صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قتلة الشهيد احمد الخير من اي كوكب انتم ؟!

40

افياء

ايمن كبوش

قتلة الشهيد احمد الخير من اي كوكب انتم ؟!

# حكاية من الحكايات الكثيرة التي تتمدد عبرا في حياتنا السودانية اليومية حدثت بالضبط في حينا الذي ينام في حنو على ضفاف النيل الازرق.. في تلك الأيام المقمرة من ايام مساءاتنا الشجية.. كانت “بداية الحفلة دلوكة” هي الاعلان الرسمي لساعة ملتقانا.. حيث يسري الهمس “فلان يواعد فلانة” ولكن من اجل نظرة عابرة او ابتسامة من بعيد حيث لم يك المجال ممراحا وقتها لاحاديث “الشوق والريد والحب البان في لمسة ايد”..

# في تلك الليلة التي استدار فيها القمر معلنا ساعة تمامه.. جهز احدهم “شعوره النبيل” واستعد تماما لهذه اللقيا المرتقبة.. البدلة.. والقدلة.. والقميص واشياء اخرى تشبه امنيات الخميس.. ولكن..!

# في لحظة خاطفة توقفت فيها عقارب الساعة والقلب والنبض عنده.. استطاع احد ابناء “المصارين البيض” وهو اسم الدلع لابناء ذوات تلك الايام النضيرة.. استطاع ان يخطف الحسناء المليحة التي كان اسمها مسبوقا في الحي بالتعريف “الدكيكيني” الشائع بان “فلانة ريدة فلان”.. ولكن للاسف كله استمالها الفتى القادم من البندر فقبلت به الصبية عريسا مستعجلا على وسائد الفرح كفارس احلام تضرب لاجله اكباد الحسان.. فكانت “قسمة ونصيب” هي المشرط القاسي و”الشاكوش الخرافي” الذي فتح مغاليق الجراح عند صاحبنا المسكين.

# يومها وقف صاحبنا في “نص الدائرة” بنصف وعي والحفلة في عز ضجيجها و”سكسكتها” مخاطبا ذلك “الشلاب” الذي “شلب البنية”.. فقال: “والله يا فلان.. وكان يقصد غريمة.. من بكرة دي انا ح امشي ادخل الجيش عشانك”..!! .. بعدها انفض السامر و ابر الشاب بقسمه ومضى الى التجنيد.. بينما ذهبت المليحة الى بيت زوجها لتأخذ حقها الطبيعي في الحياة.. الكنس والطبخ.. وانجاب الاطفال.. بينما قضى صاحبنا وقته ما بين صفا.. انتباه وجنبا سلاح الى ان اكتشف لاحقا بان القطار قد مضى وان بزته العسكرية التي ارتداها بطموح الثأر.. لن تعيد له فردوسه المفقود فأنشد مع محمد سعد دياب.. (يا قلب لا تبك الذي باع الهوى.. لملم جراحك لا تقل ما اضيعك.. واذا الحنين تأججت نيرانه وهفت بك الاشواق فاحبس ادمعك.. وهماً ظننت بانه قد ضيعك.. ما ضيعك.. لكن اضاع وجوده وعهوده.. واضاع معنى عمره لو يسمعك.. ماذا يكون بغير حبك يا ترى.. من غير ليلات نديات الرؤى.. كانت معك).

# لن اذهب من الموضوع.. مازلت فيه.. وليتني استطيع ان اسأل سؤالا لاولئك الذين يدخلون الجيش والشرطة والامن من اجل دوافع شخصية مبتداها الانتقام من شخص ما وخبرها الانتقام.. ماذا وجدوا في البزة العسكرية والسلطة والصولجان.. وما الذي يمكن ان يضيف للاخر.. البزة ام الانسان ؟!.. هذه اسئلة وخواطر وضعتها امامي وليتني استطيع ان اسأل ضابط الشرطة الذي قتل عوضية عجبنا وفرد الشرطة الذي اغتال سامر الجعلي وكذلك سؤالي يمتد لعدد ٤١ ضابطا وصف ضابط من جهاز المخابرات العامة.. تورطوا في مقتل الاستاذ احمد الخير عوض الكريم بخشم القربة.. ما هي دوافعهم وليس بينهم والقاتل دوافع شخصية.. لا حبيبة ولا ورثة ولا حتى ايدلوجيا تستحق ان نهدر لاجلها روحا عزيزة.. تفاصيل محاكمة هؤلاء الضباط وضباط الصف وما يقال في قاعة المحكمة يفتح الباب امام اسئلة عديدة ينبغي ان يسألها المنتسبون للاجهزة الامنية لانفسهم.. ماهي استفادتهم الشخصية من استخدام القوة المفرطة التي تفضي الى الموت تجاه مواطن اعزل.. ؟! بدل عنف.. علاوة.. ثناء المدير.. ترقية.. ؟! الاسوياء القادمون من اصلاب آبائهم وحدهم يملكون الاجابات الصحيحة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد