صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اللبلاب والمنصب الخلاب

40

هلال وظلال

عبد المنعم هلال

ثلما هنالك هواة لجمع الطوابع ، وهواة لجمع التحف .. فهنالك هواة لجمع المناصب وجني المكاسب .. هؤلاء الذين لا يتورعون عن ترشيح أنفسهم لترؤس أو عضوية أي لجنة أو جمعية أو مجلس إدارة يجدونه في طريقهم ، ولا يمانعون من أن يُرشحهم الآخرون ، حتى ولو كانوا منشغلين بعشرات الجمعيات وعشرات اللجان .. هوايتهم جمع أكبر قدر من المناصب والمشاركة فب أكبر عدد من (اللجان) ، بغض النظر عن الكيفية التي سيديرون بها هذا العدد الكبير من المشاركات .
بعضهم يحتاج لأن يستخدم سطرين أو أكثر لتوصيف وظائفه التي يرصفها قبل اسمه الكريم والذي يسبقه حرف (الدال) حتى لو كان خريج مدرسة الفساد ولهف (لمال) ، وكأن الأمر يتصل بشيء من المباهاة والظهور في أفضل (حال) ، لا أكثر.
وهنا أريد أن أتساءل : بالله عليكم كيف سيتوفر لمن يديرون هذه الجمعيات مناخاً ووقتا للعمل وخدمة الأعضاء وتقديم ما ينفع الناس .. طالما أن هنالك من يحتكرها باسمه إما رئيساً لمجلس الإدارة، أو عضواً منتدباً أو عضو مجلس أو عضو لجنة ؟ ثم هل يستطيع هؤلاء أن يقدموا ما يشفع لهم ووقتهم وجهدهم موزع ما بين مجلس ولجنة وجمعية والأمر بالنسبة لهم لا يخرج من دائرة الشوفينية..!!
هواة المناصب مثل أشجار اللبلاب يتسلقون ويتسلقون وفي سبيل الوصول إلي أهدافهم لا يبالون وعلي الكراسي (يتحكرون) ومن التملق والانتهازية لا (يفترون) ..!!
لبلاب البشر نجدهم في كل حي وكل مؤسسة وكل ناد وكل مصلحة حرفتهم التسلق والتملق يصعدون إلي أعلى دون مؤهلات وخبرات ويتمسكون بالمنصب حتى الممات…،!!
كل جمعية وكل لجنة هم خارجها في عرفهم فاشلة ولا تخدم (قضية) فهم وحدهم الذين يعرفون كيف يخدمون (البشرية) وهم من يوزعون شهادات النجاح والفشل لأنهم الأدرى بكل ما يهم ويخدم (الرعية)..!!
هنالك من يسعى لعضوية الكثير من (اللجان) كأنه (سوبر مان)..،!!
اللبلاب البشري يحتاج إلي القطع والجز من (الجذور) وحجبه عن التباهي و(الظهور) ..!!
أفهم كثيراً أن تتعدد الرئاسة الشرفية لبعض الأسماء الاعتبارية المهمة .. من باب الدعم المعنوي والأدبي ، لكنني أعجز عن أن أفهم تعدد المناصب في لجان وجمعيات خدمية لوجوه وشخصيات معينة كأنما حواء أصابها العقم والبلاد نضبت من الكفاءات والشباب ..!!
الراكضون خلف جمع المناصب كثر ، وهؤلاء لو كان لهم من العبقرية ما يسمح لهم بإدارة بعض ما يترأسونه بكفاءة .. فإنهم أمام هذا التعدد المبالغ فيه .. لن يجدوا ما يكفي من الوقت ، وهم من أكثر الناس عناية بالبريستيج والإعلام والحفلات و المهرجانات والتكريمات ، مما يستهلك الوقت والجهد ، فكيف سنرجو منهم ما نرجوه من عمل (مفيد) وتفكير (سديد) ..؟!
البلد مليء بالطاقات من الشباب المؤهل ، فقط يريدون الفرصة لخدمة مجتمعاتهم ، وطرح الثقة فيهم ، أمنحوهم الفرصة ، أفتحوا لهم الأبواب والنوافذ وأوصدوا الأبواب أمام هواة جمع المناصب ناس (شوفوني) وأنا عملت و(سويت) وخدمت الناس بيت (بيت) ..!! الذين يخرجون من باب جمعية أو لجنة ليعودوا من نافذة لجنة أخرى ويدخلون جمعية أخرى .. في عملية سطو على زمانهم وزمان غيرهم فهم لا يستطيعون العيش خارج دائرة المنصب .. ثقوا بالشباب .. وثقوا بوعيهم .. إن كنتم تريدون لهذه الجمعيات واللجان الخدمية أن تسهم في صناعة المستقبل..

ظل أخير
من لبس الطاقية يتحمل المسؤولية

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد