صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ابتذال مكاسب المريخ…!

63

زووم

ابوعاقلة اماسا

*  من الأشياء التي تتطلب إعادة النظر والدراسة في مجتمع المريخ أن النادي لم يستفد بالشكل الأمثل من مكتسباته، وأن كل (كوة) تفتح في جدار النادي تنعكس على النادي بأضرار بليغة، وبدلاً أن تدخل هواء نقياً.. تكون مدخلاً للسموم والأدخنة… وكل منفعة تلوح للصالح العام، يبتذلها البعض من عشوائيي المجتمع المريخي فتصبح وبالاً عليه… ولإثبات ذلك أدفع بنماذج تاريخية تؤكد أن أعداء المريخ في صفوف أنصاره أكبر وأكثر عدداً من خارجه.

* في نهاية التسعينات، عندما لعب الفريق بالمملكة العربية السعودية، تلقت البعثة دعوة من قصر الأمير فيصل بن فهد لتناول العشاء، وكان واضحاً أن الرجل يكن للسودانيين والمريخ محبة خاصة ويريد أن يكرم وفادتهم، وبالفعل كانت ما سميت من بعد بالمكرمة الأميرية، وبدلاً أن يركز الناس على مشروع علاقات جيدة بين الطرفين تثمر شراكة تدعم تحرر النادي وتوفر له موارد جديدة، اشتبكوا في ذات المكرمة التي منحت للبعثة كلها بصفة شخصية، وكانت أصداءها وبالاً على المريخ، إذ انقسم مجلس الإدارة بشكل فاضح لفريقين يرى أحدهما أن المكرمة شخصية ولا علاقة للنادي به، وكان على رأس هذه المجموعة محمد إلياس محجوب والمرحوم اللواء فيصل محمد عبدالله. بينما كان الفريق الآخر يرى أنها من نصيب المريخ ويفترض أن تجمع وتورد في خزينة النادي.. وكعادته لم يعبر عصام الحاج عن رأيه بهدوء، بل أقام مأتماً وعويلاً، وحتى الإعلام المريخي انقسم ما بين مؤيد لفكرة هؤلاء ومهاجم للطرف الآخر والعكس.. وكانت السفارة السعودية مراقباً لما يحدث من ردود أفعال وكتابات فجمعت كل ما كتب وبالطبع أرسلته للأمير الراحل.. ولا تسألوني بعد ذلك عن الانطباع والنتائج، ولكن.. سيتعامل الجميع بحذر مع المريخ والسودانيين ككل.

* مشروع (المليار لإعمار الدار) لو تذكرونه في نهاية عقد التسعينات، كان فكرة عملاقة، والرقم نفسه كان مهولاً ويساوي تمويلاً ضخماً لكل مشروعات البنية التحتية في زمن كان الدولار بمائة وخمسين جنيهاً بالقيمة القديمة.. ولكن.. ماذا حدث؟

* طرحت الفكرة على الملأ في فترة كان أمين عام المريخ وعراب الفكرة عصام الحاج نفسه.. وطبعت فئات تذاكر الدعم بورق فاخر وطباعة أنيقة وجميلة، وبدأ توزيعها على الأقطاب في دول الخليج وداخل مدن السودان عبر شخصيات مريخية، ولكن طريقة توزيع هذه التذاكر كانت عشوائية ابتذلت الفكرة بصورة عامة وجعلت من الموضوع برمته مصدر رزق لبعض العطالة والمرتزقة، فرأينا ذات تذاكر المريخ بألوانها الزاهية متداولة في الأقاصي، تباع بأثمانها وتذهب العائدات إلى جهات غير معلومة..!

* انتهى المشروع وضاع لأن من نفذوه لم يضعوا له خطة ولم يفكروا في طريقة تجعل من المشروع شيئاً يحقق إضافة مادية ومعنوية للنادي، والأسوأ من ذلك أنه ظل ملفاً مفتوحاً وأسئلة حائرة تبحث عن إجابات: إلى أين وصل مشروع المليار لإعمار الدار.. وما هي الفوائد التي عادت للنادي منه؟.. وما هي نسبة نجاح المشروع؟… وكم دفتراً من التذاكر طبع ومن الذي تسلمها كعهدة ولم يورد عائداتها إلى الخزينة.. مع العلم بأن المليار في ذلك الوقت يساوي ما يقارب عشرة مليون دولار بحسابات اليوم.. ووزعت الدفاتر المذكورة في عدد من دول الخليج ومازال هنالك مريخاب يحتفظون بها.. مع أن المقابل لم يدخل خزانة النادي..!

* المريخاب الذين تابعوا مريخ التسعينات وعهد محمد إلياس محجوب بتلك التفاصيل يدركون قيمة أن يأتي رئيس يحطم أسطورة الصعوبات المالية ويقود طفرة حقيقية تبدأ بالمنشآت، لذلك أعتبر أن جمال الوالي نفسه كان فرصة سنحت للمريخاب لبناء مريخ بمواصفات عصرية، يبنى على قيم رياضية متينة، ونظام مؤسسي يضيق الخناق على المفاجآت، ويؤسس لجسر متين ينقذ النادي سريعاً في حال الانهيارات.. والأهم من كل ذلك كانت فرصة لبناء مجتمع رياضي يمتاز بروح حضارية تؤهله يتجاوز الصغائر ويتفق على ثوابت كما يحدث في الأندية الكبيرة (الأهلي والزمالك نموذجين).. ولكن طبيعة إنسان المريخ التي تبتذل أشياءه الجميلة، ويحول فرص التطور والازدهار إلى أزمات كانت السبب في أن يتحول الوالي من فرصة تاريخية لبناء ناد حديث ينافس في قمة الكرة في القارة إلى مجرد رجل ثري تدور حوله معارك (الإكيلة) والمصالح كما قال عصام الحاج من قبل.. وكانت النتيجة أن السبع سنوات الأولى كانت فترة عطاء شهدت محاولات جادة.. مع قليل من الملاحظات، بينما أصبحت السبع سنوات التالية أنموذجاً للفوضى الخلاقة.. والدليل على ذلك أن كل الأخطاء الإدارية المدونة والديون وملامح الفوضى تركزت في هذه الفترة، ولو أنها سارت بوتيرة السبع سنوات الخضر لبلغ المريخ مبلغاً الآن، ولما كنا مضطرين لدخول الأزمة الحالية لأن التطور كان سيشمل وبالضرورة سلوك الأنصار ومفاهيم العضوية وثقافة الجمعيات العمومية، ولخضنا تجربة عملية أثبتت أن نضوج أية تجربة ديمقراطية تعني نضوج الشعب لأنه المعني بها، وفشلها يعني انهيار مفاهيمها لدى هذا الشعب.

* الديمقراطية نفسها كما جاء تعريفها هي فعل يقوم به الشعب ليسهل بها إدارة شئونه، ووفقاً لذلك يتنازل من حقوقه في إدارة هذه الشئون لمجموعة منتقاة ينتخبهم ويحتفظ بحق محاسبتهم فيما بعد.. فيحاسب المخطئ والفاسد.. ويستمر المخلص والمجيد.. وهي بالتالي نعمة على الشعوب لتحقيق الاستقرار، ولكنها في مجتمع المريخ الذي اعتاد قادته على منهج (فرض الجوطة) على كل محاولات التنظيم الاجتماعي هم الذين أحالوها إلى (نقمة) وسبباً في الفوضى… غير أن الثابت في كل الدنيا أن الديمقراطية لا تعني الفوضى، وأن منتوجها يتناسب طردياً مع حجم الوعي في أوساط الناخبين.

حواشي

* منذ أن تفتحت أعيننا على المريخ وشهدنا الجمعيات العمومية فيه كانت تعتمد على عضوية مستجلبة، شاهدناها بأعيننا ولم تحك لنا.. عندما كانت حافلات وبصات الكرنوس تقف أمام النادي وتجهز السندوتشات والعصائر لراكبيها ومن ثم يدخلوا الجمعية العمومية لينفذوا التعليمات بالتصويت لفلان وعلان… وكذلك عضوية مصنع أبوعشرة للبلاستيك وصاحبه محمد الياس محجوب، والمصنع الدولي للحديد الذي كان يملكه في وقت سابق عثمان الدقير، وعضوية بحري التي كان يشرف عليها بإخلاص حتى وقت قريب متوكل أحمد علي وشاع لفترة طويلة أن جمال الوالي وعبدالله حسن عيسى كانا من داعميها.. والأمثلة والنماذج كثيرة كلها تؤكد أن فكرة (الاستجلاب) ليست بدعة، وإنما هو سلوك إداري قديم قامت عليه كل الجمعيات العمومية السابقة..!

* أما الذين يطعنون في الجمعية لأنها أتت بسوداكال.. فجميعهم كانوا مريخاب ولديهم العلم بأن هنالك انتخابات ستجرى ويترشح لها زيد وعبيد ومعهم سوداكال.. وهم بالمناسبة يعرفون سوداكال أكثر منا وكان التحرك العملي الذي يفيد المريخ هو أن يتقدموا ويترشحوا لينافسوه ويسقطوه عبر الصناديق، وكان ذلك متاحاً وأفضل من التجمع في بيت هاشم مطر للتباكي على المريخ بعد فوات الأوان.

* كانت ومازالت هنالك حلول أفضل وأفيد للمريخ من العنتريات التي تنتهجها لجنة التسيير، رغم أنها تكتظ بخبرات طويلة، ولكنهم يختارون أسلوب (الملاواة والمقالعة) في موضوع لا يحتمل سوى الحكمة.

* عدد كبير من عضوية لجنة التسيير كنا نعتبرهم رموزاً للمريخ، يستطيعون تذليل كافة الصعوبات وتنفيس الاحتقانات وصولاً للاستقرار المنشود، ولكن.. ما فعلوه من خلال هذه الأزمة يؤكد أنهم جزء من حالة التردي العام في الوسط الرياضي.

* مشكلة المريخ الحالية كانت لتكون أزمة تهز المريخ لو أن هنالك مجلس شورى فاعل بالمعنى المقصود في مجالس الشورى.. وما حدث أنهم لم يصمدوا كثيراً فتنازلوا عن دور الحكمة واختاروا أن يكونوا جزءاً من الأزمة وغير قادرين على تقديم حل لها.

* مجدداً… قرر الاتحاد العام عدم التعامل مع أية جهة سوى المجلس المنتخب.. وعمم ذلك على كل من يهمه الأمر… ثم رفض منح لجنة التسيير مساحة في المشاورات حتى في حال التأكد من انهيار المجلس المنتخب…. كل ذلك ليس فيه جديد ولكن الخبر المتجدد دائماً أن لجنة التسيير وبما فيها من خبرات تثبت كل مرة أنها تجهل طبيعة اللوائح المستحدثة ومعنى الطرف الثالث في قانون فيفا.

* لذلك يظهر الحاج هاشم الزبير على قناة الشروق ليقول بالفم المليان: نحن الحكومة..!!

* ليس لدينا اعتراض أنك الحكومة والقضاء والسلك الدبلوماسي وكل الوزارات والنيل ومشروع الجزيرة كذلك… ولكن ألا تعرف أن هذه العبارة كافية لتجميد الكرة السودانية؟ أمر جديد علينا.. فقد كنا نعتقد أن العمل في مجالس الإدارات المتعاقبة قد صقلك وزاد من معارفك..!

* نتفق على أن المجلس المنتخب ضعيف ولا يلبي رغبات الجماهير.. وأن مستقبله لا يبشر بخير إذا أراد أن يكمل دورته… ولكنهم وضعوا خارطة طريق تنتهي في شهرين تشمل إجازة النظام الأساسي في أقل من شهر، ومن ثم إقامة جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد يضع نهاية التكهنات.. فما الداعي للعجلة والتهافت على مناصب المجلس؟

* هل سيهبط المريخ في هذه الفترة؟

* في كل الحالات نطالب كل المتصارعين بالاتفاق على آلية لحل مشكلات ديون اللاعبين المعلقة في الفيفا والحيلولة دون صدور عقوبات في حق النادي… فلو حدثت فإن التاريخ لن يرحم كل المتواجدين في حلبة الصراع الآن.. ومن تسببوا في الديون وأصولها.

* السؤال الموجه للأستاذ محمد الشيخ مدني: كيف تجتهد لرئاسة دولة لا تملك جنسيتها؟.. وإذا أغلقت كل الطرق في وجه لجنة التسيير.. هل ستترشح عبر الانتخابات القادمة بدون أن تحصل على العضوية؟

* هنالك مريخاب متخصصون في ابتذال مكاسب هذا النادي ويعملون ضد تطوره.. سنعود إليهم… وسنهزمهم بالمنطق والقانون..!

* هنالك تصريح سابق لأبي القوانين قال فيه: (إن الفيفا لا تملك سلطة التدخل في المريخ)…. سنحفظ هذا التصريح بعلامة (نجمة) حتى نتمكن من العودة إليه فيما بعد.. تذكروا هذا جيداً…!!

 

 

التطبيق               

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app 

17756 حملو التطبيق

على متجر apkpure

https://apkpure.com/ar/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/net.koorasudan.app

على متجر facequizz

http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/

على متجر mobogenie

https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

على متجر apk-dl

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل 

لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

2,456حملوh

http://apk-dl.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

على متجر apkname

https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app

 

 

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد