إن بعد العسر يسرا .. يا مريخ

مقالات كورة

في يونيو 21, 2018

خواطر رياضية

د. صلاح الدين محمد عثمان

Salahnow886@gmail.com

الناظر إلى تاريخ نادى المريخ العاصمي منذ نشأته وحتى الآن يحتار في أمره حيث امتاز عبر عمره الطويل بتحقيق الإنجازات والبطولات التي عجز عن تحقيقها الآخرون، ولكنه في الفترة الحالية توالت عليه الأحداث والمصائب والدمار لا بفعل أناس آخرين ولكن بيدي أحبابه ومريديه ومعارضيه.
ولكن بعد كل تلك الانتصارات والتوهج وتفوقه على الجميع منذ بدايات القرن الماضي بدءاً من أول مباراة له مع نده الهلال وتفوقه على جميع الفرق السودانية والزائرة للبلاد في الحقبة من الثلاثينيات والأربعينات ولكن منذ الحقبة التالية لذلك أي في الفترة من كم وخمسين بدأ الفريق في جلب البطولات والكاسات المحمولة جواً وبالتحديد في العام 1972م حيث لملم الفريق كل الكاسات على المستوى المحلي وزين بها دولاب الكاسات العامر بكاساته في حرم ناديه بحي العرضة جنوب، وكما فاز على نده التقليدي الهلال ثمانية مرات متتالية ليس من بينها أي تعادل وكذا معجزة الفوز بكأس الدوري المحلي العاصمي آنذاك بدون هزيمة أو تعادل مرة، ومرة أخرى فاز بالدوري بتعادل واحد أمام فريق التحرير البحراوي.
في العقدين الأخرين من القرن الماضي حققت فرقة المريخ البطولات المحمولة جواً مثل سيكافا ودبي الذهبي وكأس الكؤوس الأفريقية (مانديلا) وسيكافا (2) وكاس الشارقة وغيرها من الانتصارات الكاسحة في تلك الفترة الهامة من تاريخ النادي العريق.
في الألفية الجديدة لم يحقق النادي أي إنجاز يذكر سوى المعجزة التي تحققت ببناء القلعة الحمراء والتي أصبحت فيما بعد مفخرة من مفاخر السودان الحديث.
بعد التدهور والتدمير الذي حدث لنادي الملايين العاشقين له بفعل اللجنة المنتخبة ديمقراطياً والتي أوردت النادي العظيم مورد الهلاك فأصبح يتيماً بائساً نفض الجميع عن سامرة في مشهد أدمى قلوب الأعداء قبل الأحباب، حيث فشل الفريق في إحراز بطولة الممتاز واصبح مستهدفاً حتى من الفرق المهددة بالهبوط والتي كانت كلها تطمع في نقاطه لسهولة الوصول إليها بفضل الهوان الذي وصل إليه الفريق.
وبعد أن اصبح عدد لجنة اللجنة المنتخبة غير قانوني قررت مفوضية هيئات الشباب والرياضة بولاية الخرطوم عدم قانونيتها مما استدعى الوزير للتدخل وتكوين لجنة تسيير جديدة بنفس الأسماء السابقة مع بعض الإضافات المحدودة لبعض الأسماء، ولاشك في أن لجنة التسيير لقادرة على حلحلت المشاكل التي ضربت جسد النادي من كل الجهات بالسرعة المطلوبة وعلى رأسها مستحقات اللاعبين الأجانب أياً كانوا وقضية قارزيتو وابنه الذي وصفه رئيس نادي الاتحاد الليبي بأنه مقلب كبير.
لذلك فإنه من المأمول من لجنة التسيير إعادة الأمور إلى سيرتها الأولى خاصة لجماهير النادي الصابرة والتي يشوبها القلق والخوف على مستقبل الفريق في ظل انعدام السيولة وفشل التسجيلات مع علمنا بأن الخراب هين ولكن إعادة البناء صعب للغاية، وهذه اللجنة تم تعيينها لضبط الوضع الإداري والفني والتنفيذي بالنادي إنجاز التكليفات التي كلفهم بها السيد الوزير، وهنا يحق لنا أن نقول إن بعد العسر يسراً بإذنه تعالى.
المتأمل للمشاكل والشكاوى المقدمة ضد نادي المريخ بالاتحاد الدولي للكرة يجد أنها كلها بفعل فاعل ابتداءً من شكاوى باسكال والتي أوحى له بها أحد الشخصيات الرياضية المعروفة لدى الجميع ثم تطور الأمر بعد ذلك وشمل جميع اللاعبين المحترفين والمدربين الذين مروا على تاريخ الفريق ولم يبق منهم إلا عمنا نجاد الذي ضحك به علينا المدرب العراقي المعروف الذي كان يدير دفة التدريب بالنادي لأنه جاء وهو حاقد علينا لأنه كان يدرب الهلال في السابق هو ومساعد المدرب الهلالي الذي أتى معه والذين ما لبثوا أن ذهبوا كما عادوا.
حارس مرمى المريخ الأوغندي جمال سالم قام بتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي (فيفا) في وقت سابق وذلك للنظر في أمره بعدم إيفاء النادي لمستحقاته يأتي ذلك بعد أن لم تتوصل المفاوضات بينه ومسئول النادي السابقين لأي نتيجة تذكر .
خالد أحمد المصطفى الإداري الذي لا يعرف ألف باء الإدارة في الأندية الرياضية بصفته مدرب فقط قال بأنه قد قدم الكثير إلى الأحمر وضحى بالكثير من أجله وأن قرار الاستقالة الذي أتخذه كان لأسباب موضوعية تحول بينه والعمل في اللجنة الجديدة ، نقول هنا بأنى أي شخص يرفض العمل في مثل هذه الظروف الضاغطة والعارضة في طريق النادي فليذهب غير مأسوفاً عليه.
حمزة داؤود وقع للمريخ لمدة ثلاثة سنوات في خانة اللاعب السابق حماد بكري ليرافق زميله محمد حماد في الدفاع عن ألوان الفريق للموسم الجديد، ترى هل يستطيعا معاً سد الثغرات الموجدة في دفاع الفريق، كلنا أمل ورجاء.
تسلم الاتحاد السوداني لكرة القدم التعميم الصادر من الاتحاد الدولي للكرة والخاص بالتأكيد على فسخ تعاقد أي متعاقد سواء كان لاعباً أو مدرب لا يتقاضى راتبه لمدة شهرين متتابعين على التوالي ويتقدم بالشكوى للاتحاد الوطني، وذلك عبر الاستوثاق عبر المخاطبات مع النادي موضوع الشكوى، ووجه في خطابه هذا توزيع هذا التعميم والصرامة في تطبيقه عقب ثبوت ذلك.
هذا التعميم أعلاه يحول بين النادي والحصول على ترخيص الأندية من بين الشروط الأساسية لمنحها في حالة ثبوتها.
من مساوئ عدم متابعة شئون النادي الإدارية ما حدث في أمر تسجيل (ديدا) حارس مرمى المريخ والذي خرج لتوه من تدريب الفريق وذهب لمكاتب الاتحاد بناء على محادثة وصلته من مجلس إدارة نادي هلال كادوقلي بأنه مطلق السراح حيث قام هلال الجبال بإكمال كل إجراءات قيد اللاعب في كشوفاته لمدة عام في غفلة من نادي المريخ.
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم المتابعة من قبل مجلس إدارة نادي المريخ والذي لا يدري بأن لاعبه مطلق السراح، هذا سادتي نوع من أنواع الفوضى الضاربة بأطنابها في هذا النادي العملاق بكل أسف .
ختاماً أقول بأن الأعمال بالنيات ولكل أمرئٍ ما نوى ، وكما يقال (ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج).. آمرين يارب العالمين.