صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ولكن حمزة لا بواكي له،،،

167

حصاد الألسن

عبدالله مسعود

ولكن حمزة لا بواكي له،،،

في كل العالم تحرص الدول علي رعاية المبدعين والعناية بهم، لا فرق إن كان الإبداع في مجال الفن أو الأدب او الرياضة، بحسبانهم ثروة قومية. هذا الإهتمام والرعاية واحتضان ذوي المواهب والمبدعين هو الذي يحفز أولئك النفر في تجويد ما حباهم الله به من ملكات ومواهب وتطويرها بحيث تشجع النشء وتدفع بهم في السير علي خطي المبدعين وإن تخلت عنهم الموهبة.
سقت هذا الحديث وأنا من الحزن في نهاية أن يرحل عنا المبدعون الذين أثروا حياتنا بفنونهم وتضحياتهم ثم إنزووا عن دائرة الضوء ونالت من أجسادهم الشيخوخة والمرض والعوز ونحن نمارس معهم ذلك السلوك البغيض والمشين في آن وهو الإهمال ونقص القادرين علي التمام. رحل في السادس من أبريل عام 2012م موزارت الكرة السودانية برعي أحمد البشير (القانون)- أسبغ الله عليه شآبيب الرحمة – بعد معاناة من المرض ورحل قبله صنوه صديق منزول (الأمير)- طيب الله ثراه- وأيضا بعد معاناة لا تقل عن معاناة القانون. رحل القانون الذي كانت تناديه الجماهير بدرة الملاعب. فكما يبسط القانون سيادته علي المجتمعات فإن برعي كان المتحكم في إيقاع وسير المباريات. فهو المفن العبقري؛ تخضع له الكرة وتستسلم. يغازلها بالرأس، بالصدر، بالفخذ وبالساق. يتحسسها بخارج القدم، بباطنها وبأمشاط القدمين فتنساق إليه وتستجيب لمطالبه طوعا لا قسرا، فهي في حضرة موزارت الكرة السودانية الذي يعشقها كما تعشقه.
كتب الرواة عن برعي وعن الأهداف الخيالية التي أحرزها. الغريب أن أجمل هدفين سجلهما القانون بإجماع الرياضيين كانا بمساعدة صنوه الأمير صديق منزول. كان هدفه الأول في شباك المريخ عندما لعب برعي للهلال عام 1952م في نهائي كأس السيد عبدالرحمن حيث مال الأمير يمنة وغمز الكرة للقانون ليعالجها قذيفة في مرمي مصطفي حمد من منتصف الملعب بيسراه إندفعت كما طلقة من سلاح أتوماتيكي نال بها الهلال الكأس ذلك العام. الهدف الثاني هو الذي أحرزه في أول نهائيات لكأس أفريقيا والتي أقيمت في الخرطوم عام 1957م عندما غربل صديق منزول دفاع مصر بقيادة حنفي بسطان ودحرج الكرة خلفية من علي خط المرمي لبرعي الذي زاغ من آخر مدافع واستقبل الكرة بقدمه اليسري ليرسلها مباغتة في نحر زاوية المرمي العليا يمين حارس مصر براسكوس. ومن سرعة تبادل الكرة بين الأمير والقانون ظن الكثيرون ومنهم المذيع طه حمدتو أن من أحرز الهدف هو الأمير وليس القانون، وللأسف إنتهت المباراة لصالح مصر بهدفين لهدف. رحم الله بريقع، رحم الله القانون، رحم الله موزارت الكرة السودانية وأسكنه فسيح جناته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أما آن لنا أن نقوم بإنشاء إتحاد للاعبين المحترفين !!؟ إتحاد وليس صندوقا، فالصندوق تفوح منه رائحة التسول، أما الإتحاد الذي عنيت وناديت به أكثر من مرة فهو صنو للإتحادات العالمية للمحترفين، علي أن تتحمل الجهات الرياضية في الدولة والأندية العبء الأكبر في تمويله. ولا أظن أن الخيرين من أفراد ومسئولين في الشركات والمؤسسات سيتقاعسون في الإسهام في هذا المشروع الأنساني النبيل لأناس أفنوا زهرة شبابهم لإسعادنا، فهذا حق مشروع لهم لا مناص من تقنينه وتفعيله لرعاية قدامي اللاعبين عند العوز والشيخوخة والمرض. ألا
هل بلغت، اللهم فاشهد.
,حاشية:
تمر اليوم أثنا عشر عاما علي رحيل القانون برعي أحمد البشير. أسأل الله أن يودعه مستقر رحمته.

عبدالله مسعود

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد