صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نتيجة منطقية.. وآه يا وطن

756

قلم في الساحة
مأمون أبوشيبة

نتيجة منطقية.. وآه يا وطن

* لم استغرب الخسارة بالأربعة لمنتخبنا الوطني أمام نظيره الجزائري رغم
أنه واجهنا بمنتخب المحليين تقريباً..
* ولم نكن سنستغرب حتى إذا خسرنا بالخمسة أو الستة لأننا متأخرون بل متخلفون في صناعة كرة القدم وفي كل شيء..
* ولأن بلدنا غير مستقرة بل هايصة وجايطة سياسياً ولا زالت تعاني بشدة من تداعيات النظام السابق..
* نحن اصلا نفتقر للبناء العلمي في صناعة كرة القدم فتطور الكرة عندنا يمشي بالسليقة ومع عهد المخربين والمدمرين أمثال ديناصور الاتحاد وافة المريخ انتهى كل شيء ليحدث التردي المريع في رياضة كرة القدم بالسودان والوصول الي مرحلة الانهيار الكامل للبنيات الأساسية ولدرجة أن تتسول منتخباتنا
وأنديتنا الدول الجيران لأداء مبارياتها..
* وهذا الانهيار في بنياتنا الأساسية تسبب فيه النظام السابق بالإهمال
المريع للملاعب القديمة وبالفشل الذريع في بناء الملعب الأولمبي الذي
شرعوا في بنائه قبل أكثر من 30 عاماً كحافز للرياضيين عندما عاد فريق المريخ بكأس أفريقيا في أوائل عهد الانقاذ البائد..
* فشلوا في بناء ملعب واحد للكرة عندما كان الجنيه السوداني لا يقل قوة عن الدولار.. فشلوا بظهور وتنامي وحوش الإنقاذ ومصاصي دماء الشعب الذين وجدوا الباب مشرعاً لنهب أموال البلد وتحويلها لخزائنهم حتى اثروا واغتنوا..
* لم يكتفوا بما نهبوه من أموال البلد بعد أن سيطر عليهم شيطان الجشع
فأرادوا أخذ كل شيء في هذا البلد المنكوب فنهبوا مليارات الدولارات
وترليونات الجنيهات ولأن الجشع والطمع ودر ما جمع.. سقطت مملكتهم..
ولكنها لم تسقط بالكامل..
* لا زالت البلد تعاني من الدمار الذي أحدثوه في كل مناحي الحياة ومنها
البنى التحتية للرياضة وكرة القدم.. وزاد الطين بلة وجود العقليات
الرياضية المتحجرة والخربة في الإدارة الرياضية بالبلاد.. والتي تسعى لاشباع نزواتها الشخصية المريضة على حساب مصلحة الوطن
* آفات النظام البائد نهبت كل أموال البلد وامتلكت القصور والكنوز والطائرات وحرمتنا من اكمال تشييد ملعب أولمبي واحد على مدى 30 عاماً..
* أما العقليات الرياضية المحنطة والخربة ساهمت في دمار البنية التحتية القديمة لكرة القدم بالسودان ولم تسعى لأدنى قدر من التطوير والتحديث..
* انظروا ما آل إليه حال استاد الخرطوم الذي استضاف أول بطولة للأمم الأفريقية.. وانظروا ما فعلوه باستاد المريخ الذي كان مفخرة للوطن عندما استضاف مباراة مونديالية تابعها العالم أجمع..
* استاد المريخ المفخرة الذي حولته العقول المريضة المدمرة إلى خرابة مع سبق الاصرار والترصد لا زال حتى اليوم مدمراً ومغلقاً ولا تمتد له يد الاصلاح بإرادة المخربين والمدمرين ممن ابتلت بهم الرياضة في السودان وللأسف الشديد بمعاونة بعض المسئولين في هذا البلد المنكوب..
* منتخبنا الذي خسر بالأربعة أمام غينيا بيساو بأمدرمان لم نستغرب أن
يخسر أمس أمام الجزائر بالأربعة خارج الوطن..
* منتخبنا الذي فشل في تحقيق أي فوز في مبارياته الست بمجموعته ضمن تصفيات كأس العالم منطقي جداً أن يخسر أمام الجزائر التي لم تخسر في 33
مباراة بل لن نستغرب إذا تذيل مجموعته الحالية مثلما تذيل مجموعته في
تصفيات كأس العالم.
* ظهر أفراد منتخبنا أمس بلياقة ذهنية وبدنية متدنية.. لأنهم سافروا إلى قطر من دون إعداد عقب العودة من المغرب حيث تأثر المنتخب بتوقف النشاط في السودان منذ شهرين كما تاثر بالصراعات الانتخابية وكنكشة المخربين والمدمرين في الاتحاد ثم بالتأخر في
المغرب وبالأحداث التي تمر بها البلاد من قطع الاتصالات واغلاق المطار
والقلق النفسي للاعبين بسبب ما تعانيه الأسر في السودان اليوم.
* تدني اللياقة البدنية والذهنية انعكس في الأخطاء الفادحة والساذجة للاعبينا أمس.. أبوعشرين بعيدا عن مرماه وينبطح في الهدف الأول ويملص في الهدف الثاني..
* ورمضان يساعد في تسجيل الهدف الثالث في مرمانا.. وارنق يهدي الهدف الرابع لمهاجم الجزائر (سوداني) على طبق من ذهب ربما تكريماً لاسمه!.. والغربال يهدر ركلة جزاء احتسبها (الفار) والذي اعفانا من الهدف الخامس رأفة بنا!!
* لاعبونا ضعيفون في الضغط على الخصم ولا يحسنون الانتشار.. ولا نلمس أي تكتيك هجومي مرسوم حيث يلعبون الكرة كيفما تكون.. وضعيفون في كسب الكرات المشتركة.. وتحس في تعاملهم مع الكرة بالخوف من الخصم.. وكل هذا يعني ضعف التدريب وضعف الإعداد البدني والنفسي..
* المدرب يصر على الدفع بتشكيلة عقيمة تتكون من رباعي الدفاع وثلاثة
لاعبي محور في الوسط وجناحين يلعبان متأخرين أمام مدافعي الطرفين مباشرة
لنشعر إن الفريق يلعب بطرفين من الجهة اليمني وطرفين في الجهة اليسرى.. وغياب تام لأي صانع لعب في الوسط ليقف الغربال وحيداً ومعزولاً في المقدمة..
* المنتخب الجزائري لم يتأثر بغياب نجوم الأندية الأوروبية حيث يلعب
باسلوب (التيم ويرك) ويجيد أفراده الانتشار والتحرك بدون كرة والتمرير الدقيق وكسب الكرات المشتركة ويساعدهم في ذلك البنيان الجسماني
النموذجي,, وكل هذه الميزات الفنية تحتاج لتدريب متطور وعمل فني دقيق وهو
ما يفتقده منتخبنا.
* المنتخب اللبناني ظهر بصورة مشرفة أمام مصر حيث يملك خط دفاع صلب وخلفه
حارس ممتاز جدا (مصطفى مطر) ويتمتع أفراده بلياقة بدنية عالية ولا نستبعد أن يشكل
لنا المتاعب أكثر من منتخب الفراعنة..
* إذا واصل فيلود اللعب بدون صانع ألعاب وبخط وسط كله من لاعبي المحور سنخرج من البطولة من دون أي فوز وأقصى ما يمكن أن نحققه التعادل مثلما
حدث في تصفيات كاس العالم..
* شعرت برغبة في البكاء وأنا أشاهد ملاعب الأحلام القطرية التي تخلب الالباب وأتذكر دار
الرياضة الأثرية بأمدرمان واطلال استاد الخرطوم ومنظر البشكير في
مستنقعات وخرابات سوداكال.. وآه آه يا وطن..

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. خليل عباس يقول

    ليش ما ذكرت الصحفيين لانهم ساهموا بقدر ليس باليسير في دمار الرياضة في الوطن

  2. جالون شل يقول

    انتم أس بلاء الكرة السودانية لانكم من فرضتم هؤلاء اللعيبة وتغنيتم باسمهم ومدحهم بما ليس فيهم
    كما انكم كنتم تمدحون من ياتى لكم بلاعبين فالصو وبملايين الدولارات من خزائن الكيزان لم تسعفكم وطنيتكم.انتقاد هذا السلوك.وتوجيه للبنيات التحتية والاكاديميات والاهتمام بالشباب للبنيان بطريقه صحيحة .

  3. هاشم يقول

    الصحافة الرياضية لها دور في دمار الكرة السودانية لانها صحافة اثارة تجافي الواقع تمدح في اشباح وتصورهم نجوم واسياد واقمار يندر ان تجد قلما صحفيا واقعي ومتجرد يكتب بهدف اصلاح الجال المائل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد