صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عابرون فى كلام عابر

211

رأي حر/
صلاح كامل الاحمدي

عابرون فى كلام عابر

اذا ملأنا الكوب باكثر من سعته تنسكب منه المياه وقد تبلل ايدينا بدل من ان نشربها بل قد يقع الكوب نفسه وينكسر فتذهب كل المياه سدى.. هكذا الكلمات وهكذا الصورة فى معانيها فهما كالكوب والماء اذا حملنا الكلمات اكثر من معناها او الصور من فحواها ضاعت المعانى وتاه القارى وانسكبت الحقائق.. كثر الحديث مؤخرا عن ان كتاب الاعمدة اصبحوا يفضلون الامور الشخصية على الامور العامة فى كتاباتهم .. ورغم ان هذه الظاهرة المقصورة على كتابنا اليوم قد ظهرت فى اجيال ماضية فان بعض التعليقات الصحفية على تلك الظاهرة خرجت تقول ان السبب وراء اتجاه كتاب الاعمدة الى الامور الشخصية اكثر من العامة هو اننا امة رياضية نتكلم اكثر مما نعمل والحقيقة العبارة مبالغ فيها من عدة جوانب فلا نحن بمتكلمين اكثر من غيرنا من البلاد الكروية من خلال صحافتنا ولا نحن بعاملين اكثر منهم ايضا لذلك نظل نتربص بهفواتنا لتدمير الاخر .. او ابتزاز الاخر .. وتحميل الكلمة اكثر مما تحتمل ونجد عزوف بعض الادارين فى السلك الرياضى عن الالتحاق بالمؤسسات الرياضية وتفضيلهم لان يظلوا خارج المنظومة الرياضية التى قدموا فيها الكثير له مبررات واضحة اهمها كما يرى الكثيرون هو حاجة الوسط الرياضى لسلعة الادارى السريع والغير ملم بامور الادارة .. الادارى صاحب الحاشية ومبدد المال.. والادارى صاحب الكرم الفياض والمطيع وليس المطاع
نافذة
هل تعرفون حكاية الفرخة التى كانت تبيض كل يوم بيضة من ذهب فذبحها صاحبها الطماع ليحصل على بيضها كله دفعة واحدة فخسر الدجاجة والبيض .. الحكاية حصلت عندنا فى ملاعبنا الرياضية لقد اكتشف رجال الاعمال فى الوسط الرياضى ان اللاعب المحترف الاجنبى هو الفرخة الكنز التى يعتمد عليها وانها تبيض لنا كل موسم بطولة خارجية لذلك دخلنا الطمع المتزايد لمزيد من المحترفين وقد درس القادمين الجدد اسباب زيادة المحترفين فاكتشفوا ان السبب الرئيسى هو ان بالسودان سوق احترافى لزوم نيل المحترف العادى مبالغ طائلة لم يجدها فى مسقط راسه وبدات انطلاقة البعض منهم من السودان فقام حضرات المسؤلين فتح الله على عقولهم المستنيرة بذبح فرخة البراعم والناشئين والشباب التى تبيض لنا فى المستقبل القادم الذهب الذى يتمثل فى لاعب ناشئ او مدارس سنية تعود علينا بالاستغناء عن اللاعب المحترف الذى كلفنا الكثير من العملة الصعبة وفشل فى جلب بطولة خارجية حتى الان وقد كان البعض منهم سبب اساسي فى خروج انديتنا الرياضية نافذة اخيرة الان توقفوا واستعيدوا انفسكم اللاهثة ثم خذوها الى صدركم وتفرجوا على وقفتكم الكروية التى طالت ! ثم شاهدو صدوركم من الداخل .. المهمة صعبة وبالغة الارهاق وايضا من الوجه الاخر الدخيل على الرياضة المهمة ساهلة وبالغة التناول ! دعوا عقولكم تمارس الالعاب الادارية ..روضوها بعد ذلك اغسلوها بمحتوى جديد واعلموا ان زحام الوسط الرياضى ينتظرها بلا مجاملة افرجوا على مهل عن اخفاقتكم فليس كل الركض حرية احيانا يعبر عن النية والنية حرية الضياع ! دعوها خفقاتكم تقف تحت اشعة شمس جديدة فى عالم الادارة وخذوا انفاسكم لا تتوقفوا ! عفوا انكم على مسافة طولها يبشر بالانزلاق الادارى والجفاف الكروى وتطال البنيان الرياضى والمشاريع لرجال الاعمال الذين يشقون طريقهم بينكم بثبات كفانا ياسادة الفكر الادارى ورؤساء الفلسفة الصغار انكم لا تعرفون صنع التاريخ الرياضى لان عملكم مبنى على اخضاع الادارى الكبير. ان الجديد اليوم ان الادارى الجديد يفكر فى نفسه ولا نقول هل هى مجرد شطحات الفكر الادارى بمجالس الاندية الرياضية وان كانوا على وعد ام رهان حصان طروادة دفع بهم او يدفع اليهم الى حلبة الادارات قبل الانتخابات
خاتمة
لذلك نجد بعض الاداريين عابرون فى كلام عابر

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد