صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أحمد محمد الحسن .. لسه كباية الشاي فيها شاي !

83

بالعربي الكسيح
محمد الطيب الأمين
أحمد محمد الحسن .. لسه كباية الشاي فيها شاي !

* لو كانت الدموع تعيد الأعزاء لما تركنا أحداً يغادرنا .
* كنا سنبكي كل عزيز حتى يعود ولكن الدموع لا تملك حق إعادة الراحلين .
* بكينا كثيراً من الأعزاء وما عادوا لأن الدموع هي أضعف وسيلة نعبر بها عن (وجع فراقهم) .
* الدموع وسيلة ضعيفة وهي آخر (كرت) نشهره ونتوسل ونتسول به دون جدوى .
* لا بتنفع ولا بتشفع ولا بتنشف الجرح القديم .
* نبكي ونهجر الأكل والنوم ونعتزل الناس والعمل ونأتي ونستسلم لحقيقة أن (الراحل) من الدنيا لا يعيده شيء لأن (سيد الأمانة شال أمانتو) .
* تنتهي علاقتنا بهم (نهاية أبدية) وتبقى الذكرى وأطياف الخيال وبعض الضحكات العالقة والمواقف الناطقة .
* نذكرهم ونعلم يقينا أن علاقتنا بهم قد انتهت، فهذه دار عبور بينما (الإقامة) قدام .
* نحن ضيوف وعابرو سبيل ينقلنا الموت من دنيا الضيافة إلى دار الإقامة والخلود .
* يرحل الأعزاء دون مقدمات .
* يرحلون ونحن (ياداب بنتعرف عليهم) .
* وهذا قمة الألم .
* أحياناً لا نكتشف أننا (تأخرنا) إلا بعد رحيل الأعزاء .
* لا نعرف هل استعجلوا هم ولا نحن (الجينا متأخرين) ؟
* أستاذ الأجيال الراحل المقيم أحمد محمد الحسن هو من الأعزاء الذين رحلوا دون أن نشبع منهم .
* هو مدرسة صحفية مكتملة الفصول والحضور .
* اشتهر بالوسطية والاعتدال في الرأي والطرح .
* صاحب قلم مؤدب وذكاء مهني وحضور كبير .
* اقترن اسمه بالنجاح فكان مؤسس لكثير من الإصدارات .
* قدم للصحافة السودانية الكثير من خلال مسيرة مضيئة استمرت لسنين طويلة .
* بصم الأستاذ الراحل أحمد محمد الحسن، على تجارب معظم الصحفيين السودانيين الحاليين .
* قدم وأعان العشرات من الزملاء الصحفيين وسخر لهم خبراته وإمكانياته .
* أعطى الصحافة السودانية الكثير فلم تعطِه هي إلا ما تيسر .
* أنجز رسالته كاملة ووضع لبنات لمدرسة صحفية ستظل قائمة ما بقيت الدنيا .
* كل من هم في جيلنا كانوا مجرد قراء ومعجبين بالراحل المقيم وبعد دخولهم المجال أصبحوا تلاميذ في حضرته .
* وهذا من حُسن الحظ .
* تعرفت على الراحل عن قرب خلال الفترة الماضية حيث كان يتردد كثيراً على مكتب صديقه الأستاذ الكببر محمد محمود هساي .
* ولولا زياراته للأستاذ هساي لما عرفته عن قرب .
* يدخل بهدوء ويتحدث بحذر.
* يشرب الشاي ويصلي الظهر ويعطر المكان ويغادر بذات الهدوء .
* رغم مريخيته إلا أنه كان يتقبل نقدي للمريخ بأريحية .
* ذات مرة ناقشني كثيراً في إسم العمود وقدم لي كثيراً من النصائح .
* هو ضد التعصب ولم يكره الهلال .
* رجل صاحب روح حلوة وذاكرة نشطة .
* يحكي بتفصيل مشوق فهو عاصر كثيراً من الشخصيات البارزة والمهمة .
* شهد على تاريخ كرة القدم السودانية ووثق لأجيال متعاقبة.
* مثقف سياسياً واجتماعياً وصاحب بديهة وقبول.
* مثل الأستاذ أحمد ندخره حتى يكون نبراساً للأجيال.
* فوجوده بيننا يمنح الطمأنينة والأمان .
* رحل صباح الأربعاء إثر علة لم تمهله طويلاً.
* وقد كان تشييعه استفتاءً لمكانته وتأثيره .
* رحل و(قلمه فيه كثير من الحبر) .
* قبل رحيله بأيام كنت قد اقترحت له والأستاذ هساي فكرة تنظيم ندوات رياضية تجوب الولايات والقرى .
* اقترحت له ذلك لأنني أعلم أن ما يملكه يستحق أن يقال.
* عاجله الموت وغادر والأجيال من خلفه تبكي .
* توقف قلبه الطيب وقلمه الجميل.
* البركة في ذريته وفي ابنه الأخ الزميل (محمد أحمد عجوز).
* الموت حق وهو النهاية الحتمية لكل نفس بشرية.
* نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات ويسكنه العالي من الجنان.
* والتعازي الحارة لأسرته الكبيرة والصغيرة ولكل تلاميذه ومعارفه.
(وإنا لله وإنا إليه راجعون).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد