثنا وحياتنا لحقبه طويله من السننين الرياضه

الزاخرة.

إن ماهو مطلوب حقا فى هذه اللحظه بالذات هو ان نلحق بقايا الاداريين الذين عاشوا أسرار

العمل الادارى وعرفوا مكنونته قبل أن يتحول تاريخ شداد الى مجرد ذكرى عابرة لا يربطنا

بها سوى ما ينتجه لنا خيالنا المحدود الشعور من كلمات قليله لاهثه تحوم على روؤسنا

كلما جاء ذكرالغوص.

أيها الساده يا ارباب صناعة الاعلام تحت أقدامكم وامامكم كنز من التراث ما زال ينبض

بالحياة الرياضيه والخبرة والمعرفة وكل ما تفعلوه هو ان تدونوا بقايا روائه وتوهجاته

صورة وحرفا وتاريخيا وتراثا قبل أن يمسح الزمن بصماتنا من فوق مياهه وقبل ان تطمس

الايام هويتنا التى امتزجت به وامتزج به فى حب عاصف ما زال يغالب عوادىالايام

وكما يتطاير من ركوب البحر الجبناء او الذين يقاومون عليه بالسفن الشراعية في الازمنة الغابرة في أول عهدهم بركبه , اولئك الذين سئل احدهم بعد ركوب البحر لأول مرة ما أعجبك مارأيت ؟

قال: سلامتي

وكذلك يتغير من دكتور كمال حامد شداد الكثيرون ويحكمون عليه بظواهره كأنهم لايتأهبون الغوص الى اعماقه على اعتبار ان هذه الاعماق لاتضم الا اصداف جوفاء ماهو الاالعجز والخوف من المتاعب الادارية , وحقيقة تردد وتكاد أن تكون طائفة بين معجبين بالظواهر ومناوئين وساخرين غير قاصدين عن ايراد مؤشرات هبوط هذا الرجل في هذا الموقف أو في هذه المعضلة الرياضية او ذلك الرأي .

ولكن ليس بقادرين على التجرد من أهوائهم وانصاف هذا الرياضي المطبوع والمبدع والمفكر الرياضي الثائر على الجمود والتحجر وعلى كل ما يوصف به العمل ويخزل المجتمع الرياضي هذا الاداري النظيف الذي عاش في وسطنا الرياضي نقيا وزاهدا ورفع شعار الرياضه في المحافل الخارجية مخلصا لإسم السودان .

ذلك أن الانصاف الذي قوبل به الان يفتقر الى احاطه وفهم الفهم يقود الى المحبة والحاقد لايريد ان يفهم وعدم الفهم يشوه المحبة وهو عدوها .

كان من المفترض ان يقدر الدكتور كمال شداد العهد الثورى في السودان فهو زميل قديم لذلك للثورةو إن لم يكن الكل ا يجهل المواهب المتسعه الرياضية الذي يحملها ذلك الرجل في حناياه .واذ لم يكن بين رجال العنتريات في القارة السمراء في مجال الرياضة ومن هو أكفأ من دكتور كمال حامد شداد لاشغال منصب رئيس الاتحاد العام لكرة القدم بالسودان إذا قبل استثناءه وترشح لرئاسة الاتحاد العام ؟

بالرغم من حبه للرياضين والاداريين الكرام فلم يكن من السهل عليه ان يفرق وسطه الرياضي رغم مالقى فيه من جور وتشهير وانتقاص فكان يحمل في صدره قلب لا يلتفت الى الضغائن وهو ينشد المستقبل الرياضي ويعضد على اهلية الرياضة بالبلاد .

لم يكن شداد خاسرا عن بعده عن الرياضة لانه لم يكن يوما مكتسبا منها أو متاجرا بلاعبيها أو مستفيدا ببعثاتها وهو أبي وهادئ ومثل ان يستطيع ان يعيش في كل المواقف لا يعكر صفاء قناعته كاتب مهما كان وزنه وهو زاهد في شموخه الروحي الرياضي .

فجاة خيمت الكأبة على الشجره الكبيره وباتت أغصانها تنفر من حمل الطيور وتنزعج من

تغريدهم حتى أنها لم تعد تطيق التحدث لرياح المتقلبة الاطوار عن شجونها فسكن الحفيف

فى أوراقها وذهبت الطيور عديمة الوفاء تحدث طيور غيرها وهي ترقص طربا وحقيقة هي ترقص من شده الالم بعد نفورها من ذلك الرجل الأبي. وراح النهر يجرى بالخبر مهللا فرحا أما جاراتها الاشجار هالها الامر وكيف لا فالكآبه مرض لم تعرفه الاشجار بين أمراضها.والبحر كل ما اخذ منه زادت مياهه وفاض خيرا على كل من حوله وظل مرجعا
لذلك كان الاختيار له لينهي مسيرته الرياضية الزاخرة
بالاتحاد العام لكرة القدم السوداني .وفاء من اعطاء من جهده ووقته … جميل ان تقدم مجموعة النهضة هذا العلامة الشامخة في الوسط الرياضي فهنيئا لها دورة اخري
في رحاب البروف لتكمل النهضة بعد الاصلاح الذي ظهرت بصماته في الايجابيات من الخدمات لاندية وتخفيف العبء عليها في كثير من الامور
مجموعة النهضة هي خيار الرياضيين الشرفاء …….
.

 

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. المنصورى يقول

    الاستاذ صلاح الاحمدى
    شداد شخصية تملك الكاريزما صحيح – هو واحد من اداريين قلائل يمكنه كبح جماح سطوة القمة على الاتحاد ولكن
    لكن هذه لانه فى الفترة الاخيرة حاد عن النموذج السوي للادارى المستقل النزيه (مهنيا) .
    كنا سنقدر له خبراته وسنينه الطويلة لو كان محايدا ولم يدنس تاريخه بالعداءات والرغبة فى الانتصار للذات حتى ولو على خطأ
    شداد تعمد وباصرار غريب وعناد مفرط اطالة امد الازمة فى المريخ والوقوف مع سوداكال (فى الحق والباطل) كرها فى بعض الافراد فى مجتمع المريخ وانتقاما لقضية كاس التى خسرها ولا ينكر ذلك الا مكابر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد