* هدوء تام فرض نفسه على ساحتنا الكروية بفعل توقف النشاط الرياضي في البلاد وكل انحاء المعمورة بفعل تفشي وباء كرونا، ولعل ما يحدث من ركود لمعشوقة الجماهير الساحرة المستديرة يفرض على كل المنتمين اليها مراجعة ما كان يحدث في السابق خاصة اولئك الذين يقودون العمل الاداري في انديتنا واتحاداتنا..
* اعتقد ان (الاجازة) وتوقف النشاط الرياضي يحمل معه فرصة ذهبية لكل الاطراف والشرائح التي تمارس نشاطها في دائرة الساحرة المستديرة السودانية، والظن ان اول ما يستحق مناقشته لا ولن يخرج عن دائرة اسباب تراجعنا وتقهقرنا على كل المستويات..
* انديتنا السودانية، بما فيها المريخ والهلال، ظلت على صداقة دائمة مع الوداع المبكر لبطولات افريقيا والعرب، وظللنا في خصام دائم مع منصات التتويج، واكتفينا بمتابعة سيناريوهات الخيبة وهي تتوالي علينا بشكل سنوي وبطريقة مملة وقاتلة..!!
* انها فرصة ذهبية نادرة تفرض على قادة الرياضة عموماً، وكرة القدم بشكل خاص الجلوس مع انفسهم بهدوء، لدراسة اسباب السقوط المتواصل، وتحديد جوانب القصور ووضع ايديهم على مكان الخلل الذي يباعد بيننا وتحقيق الغايات المنشودة..!!
* ليس عيباً اذا فكرنا في متابعة ما يحدث في اندية شمال افريقيا مثلاً، مصر وتونس وغيرها من البلدان التي ادمنت انديتها التربع على عرش القارة السمراء باستمرار ودراسة اسباب تفوقها في المحيط الاقليمي عربياً سواء في قارتنا او القارة الآسيوية..
* الخلل، من وجهة نظري المتواضعة يحدث بمشاركة جميع الشرائح المنتمية الى كرة القدم، لكن اعتقد ان الجانب الاداري هو الذي يتحمل الجزء الاكبر في تراجع مستويات فرقنا وتوالي الهزائم بصورة سنوية بحيث لا يتقدم اي فريق الى الامام الاّ بالصدفة..!!
* اهمال المدارس السنية يعتبر من أهم وأبرز الاسباب التي تتسبب في تواضع مستويات لاعبينا بمجرد خروجهم ومنافستهم للفرق الاخرى سواء الافريقية او العربية بالبطولات المختلفة.. وبالتالي نتابع ذات سيناريو الخيبة يتكرر عاما تلو عام..!!
* ابتعاد اصحاب التخصص وبالتحديد المدربين عن عمليات الاحلال والابدال في المريخ والهلال يبقى ايضا من اسباب التراجع.. ولعل ما يحدث ونتابعه من عمليات شطب متكررة للاجانب وغيرهم من الوطنيين ما هو الاّ برهان عملي لما قلناه..!!
* وعلى الرغم من ان الاندية الكبيرة في بلادنا تعتمد على اصحاب الرأس مال بمعزل عن اي عمل استثماري الاّ ان ذلك الاسلوب هو الذي يمنح صاحب المال الحق في التدخل واتخاذ قرارات فنية لا علاقة لها البتة بها.. يحدث ذلك في ظل تأييد اعلامي غريب يقوده اصحاب الأجندة الخاصة في انديتنا الكبيرة اسماً..!!
* انها بالجد فرصة ذهبية لكل افراد الشرائح المحبة للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص لمراجعة ما كان يحدث من فوضى والاعتراف بالاسباب قبل وضع الحلول والاستعانة باصحاب الشأن طمعاً في تصحيح الاعوجاج والشروع في بداية السير بالاتجاه الصحيح..!!
* قد يكون توقف النشاط فرصة ايضاَ للتجار والسماسرة والصفاقة وكل من ظل يمارس الوهم في الفترة الماضية لمراجعة نفسه والتفكير في مساهماته الباهتة والسيئة التي قام بها والشروع في تبديل الاسلوب طمعاً في مستقبل أفضل وأجمعل..!!
* لا تزال قصة سيدنا يوسف تحاصر عقلي.. وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ويصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!!
* تخريمة أولى: تعجبني طريقة ادارة النادي الاهلي المصري في تحديد مصير اللاعبين الذين تنتهي فترة عقودهم مع الفريق الاول، حيث توجد لجنة تسمى (التخطيط) تضم في عضويتها كبار النجوم هي التي تحدد وتقرر مع مجلس الادارة والمدير الفني امكانية الاستفادة من هذا اللاعب او ذاك.. وتظل قراراتها كالسيف.. فاذا قررت ذهاب زيد من اللاعبين فلن يكون امامه غير الامتثال لذلك القرار فهل نحلم بمثل تلك اللحنة في انديتنا..؟!!
* تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل ولا نمل لاجل تحذير القاعدة الحمراء ونقول: يا خوفي على المريخ الذي كان عملاقاً بالامس القريب من ما سيحدث في الايام المقبلة من تردي وتواضع وتراجع وهزائم من كل الاتجاهات.. وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر جل بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!!
* تخريمة ثالثة: وبرضو بنعيد: يظل ضعف الادارات المتعاقبة على نادي المريخ هو السر في تمدد بعض الشخصيات الهلامية التي لو وجدت ادارة قوية تعرف قيمة انها تعمل في قيادة احد اكبر الاندية العملاقة بالسودان وافريقيا لما سمحت لاي متطاول او تاجر وطبّال وصفاق للتمدد بالطريقة التي نتابعها في العديد من المواقع والمساحات.. الادارة الضعيفة هي التي تفشل في تجحيم كل سمسار يسعى لممارسة تجارته وبث سمومه في الوسط الرياضي والكروي.
