صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فوز الهلال وتعادل المريخ ودرس العنابي

24

كرات عكسية

محمد كامل سعيد

حقق الهلال الفوز على الاشانتي كوتوكو الغاني مساء أمس، ونال النقاط الثلاث التي تعتبر هي الأهم في مرحلة المجموعات، ولعل الخوف والرعب الذي فرض نفسه على الاسرة الهلالية ـ خاصة اجهزة الاعلام بما فيها القناة ـ هو الذي تسبب في انتصار امس.

* الاشانتي فريق منظم، ويمتلك لاعبين صغار السن بامكانهم التفوق والعبور من هذه المرحلة والتأهل الى ربع النهائي، والذهاب بعيداً في الكونفدرالية، ولعل الشكل الرائع للغاني حمل معه كثير من الدروس وجب علينا الاستفادة منها والشروع في التعلم منها..

* الاشانتي غاب لسنوات، عن المشهد الافريقي، بعد ما سطر مجداً اذهل به كل محبي كرة القدم في القارة السمراء، وبث الرعب بين كل الفرق التي تنافس معها خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، ولعل الفريق الحالي استغرق وقتاً طويلاً ليعود بشكل جديد..

* نقول ذلك وامامنا الانجاز التاريخي الخرافي الكبير الذي حققه المنتخب القطري، والمتمثل في تربعه على عرش الكرة بالقارة الاسيوية لاول مرة في تاريخه ليؤكد لنا الاشقاء في دولة قطر التي لا تتجاوز مساحتها مدينة ام درمان ان كل شئ يتم بالعمل..

* اي نعم تفوق منتخب قطر، بشبابه المتدرج في المدارس، وتربع على عرش الكرة الاسيوية بعد فوزه على اليابان بالتخطيط والعمل المدروس الذي لا علاقة له بالعشوائية والفوضى التي نتعامل بها في رياضتنا السودانية عموماً وكرة القدم على وجه التحديد..

* وتظل العشوائية والفوضى والارتجال وغياب العمل المدروس من ابرز الاسباب التي تباعد بين كرتنا ورياضتنا عموماً وتحقيق النهضة المنشودة، حدث هذا ويحدث في ظل اهدار غريب للاموال وبشكل سنوي من جانب ادارات الاندية خاصة المريخ والهلال..!

* فاز الهلال، ووضع 3 نقاط مهمة برصيده ببداية المجموعات، لكن كيف السبيل لعبور هذه المرحلة والتأهل الى الدور ربع النهائي..؟! وهل نحلم بظهور مختلف واقتراب من منصات الفوز بالالقاب ام ان هذه المشاركة لا ولن تخرج عن دائرة الفشل السابقة..؟!

* حتى المريخ الذي اقترب حسابياً من العبور الى الدور نصف النهائي في بطولة الاندية العربية على كأس الراحل الشيخ زايد، هل هو قادر على تحقيق آمال وتطلعات الامة المحبة العاشقة للساحرة المستديرة سواء داخل البلاد او خارجها في بقية البلدان..؟!

* التعادل الذي عاد به المريخ من الجزائر امام مولودية بالجد ايجابي ويستجق عليه شباب الفريق الاشادة لكن وفي ذات الوقت لا ولن نخفي رعبنا من ما يمكن ان يحدث في جولة الاياب بعد الضجة والكرنفالات التي تابعناها عبر جل الاصدارات عقب اللقاء..!!

* ان ما يؤسفنا حقيقة، ويزيد من احساسنا بالألم يتمثل في تواجد اكثر من نجم بمنتخب قطر (العنابي) ترجع أصولهم الى السودان على راسهم الهداف المعز في اشارة الى اننا نملك الخامة وملاعبنا مليئة بالمواهب التي لا تحتاج الاّ للاهتمام والصبر والرعاية..

* قصة فشلنا كروياً علاقتها قوية ومباشرة بكل ما يحدث من فوضى في مجتمعنا بداية من ادارات الاندية والاتحادات، ومروراً بالمدربين، وانتهاءً بالاعلام والجمهور العاشق للساحرة.. ولا ولن نحلم باي تقدم او تطور ما لم نشرع في اعادة ترتيب هذا الوسط ..!!

* بالامكان ان يتأهل الهلال الى الدور ربع النهائي بكأس الكونفدرالية من مجموعته الثالثة، وذات الشئ قد يحدث من المريخ ونتابعه وهو بغرد مع فرق المربع الذهبي لبطولة الاندية العربية، لكن هل يا ترى بامكان الثنائي التربع على عرش البطولتين..؟!

* وقبل الاجابة على ذلك السؤال نشير الى امكانية سقوط الثنائي ووداع هذه المرحلة لنبدأ الشحن مجدداً وبذات الطريقة التي اعتدنا عليها في السنوات الاخيرة دون اي رغبة أو نية في الاستفادة من ما نتابعه من دورس مجانبة سواء في قطر او من الاشانتي.

* تخريمة أولى: ظل والدي يلح عليّ ويذكرني باستمرار بكلمات معينة كان ولا زال يرددها امامي يقول فيها (اعمل حسابك من الزول الاغتنى بعد جوع.. ولا تقلق من اي انسان جار عليه الزمان، وتحول من الغنى الى الفقر.. لان من شبع بعد جوع لا ولن يفكر الاّ في نفسه)..!!

* تخريمة ثانية: سعدت جداً بفوز العنابي القطري وتربعه على عرش الكرة بقارة آسيا لأول مرة في تاريخه، ومنبع فرحتي ان ما تحقق من انجاز عكس لنا بشكل عملي ان الكرة لا علاقة لها بالهبل والعبط الذي يصر بعض المرضى على ممارسته، واصرارهم على بث كل ما له علاقة بالتعصب..

* تخريمة ثالثة: لو كنت مكان الجهاز الفني للمريخ لقررت اراحة الثنائي بكري المدينة وسيف تيري واجبرتهما على الجلوس في المدرجات للاستمتاع بجولة الاياب المرتقبة امام مولودية، لا لشئ سوى لان عودتهما في ذلك كأساسيين من شأنه ان يسرق جهود غيرهما من النجوم المخلصين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد