صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مأساة أسود الخرطوم الجائعة.. لبوة ماتت وأمامها أكوام لحم

48

 

يبدو أن مأساة الأسود التي تتضور جوعا في السودان وعلى الرغم من تحولها إلى قضية رأي عام لن تحظى بنهاية سعيدة كما كان متوقعا لها بعد وصول الصرخة للسلطات المعنية.

الجديد اليوم بالقصة الحزينة التي نقلها شاب سوداني يدعى عثمان الصالح بصدفة غريبة ساقته إليها الأقدار ربما لينقذ من بقي من أسود تفطر القلوب أثناء زيارته حديقة القرشي وسط الخرطوم برفقة ابنه الصغير أن اللبوة التي شاهدها تحتضر قد فارقت الحياة.

وكشف عثمان أن اللبوة احتضرت وكان أمامها أكوام من اللحم قدمها لها متطوعون علموا بالقصة من وسائل التواصل فهرعوا ومعهم فريق طبي لتقديم المساعدة، إلا أن الأوان قد فات، فاللبوة لم تستطع الأكل وماتت.

كما أشار إلى أن متطوعين آخرين قدموا الطعام لأسد آخر فاستجاب ووقف على قدميه، وغدت لبوة أخرى بصحة أفضل بعد أن أعطيت علاجا بتقطير محاليل طبية في فمها الجاف.

وللحكاية تتمة، فحسابات هذا الشاب على مواقع التواصل غدت مزارا للناس كي يعرفوا منها كل جديد عن حال الأسود، وبعد أن أعلن صالح عبر صفحته في فيسبوك وفاة اللبوة قائلا: “للأسف الشديد اللبوة ماتت.. واللبوة الثانية تستجيب للعلاج”، أوضح أنه استلم رسالة عبر بريده الإلكتروني من إحدى المنظمات التي ترعى الحياة البرية، أعلنت فيها استعدادها لإرسال فريق طبي سيصل الخرطوم قريبا من أجل تقديم المساعدة الطبية لبقية الأسود.

كما أكد عثمان تلقيه آلاف الرسائل الأخرى من ناشطين وجمعيات رفق بالحيوان، معلنا أنه لن يقبل أي مساعدات مالية في الوقت الحالي.

وأوضح عثمان أنه التقى مدير الحياة البرية بالخرطوم، وقد أبدى الأخير بدوره استعداده لاستقبال الفريق الطبي المتطوع وتسريع إجراءته.

ونشر عثمان على صفحته صورا لمسعفين يحاولون إنقاذ الأسود الجائعة في أقفاصها.

ومن الممكن أن تكون “أسود حديقة القرشي” سببا في إنقاذ آلاف الحيوانات القابعة في المحميات والحدائق بالسودان، فعثمان يعتزم لفت نظر الفريق الدولي المزمع قدومه إلى محميات أخرى.

كما يخطط للقيام بزيارة ميدانية تفتقد أحوال الحيوانات وتقدم خدمات الرعاية وتدريب العاملين.

يشار إلى أنه وقبل ألف عام كتب الشاعر أبو الطيب المتنبي قصيدة رمزية رثى فيها الأسود التي تموت في الغابات من الجوع مقابل الكلاب التي تتمتع بأكل اللحوم الطازجة، إلا أن الأسود التي لقيت حتفها في إحدى حدائق الخرطوم لم تر الغابة أبدا، بل ماتت جائعة مريضة في أقفاص حديدية بسبب سوء الإدارة، ومن نجا منها كتب له عمر بسبب صدفة ساقت شابا كان هدفه ترك ذكرى في مخيلة طفله الصغير تحمل مشهدا طبيعيا عن حديقة حيوانات في بلاده.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد