بالأمس قضت لجنة الاستئنافات برفض شكوي نادي الفلّاح عطبرة (موضوعاً) بعد أن قبلتها (شكلاً).
للتذكير بالقضية فقد تقدم الفلّاح بشكوي ضد نادي الأهلي الخرطوم حول عدم اشراك الأخير للاعب من كشف الشباب خلال المباراة التي جمعت الفريقين مؤخراً و انتهت بفوز الأهلي الخرطومي.
الفلّاح تقدم بشكواه بعد اطلاق الحكم لصافرة النهاية و استوفي كل شروط الشكوي.. و للأسف فقد رفضت لجنة المسابقات الشكوي (شكلاً) متعللة بعدم تقديم الفلاح اعتراض قبل المباراة في تبرير مضحك للغاية.
نادي الفلّاح واصل في خطوات التقاضي و دافع عن حقوقه طارقاً أبواب لجنة (تعاونية) و للأسف فقد وجد منها المزيد من التهرب من قول الحقيقة و ردّ الظلم الذي حاق بهم.
لجنة (تعاونية) قبلت شكوي الفلّاح شكلاً.. و قدمت في ذلك درساً للجنة المسابقات التي تتعامل مع الشكاوي بكلفتة مقيتة و غريبة للغاية.
حيثيات رفض الاستئناف جاء فيها (بعد الرجوع لنص المادة 14 (٢) من لائحة الدوري الممتاز لسنة ٢٠١٩/٢٠٢٠م نجد أنه نص وجوبي يلزم مقدم الشكوي في أي حالة خلاف صحة تسجيل اللاعب أن يسبق ذلك اعتراض مكتوب لمراقب المباراة قبل ربع ساعة من بداية المباراة و بالتالي يجب الانصياع لهذا النص بالرغم من علاته التي لاحظتها لجنة الاستئنافات).
ما ورد في هذا الحيثيات يشير للخطأ المعيب في لائحة الدوري الممتاز الأمر الذي وصفته لجنة الاستئنافات بالنص (المعلول) و الذي استندت عليه لجنة المسابقات في رفض الشكوي (شكلاً) بدون أن تُفكر كثيراً في طبيعة هذه الشكوي و مدي اختلافها عن نصوص لائحتها المعلولة و المثيرة للشفقة.
و هنا نتسائل.. كيف لاتحادٍ بحجم و عمر الاتحاد السوداني لكرة القدم أن يفشل في وضع لوائح بسيطة لتدير مسابقاته بصورة صحيحة و عادلة؟!!
انه لأمرٌ مخزي و مهين أن تتواجد مثل هذه الأخطاء البدائية السخيفة داخل لائحة تنظم أكبر بطولة يديرها هذا الاتحاد الفاشل.
و بالعودة لحيثيات الاستئناف نري العجب العجاب في قول اللجنة (و لابد أن تشير اللجنة أيضاً الي أن المادة (٦) فقرة (٩) التي وردت في الاستئناف ان جاز لنا مناقشتها ان تم قبول الاستئناف شكلاً و موضوعاً “فرضا” فإنها لا تحقق للمستأنف طلبه المتمثل في تعديل نتيجة المباراة حيث انها تحدثت عن مخالفة المادة 6 فقرة “٥” و “٦”).
المضحك المبكي في هذا الحديث هو ان لجنة (تعاونية) تتحدث عن مواد تم تعديلها بتعميم صادر من الاتحاد العام.. إذ بتأريخ ٨/٨/٢٠١٩ تقدم الأمين العام لاتحاد كرة القدم السوداني بتعميم لسكرتارية الاتحادات المحلية و أندية الممتاز ورّد فيه ما يلي:
اشارة الي خطابنا لكم بتأريخ ٥/٨/٢٠١٩ موضحين لكم بأن هنالك خطأ مطبعي في لائحة منافسة الدوري الممتاز لموسم ٢٠١٩/٢٠٢٠م المادة (٦) البند (٩) يقصد البنود (٦) (٧) في البند (٩) بدلاً من البنود (٥) و (٦).
فهل بالله عليكم نعشم بعدالة أو تنظيم بوجود هذه اللجان المخرمجة؟
ألا تدري لجنة الاستئنافات شيئاً عن التعديلات التي تتم علي اللوائح حتي تحكُم بنصوص معدّلة و غير موجودة؟!
ألا تُكلف اللجنة نفسها عناء المطالعة أو حتي تحديث اللوائح و المواد القانونية قبل أن تجلس لتقضي و تبت بمثل هذا الشكل المضحك الذي يدعو للرثاء عليهم و علي الكرة السودانية ككل.
الفلّاح لفت النظر لعيب و خلل بائن في اللائحة.. و علي الاتحاد العام تلافيه بدلاً من محاولة اهالة التراب عليه بمبررات واهية لا تقنع طفلاً غريراً.
*نبضات متفرقة*
علي ادارة الفلّاح عطبرة مخاطبة مجلس ادارة الاتحاد العام في اجتماعه القادم ليضع قراراته السابقة موضع التنفيذ.
الاتحاد العام و في تعميم سابق قرر خصم النقاط من أي نادي لا يشرك لاعباً من الشباب في مبارياته.
الأهلي الخرطوم و خلال لقائه بالفلّاح عطبرة لم يمتثل لهذا الأمر.. و علي مجلس الادارة خصم ثلاثة نقاط من رصيده احقاقاً للحق.
هذه الثلاث نقاط قد تكون حاسمة و مهمة للغاية في ترتيب الدوري الممتاز و قد تتحكم في هبوط نادي آخر أو تجنب الأهلي الهبوط.. لهذا علي الاتحاد العام ممثلاً في مجلس ادارته وضع قراراته موضع التنفيذ بعد أن عجزت لجانه الواهية من تطبيق العدالة.
الوضع الطبيعي هو ان يخصم الاتحاد النقاط من الاهلي بمجرد ان يتأكد من حدوث الواقعة.. و لكننا في زمن (الحركة بالمدافرة)!!
الأمل عطبرة بعد فوزه بالامس.. جعل من مباراته القادمة أمام المريخ لقاء قمة حقيقي و صراع ملتهب علي صدارة الدوري.
ترويض فهود الأمل لن يتأتي بدون بذل و عطاء و قتال بإستماته.
أرضية ملعب الخرطوم السيئة لعبت دوراً أساسياً في غالب اصابات النجوم.
نتمني أن تبادر ادارة الكرة بتوفير ملاعب أخري غير الملعب العتيق لاداء التدريبات عليها علي الأقل طالما أصبح أداء المباريات واقعاً لا مفر منه.
أداء التدريبات علي ملاعب من النجيل الطبيعي سيوفر فرصة حقيقية للتعافي و الابتعاد عن خطر الاصابات في تلك الأرضية السيئة للغاية.
