صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ياترى ماذا اصير

44

افياء

ايمن كبوش

# هذا السؤال هو سؤال سنوات التكوين الأولى.. الشيء الذي يعقب “الحبيان” على بلاط الحياة.. ثم يبقى مع “تأتأة” البدايات التي تخطب ود “بكرة” والايام التالية.. “يا ترى ماذا اصير عندما اغدو كبيرا” ..؟.. صحيح أننا لم نلحق بقطار الطب.. والهندسة، عندما كان “الطب” هو المقصد والهدف وامنيات الأسر.. وكانت “الهندسة” هي مهنة الوجاهة والصولجان والناس القيافة.. لم نلحق بذلك الجاه الكبير ولكن اخترنا “الشخبطة” على الحيطان والجدران وسيقان الأشجار لعلنا نوجد المعادلة الحياتية العادية ونمسك بما فاتنا بالإجابة على ذلك السؤال..” او صحافيا كبيرا..”.. فلم يكن لنا من مر مصائرنا الا هذا الاجتهاد، الذي يجعلنا بين دفتي كتاب مدحا وذما.. هذا هو البلاط والجناب العالي الذي يجبرك على أن تمشي على الأشواك وكأنك تريد أن تمسك بالماء والنار في قبضة يد واحدة..

# انتقل حوار، بعض إخوتنا المصريين الذين التقيهم يوميا في المركبات وعيادات الأطباء وحتى بوابي العمارات، من الحديث معي عن مفاوضات سد النهضة وحكومة البشير وبشريات حمدوك، إلى الحديث عن لقاء الهلال والاهلي المصري المراقب برسم الجولة الثانية لمجموعات دوري الأبطال، احس في حديثهم حقدا عن ذلك الفريق الذي اذلهم في السابق، وكأن الاهلي لم يخطف تلك البطولة، بصافرة تحكيمية ظالمة عام 87.. هم يرون في مستوى فريق الهلال الحالي، فرصة تاريخية للثأر ورد الاعتبار بتلك الطريقة التي “مرمطوا” فيها بسمعة المريخ في المباراة الشهيرة التي طرد فيها “زيكو” بالبطاقة الحمراء.. ونال فيها المريخ علقة خماسية ساخنة عرفت في الأوساط السودانية بفضيحة “الجبل الأخضر”.. كان بطلها ياسر ريان ومحمد رمضان.. واحسب أن أمنيات المصريين في إعادة ذلك التاريخ بمسلسل” الماضي يعود الان” على حساب الهلال لن تتحقق لهم لعدة أسباب أولها أن الهلال ليس المريخ.. عطفا على أن ازرق السودان له تاريخ جيد مع الكرة المصرية خاصة أمام الثلاثي الأبرز والاميز في تاريخ الكرة المصرية.. الاهلي والزمالك والإسماعيلي.. حيث دك حصون الأول في قلب القاهرة عام 2005 بهدف ريتشارد جاستين ثم جندله في تلك الموقعة الثلاثية الشهيرة عام 2007 وهو ذات العام الذي ابعد فيه الهلال الزمالك من المنافسة بالانتصار عليه في الخرطوم والتعادل معه بهدفين لكل باستاد القاهرة وسط 75 الف متفرج.. أما الإسماعيلي فيكفي تاريخيا انه كان الفريق الذي عبد الطريق للهلال للوصول إلى نهائي دوري الأبطال عام 92 بالتعادل بهدف لكل بالاسماعيلية في مباراة كان بطلها اللاعب إبراهيم وليم ثم التعادل السلبي في الخرطوم.

# قصدت أن أقول بأن الهلال يحمل رصيدا جيدا مع الكرة المصرية وليس لديه ما يخشاه.. وهذا الاهتمام لم ينبع من فراغ وهو ما يمكن أن يلمسه اي سوداني في حديث المصريين هذه الأيام، حيث يمثل الأهلاوية أكثرية غالبة، انشغلت هذه الأغلبية طوال يوم أمس الأحد بخسارة الزمالك الثلاثية في لوبمباشي أمام مازيمبي.. فاحتفلوا برفع اعلام الاهلي في الشوارع.. وأطلقوا صافرات السيارات احتفالا بخيبة اولاد “ميت عقبة”.. ثم عادوا مجددا للحديث عن “ماتش” الهلال الثأري بملعب السلام بالقاهرة، أرى في تفاؤلهم ذاك، خيرا كثيرا لممثل الكرة السودانية الوحيد.. حيث تصنع هذه الأجواء المزيد من التحدي وتضع لاعبي الهلال في قلب الحدث تماما وهم الذين عودونا على مواجهة الصعاب في المواعيد الكبيرة.. اللهم ثبت الهلال عند النزال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد