صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أمن للنقل العام..؟ يا بلاش وببلاش..!!

35

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

أمن للنقل العام..؟ يا بلاش وببلاش..!!

* أول أمس، وبينما انا في المحطة الوسطى بحري، تفاجأت بعدد من افراد الشرطة وهم يضعون علامة على اكتافهم مكتوب عليها (أمن النقل العام)، فاستبشرت خيراً وقلت في نفسي، ربما ان قادة البلاد قد التفتوا ولو لبرهة الى المواطن، وشرعوا عملياً في تخفيف معاناته، فقررت مراقبة ما يقوم به افراد هذه الخدمة الجديدة في عهد بلادنا الحالي..

* توقعت ان اتابعهم ـ اي افراد أمن النقل العام ـ وهم يشرعون في ايقاف الحافلات التي يتهرب اصحابها من خدمة المواطنيين، ويستمتعون بجرهم من خلفهم لمسافات طويلة قبل ان يقدموا لهم الصدمة بالقول انهم (ما ماشين، وما شغالين، وما عندهم مزاج)..!!

* توقعت ان يقوم افراد امن النقل العام بايقاف باصات الوالي التي يستمتع جل العاملين فيها باستفزاز المواطن الغلبان، سواء بـ(حندكته) واستعراض كراسيهم الفااااضية امامه، وجره جراَ الى مسافات طويلة قبل ان يصدر احدهم ـ السائق او الكمسنجي ـ اوامره التي دائماً ما تكون قاسية على الراكب ولا تخرج عن مضاعفة قيمة اجرة الترحيل..!!

* حلمت ان يقوم افراد الامن بايقاف بصات الوالي، بعد سؤال المواطنيين عن الجهة التي يقصدونها قبل ان يأمروهم بنقل الركاب وبالتسعيرة المعروفة التي هي بعيدة عن تلك الارقام الخرافية التي يقطعها اصحاب المركبات وبطريقة واسلوب مستفز ومنفر ولا علاقة له بالدور الذي يجب ان تقوم به وسائل النقل العام تجاه المواطن البسيط..!!

* طال انتظاري، ولم افهم ما هو الدور الذي من اجله تم نشر تلك القوات في اماكن تجمع المواصلات، وهل يا ترى انهم ظهروا للقيام بدور شكلي لا يتجاوز الديكور لاقناع المواطن البسيط بان الدولة مهتمة بمشاكله والعقبات التي تحاصره من كل جانب..؟!!

* تابعت افراد أمن النقل العام وهم يتبادلون الضحكات والقفشات مع اصحاب الحافلات الكبيرة والصغيرة، في حين مر امامهم اكثر من 10 بصات للوالي دون اي حركة او حتى اشارة تؤكد ما هو الدور او الهدف الذي من اجله تم نشرهم في المحطة الوسطى.

* تذكرت ايام اعتصام القيادة العامة، وكيف كان شباب الثورة يقومون باجبار اصحاب  الحافلات  الصغيرة والكبيرة بالتسعيرة، وشهدت غير مرة وشاركت معهم في اقناع قادة الهايسات بتعسيرة خمسة جنيهات من بحري الى الشهداء، وعشرة جنيهات الى الثورة..!

* ظل الثوار يهتفون (الشهداء بي 5.. ومهداوي بي 10) وعلى كل من يرفض تلك التسعيرة مغادرة الموقف فوراً، وهنا فان (معظمم الكمسنجية) رفضوا تلك الفكرة لا لشئ سوى لانها تجعلهم اكثر تضرراً لان تخفيض قيمة الترحيل يعني تراجع ارباحهم..!

* الان للاسف، تلاشت ملامح الثورة في الشارع، خاصة بعد فض الاعتصام، وتمدد الجشع وفرض نفسه على جل اصحاب المركبات، وتبددت احلامنا الخاصة بظهور افراد امن النقل الذين اختفوا عن الانظار في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن وكأنهم قالوا (يبقى الوضع على ما هو عليه.. وعلى المضرر ضرب راسه بالحيطة)..!!

* تمنيت انتشار افراد امن النقل داخل الحافلات، صغيرة كانت او كبيرة، للوقوف على الالاعيب التي يقوم بها قادة المركبات العامة والخاصة، ويشرعوا في معالجة وتسوية كل التشوهات، وردع المتفلتين بذات الطريقة التي يلهث بها العسكر لكراسي الحكم..!!

* لكن وللاسف ذلك لم يحدث، ويبدو انه لن يحدث في ظل انشغال قادة مجلس العسكر بهوامش الامور، مع ان الظروف الحالية مهيأة ومتاحة لهم لكسب ود المواطن في شكل قرارات عاجلة التي يكون الهدف منها تحقيق كل ما له علاقة بمصلحة المواطن البسيط..

* أقول قولي هذا، وجموع المواطنيين تملأ الطرقات، وتزحم مواقف المواصلات، ولاوقات متأخرة من الليل، وكلما تقدم الوقت ازداد استبداد اصحاب الحافلات، وتضاعفت قيمة الاجرة، والتي تصل الى (20) جنيهاً بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً..!!

* تخريمة أولى: لم استغرب، ولن اتعجب من الاصوات النشاذ التي كانت ولا تزال وستظل تدافع عن جمال الوالي على الرغم من ان الاخطاء التي حدثت في عهده هي التي لا يزال وسيظل نادي المريخ يعاني منها لعشرات السنوات، ثم ان محمد الشيخ مدني هذا الذي يدافعون عنه اليوم أليس هو نفسه الذي هدد باقتحام دار النادي بقوة السلاح تنفيذاً لقرار وزير سباق الارانب.. وأصر على كسر قوانين الكرة مع انه ملقب بـ(ابو القوانين)..؟!! مالكم كيف تحكمون..!!

* تخريمة ثانية: فوز المريخ على هلال التبلدي بثلاثية اثبت حجم الخطأ الذي وقع فيه كواي القلوب والذي كتب النهاية لمشواره الكروي وودع سماء النجومية من الباب الواسع مخلفاً ورائه تركة مثقلة من التجاوزات والمشاكل والاشتباكات والبلاغات دون ان يحقق اي انجاز على الرغم من انه انتقل الى المريخ بمبالغ خرافية يسيل لها اللعاب وتسببت في كثير من البغضاء بين زملاء الكواي..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد