صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أيهما أفضل…!؟

613
زووم
ابوعاقلة اماسا
أيهما أفضل…!؟

 

 

* عندما كان الضمير المريخي صاحياً ومتيقظاً، والهم والهدف واحد، والناس جميعاً على قلب رجل واحد، حيث لا أحد يساوم على مصلحة النادي ويتأرجح على حبال المصالح الخاصة.. كان الكبار ينبهوننا للتوقيتات المهمة، وعندما نهم بتفجير قضية من القضايا يتصل بنا أحد الكبار لينصحنا بتأجيل الموضوع لإنشغال الناس بما هو مهم، فتعلمنا منهم أن الفريق عندما يكون مقبلاً على إحدى الإستحقاقات المهمة.. مباراة قمة مثلاً، تتوجه كل الجهود نحو الإستعداد للمباراة، ويتسابق المحبين في تقديم خدمة للكيان وسد ثغرة من الثغرات، وكنا نرى المدرجات تمتليء بالحضور في التمارين الختامية، والأقطاب الكبار يتسابقون نحو توفير سبل الراحة لنجوم الفريق حتى يقطفوا ثمار الموسم ويتوجوا بالبطولات.. وكثيراً ما كان الحادبون يستعصمون بعبارة (ده ما وقتو).. وكانت رادعة بما يكفي للفت الأنظار نحو ما هو مهم.
* الآن وقد أينعت ثمار المريخ وشارفنا على ختام الموسم والفريق متصدر بفارق نقطتين عن نده الهلال، قبل جولة واحدة تسبق مباراتهما الحاسمة، وربما حدث شيء يقلب الموازين في الجولة الأخيرة، ما يعني أن الأمر بحاجة إلى الإصطفاف والإلتفاف حول فريق الكرة ليتوج بالثالثة توالياً ويكرر إنجاز بداية الألفية الثالثة، ولكنها تصادف هذه المرة واحدة من أقسى ظروف المريخ على الإطلاق، بل لم يسبق أن رأينا مجتمع المريخ متنافر ومتداعي ومتشظي بهذا المستوى، حتى القيم الأخلاقية التي كانت تجمعهم نحو هدف واحد في مثل هذه الظروف تلاشت واختفت وأصبح البعض يفضل إسقاط المجلس على تتويج الفريق ببطولة الدوري الممتاز..وهذا شيء مؤسف ومحزن.
* لست راضياً عن حال مجلس المريخ، ولكن ما نعايشه الآن هو نتاج بين وواضح لإنحراف بدأ منذ سنوات في شئون النادي.. والدليل على ذلك أن كل من يجتهدون اليوم لإستصدار قرار التطبيع كانوا على قيد الحياة وأعينهم تراقب وقد بدأت إجراءات الجمعية العمومية والترشيحات ولم يتقدم ولم يحتج.. ومع ذلك جاءوا بعد ذلك يدعوا الحرص على مصلحة المريخ والخوف على مستقبله ليفرضوا حلولاً من بنات أفكارهم.. ويختاروا هذا التوقيت الحرج للتصعيد..!
* ماذا لو إتخذ مجلس الإتحاد قراره بتشكيل لجنة تطبيع للمريخ قبل لقاء القمة الحاسم، وانطلقت أزمة جديدة بين المجلس القائم، وصعد الأخير قضيته إلى (فيفا) كما تجري الترتيبات تحسباً؟.. وقتها لم يتمكن المريخ من إعادة نجومه مطلقي السراح، ولن يدخل مباراة القمة بالتركيز المطلوب وربما طارت البطولة بعد أن أصبحت حصر يديه وأرجل لاعبيه، وسوف نستغرق شهوراً أخرى بحثاً عن المخارج.. ويظهر الجماعة إياهم لنعيد ذات النزاع القانوني بحثاً عن الشرعية.. وعندئذٍ يكتب على جبين كل مريخي (فاشل) من مجلس الشورى الذي غابت حكمته وأصبح جزءً من الأزمة، ومروراً بالمجلس الذي يسيء التقدير في كثير من القضايا، وانتهاء بالجمهور الذي انغمس في الإستقطاب الحاد وأصبح يخوض مع تيار الأزمة الإدارية.. كلهم سيكتب على جبينهم فاشلون.. وعندها سيسألهم الناس سؤالاً ملحاً وهو: كيف تتحدثون عن الدمار وفريقكم يتصدر البطولة الكبرى؟
حواشي
* من غير المنصف أن نكون مركزين على الحفر للمجلس ورئيسه ونطالبه في ذات الوقت أن يظهر أفضل ما عنده؟
* سوداكال ليس غبياً، وهو يدرك أن القوم يأتمرون به وهنالك قرار سيصدر عن إتحاد الكرة – أو هو متوقع – فكيف يحسم أمر مطلقي السراح ويعيدهم قبل أن يعرف مصيره؟…. وما الذي يجعله يتعامل مع الأمر كمريخي حريص على استقرار النادي، بينما يقول أعضاءه أنهم لن يدعموا مجلس الإدارة لأنهم ليسو جزءً منه؟
* أيهما أفضل؟.. أن نركز على الإنتخابات ونقيم جمعية عمومية حرة نزيهة نحاسب من خلالها مجلس الإدارة وننتخب مجلس جديد يتمتع بفترة كاملة تمتد لأربع سنوات.. أن نركز على لجنة تطبيع لنعود بعد أربعة أشهر لذات نقطة الأزمة؟
* بالأمس إتخذت لجنة الإنتخابات برئاسة اللواء هاشم النمير قرار حددت فيه الإنتخابات القادمة في فبراير، وقررت فتح باب العضوية القديمة للتجديد وإكتساب الجديدة، وهذه الخطوة في تقديري أضاءت الطريق وقطعت الحجج أمام المتسببين والمتسيبين.. ووضعت النقاط على الحروف.
* معظم أعضاء مجلس الشورى لا يهتمون بالعضوية والتجديد برغم أنهم مؤهلون للعب دور كبيرفي تقويم الممارسة.. وتعليم الشباب كيفية ممارسة الديمقراطية سلوكاً وثقافة..!
* الفترة القليلة القادمة مهمة ومصيرية من عمر المريخ وتأريخه، ومن شأنها إعادة صياغة التأريخ وتهيئة الأجواء لإستقرار حقيقي.. شريطة أن يضع الجميع أسلحتهم على الأرض ويبحثوا عن المصلحة العليا للكيان..!
* مرة أخرى.. أشبه نادي المريخ بساحة دلالة الجمعة.. كل يضع أمامه مجموعة من الخردوات ويصيح عليها بأعلى ما أوتي من صوت… ولا يهمه إذا كان هنالك من يرغب أن يتعامل معه أو لا..!
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد