صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عروض احتراف ميدو وفشل قناة الملاعب

25

كرات عكسية

محمد كامل سعيد


* جميل جداً ان نتابع العروض وهي تنهال على نجم هجوم المريخ محمد عبد الرحمن من الاندية العربية، ولكن الاجمل ان نرى تحركات عملية تنقل اللاعب الى اللعب في احد الدوريات العربية، ولا ادري ما المانع في ان نتابع (ميدو) وهو يحترف اوروبياً..؟!

* انتعش سوق التعاقد مع (ميدو)، وشرعت الاندية في مطاردته، تحديداً بعد مستواه الذي ظهر به في البطولة العربية الحالية، وبصورة اكثر دقة عقب اهدافه التي سجلها في شباك اتحاد العاصمة ذهاباً باستاد المريخ بام درمان، ومستواه المبهر اياباً بالجزائر..

* مع الاشارة هنا الى ان ميدو يعتبر واحداً من عشرات المواهب التي تضج بها صفوف فرقنا السودانية والتي لا تحتاج الاّ لمجرد الظهور امام اندية الدول العربية على أقل تقدير حتى ولو كانت متواضعة وبعيدة عن وضعية الاندية القيادية على مستوى الاقليم..

* المعطيات تشير وتؤكد ان تواضعنا وتراجعنا وفشلنا في الترويج لبطولاتنا، هو الذي يتسبب في احجام الاخوة العرب والافارقة خاصة عاشق الكرة عن مشاهدة دورينا بدليل ان احداً لم يفكر في التعاقد مع ميدو الاّ بعد مشاهدته على نطاق أوسع في بطولة العرب.

* وتراجع نسب انتشار وتواضع مشاهدةمسابقاتنا المحلية علاقته مباشرة بالفهم التسويقي وتخلفه عن ما يحدث في دول العالم من حولنا، سواء عربية او افريقية، وهنا فان اتحاد الكرة، والاندية والجهات الراعية والناقلة تساهم بشكل مباشر في ما يحدث من تقهقر..

* أول أمس، تابعت جزء من ما دار في اجتماع توقيع عقد رعاية الدوري الممتاز للكرة للموسم التنافسي الحالي، ولعل التأخر والمماطلة واستمرار النقاشات، في وقت وصلت فيه المسابقة الى مرحلة متقدمة، يحمل بين طياته الكثير من الادلة التي تشير الى الفشل..

* الشركة الراعية، اعلنت بلا خجل، عن العائد (المضحك، المخجل) المخصص للاندية مقابل ارتداء شعارها على القمصان، وكم أدهشني الرقم المالي الذي لا يتجاوز الـ(50) ألف في النصف الاول للدوري، و(24) قطعة فنايل و(20) كرة في النصف الثاني.. تصوروا..!!

* لا ادري حقيقة ما اذا كانت الشركة (راعية البطولة) تعلم بتراجع نسبة مشاهدة دورينا الممتاز داخل وخارج السودان ام انها لا تعلم..؟! واذا كانت تعلم، هل يا ترى انها تعرف اسباب عدم الانتشار وستسعى للنجاح في تحقيق المكاسب المطلوبة لاسم الشركة..؟!

* انا لست بخبير تسويق، لكن معرفتي المتواضعة في هذه الجزئية تشير الى ان تحقيق النجاح في الترويج لاي سلعة علاقته مباشرة بنسبة الانتشار.. اي ان علامة اي شركة راعية واذا ما اراد اصحابها تسويقها على أوسع نطاق فلابد من توسيع دائرة الانتشار..

* نسب مشاهدة الممتاز تراجعت بشكل مخجل في الشهور الاخيرة، وتحديداً عقب تحول القناة الناقلة الى قمر العرب سات، وبصورة واضحة يمكن ملاحظتها من خلال جولة سريعة في اي شارع باحد الاحياء لرؤية عدد الاطباق التي تتجه ناحية عرب سات..!!

* وامامنا الكثير من التجارب في الدول العربية من حولنا، ولعل ما حدث ويحدث في مصر والسعودية وتونس والامارات، وغيرها من البلدان يحمل معه الكثير المثير من الأدلة التي تؤكد اننا ادمنا السير في الاتجاه العكسي لكل ما له علاقة بالنهضة والتطور..

* نعلم ان غياب الدعم الحكومي لا يمكن ان يكون هو الشماعة الوحيدة التي نعلق عليها سبب فشلنا وتخلفنا في هذا الجانب، كما ان ذلك لا لن يكون العذر المقنع لتحويل معشوقة الملايين الى سلعة يتاجر بها بعض المرضى ويحرمون منها العامة من الجماهير الوفية.

* نتوقع ان يتحرك الاتحاد، ومعه الاندية، لانتزاع الحقوق بالصورة التي توزاي العشق الخرافي لشعب السودان، وارتباطه مع هذه الساحرة التي تجد المتابعة بالرغم من تراجع بئتها ووضعيتها وانهيار البنيات التحتية في ملاعبنا ومدرجاتنا.. ولنا عودة باذن الله.

* تخريمة أولى: فرق منافستنا المحلية تضم الكثير من المواهب التي لا تقل امكانياتها عن محمد عبد الرحمن، فقط يبقى الواقع المؤلم والمتعلق بغياب الترويج لبضاعة دورينا هي العقبة الاكبر التي تعيقنا وتحرم لاعبينا اصحاب المواهب من الاحتراف الخارجي..!

* تخريمة ثانية: قناة (المتاعب) الناقل الحصري للممتاز فشلت حتى في بيع المساحات الموجودة حول الملاعب، في كل الاستادات للمعلنين، وللعام الثاني على التوالي نرى لفشل يتكرر بشكل غريب ومريب، لتحرم بالتالي نفسها والاندية من مبالغ مالية خرافية..

* تخريمة ثالثة: الوضع الاعلاني والتسويقي الراهن في السودان يؤكد ان الواقع البائس الذي يحاصر الكرة ما هو الاّ انعكاس لذلك المستوى المتواضع والمتراجع لانديتنا في شكل سقوط مبكر ووداع حزين لكل المسابقات القارية والاقليمية من المراحل التمهيدية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد