صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ورحل موسيقار الكرة السودانية 

65

وكفى

اسماعيل حسن

ورحل موسيقار الكرة السودانية 

* ورحل دكتور الكرة السودانية… وموسيقارها… وقيثارتها… وعازف كمانها… اللاعب الدرة، كمال عبد الوهاب، بعد معاناة مع المرض، الزمته السرير سنوات وسنوات… (نسأل الله أن تكون كفارة له).

* رحل أمس بجسده، ولكن بقى اسمه يرن في وجدان كل عشاق كرة القدم، ومحبي فنونها الحقة..

* لم يكن الدكتور لاعباً ككل اللاعبين…. ولا نجماً ككل النجوم.. إنما كان شيئاً آخر لا ندري له اسما…

* كان فلتة… كان ساحراً… وكان فناناً يرسم بالكرة لوحات لا مذكورة في الكتاب، ولا مألوفة في الملاعب…

* لوحات (حقتو براه)..

* كان مبدعاً…. ينسج بالكرة ما لا يخطر على بال..

* وكان عندما يستلم هذا الكمال — والكمال لله وحده — الكرة؛ (يصن) الجميع، كأن على رؤوسهم الطير، ليروا ما الذي سيفعله بها….

* كان اللاعب الوحيد الذي يتوجه مباشرة نحو المدافعين… ويطرحهم واحداً تلو الآخر، قبل أن يضع الكرة في الشباك..

* وكانت تمريراته مذهلة، تخلع الخصم قبل الزميل، وتطرب جماهير الفريق الآخر، قبل أن تطرب جماهيره..

* كان لاعباً من كوكب آخر .. لا من كوكب الأرض..

* بيليه.. إيزبيو.. ماردونا..  زيدان.. ميسي.. كريستيانو.. الجن الأحمر..  كلهم بالنسبة لنا ولكل من رأي كمال عبد الوهاب رأي العين؛ تلاميذ عاديين جداً إذا ما قورنوا به..

* يكفي أنه أول لاعب تم اختياره للفريق القومي من الدرجة الثانية عندما كان يلعب في ابوعنجة..

* وقع للمريخ في ديسمبر عام ١٩٦٩م، ولم يمض على توقيعه عام، إلا وحقق المريخ معجزة الفوز بالدوري بدون هزيمة أو تعادل.. ثم معجزة الفوز بالدوري بدون هزيمة وبتعادل واحد في الموسم التالي مباشرة..

* ويكفي أنه اُدخل في آخر خمس دقائق لمباراة الفريق القومي أمام نظيره الإثيوبي المؤهلة لأولمبياد ميونيخ، فأحرز الهدف الوحيد الذي كفل لنا التأهل.. وأذكر أن معلقنا علي الحسن مالك رحمة الله عليه، انفعل مع هذا الهدف بشكل هستيري، وصرخ قائلاً ما معناه.. أمسك كمال الكرة من خارج الخط، وتقدم بها بكل ثقة وثبات، كأن عمره في الملاعب خمسين عاماً، وراوغ من راوغ، ووضعها بكل هدوء داخل مرمى الحبش..

* وأذكر مقالة لزميلنا الراحل الأستاذ عوض أبشر – رحمة الله عليه – كتبها صبيحة اليوم التالي لمباراة جمعت المريخ بالهلال، قال فيها بالحرف: وعندما تصل الكرة لكمال، ويتوجه بها نحو المرمى، يتراجع مدافعو الهلال، ويتحاشى كل منهم أن يتصدى له، كأنما بقدمه مس من كهرباء..

* الحديث عن كمال، وسحر كمال، وفنون كمال، وما قدمه للكرة السودانية على صعيد المنتخب وناديه، يحتاج لهذه الصحيفة كاملة لو تكفي.. ويحتاج لمفردات من نوع خاص، تناسب ما كان يقدمه من نوع خاص لكرة القدم..

* رحمك الله حبيبنا كمال بقدر ما أطربتنا، واسعدتنا، وافرحتنا.. واسكنك فسيح جناته مع الصديقين والأبرار..

* اللهم إن كان محسناً زد في حسناته.. وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته.. واغسله اللهم بالماء والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس….

* بسم الله الرحمن الرحيم.. “إنا لله وإنا إليه راجعون” صدق الله العظيم..

* وكفى.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد