صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مكانك أيها المجلس العسكري

25

افياء

ايمن كبوش

تثور الدنيا.. يحرق السودان.. تجري المياه كثيفة من تحت الجسر او فوقه.. ويظل الدكتور كمال شداد هو كمال شداد.. بذات “الغطرسة” القديمة.. والاستعلائية الكذوبة.. وكأن الرجل قد حمل الكرة السودانية “العقيمة” الى منصات البطولات والامجاد الكبيرة..

# رجل لن يخلده التاريخ الا بالتكبر والعنجهية والانا المتضخمة “في الفاضي”.. لم تغيره السنوات ولا زادته خبرة ودربة وقدرة على احتواء الازمات.. لذلك لم يحرك ساكنا في “شعيراته الطائرة” عندما طرق ممثلو اندية الدوري الممتاز باب مكتبه الذي ظل مفتوحا امام “ناقلي القوالات” من المتبطلين وماسحي الجوخ والبلاط.. لم يسمح لهم بالنقاش للخروخ من عنق الزجاجة لاحتواء الازمة الماثلة لانه لا يملك غير هذا الهروب الكسيح وكأنه يعمل بالقاعدة الكسولة التي تقول: “اذا كثرت عليك الهموم تغطى ونوم” لكنه لا يدري بأن السودان الان يرفل في ثوب ثورة شاملة.. ثورة لن تبقى من ذاك القديم الا الذكريات والشجن الاليم.

# في كل مشكلاته السابقة كان الدكتور شداد يجد من يخرجه من المأذق.. حيث كان هناك الاستاذ محمد الشيخ مدني… وكان هناك عمر البشير.. اما اليوم فليس امام الرجل الا ان يتكئ على حائط المجلس العسكري للخروج من الازمة التي لم يمتلك الشجاعة لكي يكون جزءا من حلها بالجلوس على طاولة واحدة مع الاندية التي تعتبر شريكا اصيلا في منظومة واحدة.. فهل كان من الاصوب ان يجلس شداد مع الاندية لاقناعها باستئناف المنافسة ام يفتح الباب امام طرف ثالث لا يعرف ان كانت الكرة مربعة ام مدورة اسمه المجلس العسكري.. ؟!
# وحتى لا يقال بان حديثنا عن “هرولة” الاتحاد العام ولجنة مسابقاته للمجلس العسكري محض افتراء منا.. فعلينا ان نقرأ الخبر التالي على لسان نائب شداد ورئيس لجنة المسابقات: “قال المهندس الفاتح أحمد باني نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم – رئيس لجنة المسابقات – بحديثه لعالم الرياضة في الفضائية القومية السودانية ظهر الجمعة 10 مايو 2019م ان لقاء القصر الجمهوري يوم السبت 11 مايو مع المجلس العسكري بصدد الحل لمشكلة أندية الممتاز خاصة في الجانب المالي.”
# انتهى تأكيد الفاتح باني ومن حقنا ان نطرح السؤال المهم.. ما دخل المجلس العسكري بالشأن الرياضي وهو الذي مازال “قطاره” متوقفا في محطة التفاوض المبدئي مع قوى الحرية والتغيير.. عطفا على ازمات اقتصادية متراكمة لا يملك لها المجلس العسكري حلا.

# اعجبني ما قاله احد قيادات كتلة الممتاز الذي يبدو انه يقرأ الواقع السوداني بموضوعية لم تتوفر للمجلس العسكري.. ولا للاتحاد العام.. حيث جاء على لسا القيادي في صحيفة “المشاهد” الآتي: “قيادي بالممتاز: “البلد الفيها مكفيها” وعلى المجلس العسكري القيام بمسئولياته الوطنية بعيدا عن الرياضة… ازدادت الامور سوءا في الازمة المتفجرة بين الاتحاد العام واندية الدوري الممتاز بعد الاعلان الذي اكده المهندس الفاتح باني رئيس لجنة المسابقات بان هناك اجتماعا سيجمع اللجنة والاندية مع المجلس العسكري الانتقالي بالقصر الجمهوري يوم غد السبت.. حيث اعتبرت الاندية ان تدخل المجلس العسكري في هذا الظرف الحساس من تاريخ الامة يعتبر امتدادا لسلوكيات النظام السابق الذي كان يتدخل فيما لا يعنيه الى ان قاد الرياضة السودانية الى الحضيض. وقال قيادي كبير في كتلة الممتاز فضل حجب اسمه في تصريحات للمشاهد ان المجلس العسكري بين يديه ملفات حساسة ومهمة لم يفعل فيها شيئا ومشكلة الرياضة والدوري الممتاز تحديدا كان الاولى بحلها الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد الذي رفض مقابلة ممثلي الاندية . وطالما ان المعني بالامر ترفع عن الخوض في القضية فينبغي للمجلس العسكري ان يكسب زمنه ويجتهد في حل قضايا الوطن العالقة بدلا من الجلوس مع الاندية التي حسمت امرها وتوصلت للقرار المناسب الذي سيعلن في اجتماع الغد “اليوم”.

# اخيرا نقول.. على المجلس العسكري ان يطلع بمسئولياته الاساسية.. بعيدا عن الرياضة وما يحدث فيها.. ويكفي ان الشعب السوداني الان في مزاج لا يسمح له بتناول اي قضايا تبعد عن مطالبه الاساسية وحقه الطبيعي في العيش الكريم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد