إنفجار عظيم في مجلس المريخ والضحايا بالجملة…مادبو يهدد بفتح الصندوق الأسود عقب عودته..ومدثر خيرى السبب

كورة سودانية: أبوعاقله أماسا

* إتخذ مجلس إدارة نادي المريخ في إحتماعه المنقوص قراراً خطيراً بإعادة المدير التنفيذي مدثر خيري بعد أن كان رئيس النادي قد أقاله قبل أسبوع، ويأتي قرار المجلس في توقيت أيقنت فيه القاعدة المريخية العريضة بأن إنهيار المجلس أصبح مسألة وقت، وأن الخلافات والإنقسامات التي تضربه إنما هي إنعكاس طبيعي للتنافر الذي ولد مع المجلس قبل ثلاث سنوات وأدى إلى استقالة أكثر من ثلثي أعضاءه حتى الآن، كورة سودانية تابعت الموقف الذى شهد سلسلة من الأزمات التي تنوعت ما بين الكم والكيف بصورة لم يشهدها النادي من قبل، وفرض المدير التنفيذي مدثر خيري إسمه بقوة على تفاصيل الأحداث، وتوج نفسه بطلاً وبجدارة على كل جولات الصراعات والأزمات، وأصبح الشخصية الأكثر إثارة للجدل.

* في معظم النقاط التي خلقت الأزمات، لم يكن هنالك خلاف واضح بين مدثر خيري وكل الذين يظهرون على سطح الأحداث على أساس أنهم أعداءه.. لا يختلفون معه من حيث المبدأ على مشروعاته ومجهوداته، بل كان الخلاف والإختلاف دائماً على ذلك الأسلوب الفج الذي يتبعه وكان سبباً في خسارته لتعاطف عدد كبير كانوا من غلاة الداعمين له، فتحولوا جميعهم إلى أعداء.

* قراري إقالته ثم إعادته في أقل من عشرة أيام هو العنوان الأبرز لحقيقة إنقسام المجلس ما بين متضايق ورافض لوجوده في المنصب، ومؤيد ومطالب بإستمراره.. وبين الفريقين الكثير والمثير من المواقف والصدامات والآراء التي تشير إلى وجود أشياء ليست طبيعية في مجالس الإدارات..

إنقسم المجلس إلى فريقين الأول يقوده آدم سوداكال، الرئيس المفترض لمجلس الإدارة، ويتحالف معه أمين الصندوق الصادق جابر مادبو، أكثر أعضاء المجلس إحتكاكاً واصطداماً بمدثر خيري، ثم علي أبشر الحليف الصوري لسوداكال وصاحب الدور الخفي والباهت، وعمر محمد عبدالله، والأخير لم يكن ضمن كتلة سوداكال الإنتخابية بل كان أحد الكوادر التي دفعت بها مجموعة التحالف في إنتخابات المجلس، وقد حدث تقارب بينه ورئيس النادي في أكثر من موقف.

* عكس ما حدث بين سوداكال وعمر محمد عبدالله وعلى النقيض تماماً خسر سوداكال أحد أقوى حلفاءه منذ ظهوره، والكل يعرف أن علي أسد لعب دوراً أساسياً في ظهور مجموعة سوداكال عبر الإنتخابات الأخيرة، وظل يمثل الواجهة الإعلامية للمجموعة، غير أن الخلافات التي نشبت بينه ورئيس المجموعة قد ازدادت عمقاً بسبب المدير التتفيذي، ووصلت مرحلة الإنفجار في قراري الإقالة والعودة.

* يرى علي أسد أنه ليس من حق سوداكال الإستفراد بالقرارات بحجة أنه الداعم الأساسي، وأن تغييب الآخرين بسبب هذا المعيار يصيب المؤسسية في مقتل، ويرى أسد أنهم مرغمين على الترفع عن الخلافات والصغائر من أجل قيادة النادي للإنتخابات كبرنامج واضح وهدف تم الإتفاق عليه.

* أمين الصندوق الصادق جابر مادبو، الضابط الوحيد المتبقي من الضباط الأربعة المنتخبين والشرعيين، إذا افترضنا أن هنالك اختلاف على منصب الرئيس، ويحتفظ مادبو بموقف واضح تجاه مدثر خيري، وتصعد الأمر من قبل إلى تلاسن وإشتباك بالأيدي بينهما، وقد رفض مادبو قرار عودته مرة أخرى من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس وقال: لا مكان لخيري في المريخ، وأنه الساحة لا تسعهما معاً، وهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال إصرار المجلس على إعادة المدير التنفيذي المقال.

* ألمح الصادق مادبو بأنه سيصعد خلافه مع مدثر خيري لأقصى مدى ممكن، ويبدو أن أمين المال يملك الصندوق الأسود لرحلة مجلس المريخ والمدير التنفيذي، وفي الخيار الأخير له هدد بفتح كل الملفات المغلقة حال عودته من فرنسا في العشرين من سبتمبر القادم.

* كل المؤشرات تدل على أن في الحرب الأهلية داخل المريخ لم تنته بقرار إعادة مدثر خيري، بل ستشهد الساحة المريخية المثير من التطورات التي لا تقل حدة عن الفصول السابقة، وبما أن المجلس كان قد عزل نفسه من حكماء المريخ وحيد دور حمامات السلام في مجتمعه فإن الجموح سيكون عنواناً بارزاً للأحداث في مقبل الأيام، في الوقت الذي يتطلع فيه أنصار النادي خطوات جادة لإعلان إجراءات الجمعية العمومية وفتح الباب أمام دفع الإشتراكات وتجديد بطاقات العضوية المنتهية واكتساب الجديدة.