صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اشتغلوا بينا سياسة..

23

افياء
ايمن كبوش

اشتغلوا بينا سياسة..

(١)
# اخيرا اصدر معالي رئيس المجلس الوزراء القرار الضجة بإقالة المدير الاكثر ضجة لتلفزيون السودان اسماعيل بيه عيساوي.. هو القرار الذي انتظره المتابع السوداني طويلا وكأن هذا العيساوي هو المتسبب الرئيس في ازمات المواصلات و المخابز وانقطاع الكهرباء.
# جاء عيساوي مديرا للتلفزيون في اعقاب اقالة الخلوق جمال الدين مصطفى الذي رفض في اباء غير مستغرب فيه، بث حلقات فيلم (خفافيش الظلام) بينما جاء عيساوي مزهوا وهو يحمل(سي دي) ذات الفيلم الذي احدث الزلزال وتسبب لاحقا في الاطاحة به.. وفي ظني ان عيساوي الذي لم يكن يحلم يوما بمثل هذا المنصب.. بات من اكثر المستفيدين من هذه الضجة التي جلبت له شهرة واسعة لم يجلبها له عمله الطويل في الاخراج التلفزيوني.. وهي شهرة بالتأكيد ستؤهله للعمل في الدوحة القطرية او احدى قنوات المعارضة السودانية المرتقبة.
# ما حدث في الشارع السوداني بعيد اقالة عيساوي اعادني الى ما حدث من هذا الشارع ابان استقالة الفريق اول بن عوف.. يومها عرف العسكر كيف “يشتغلوا بينا سياسة” لينالوا رضاء الشارع.. ليكرر حمدوك نفس الحكاية بابعاد عيساوي.. وتعيين ابراهيم البزعي.. مبروك يا بزعي.

(٢)
# قال لي ساخرا: “قيادات حكومة الحرية والتغيير ديل بالكتير مكانهم معتمدين في المحليات..”.. قد تكون مزاعمه صحيحة على ضوء بعض المواقف التي اعترضت طريق بعض الوزراء او من خلال تصريحاتهم التي تتجاوز حدود صلاحياتهم في الخارجية و الاعلام والعمل والتنمية الاجتماعية والشباب والرياضة والشئون الدينية.. ولكن سيصبح الحكم على هذه التجارب بهذه السرعة قاسيا بعد ثلاثة عقود من الغياب.. العمل في المعارضة يختلف عن العمل في الجهاز التنفيذي الذي يحتاج لخبرات عملية ومعايشة ستمكن المسئول لاحقا من اكتساب مهارات عديدة ستقوده حتما الى بر الامان.
# والانقاذ نفسها.. او على الاقل في منتصف تجربتها الثانية التي كانت اكثر التصاقا بالمدنيين.. كانت تبعث بالوزراء والولاة والمعتمدين وكبار قيادات الدولة الى مراكز متخصصة في تاهيل واعداد القادة لكي يكتسبوا بعض المهارات التي تعينهم في ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي.. مثل فن الخطابة واتخاذ القرار ومواجهة الجماهير والتعامل مع اجهزة الاعلام.. ورغم هذا البذل والاجتهاد سقط الكثيرون في الامتحان وقدموا تجارب فطيرة لا تمكنهم من ادارة محلية صغيرة في واحدة من ولايات اقاصي السودان.
# التمرين السياسي الحالي نعتبره مجرد قيدومة لمحكات صعبة ستواجه وزراء المرحلة الانتقالية لذلك نطالبهم بالمذاكرة والاطلاع لكي (يحفظوا الواحهم) فلا يصطدموا بما اصطدم به الاستاذ فيصل محمد صالح في معركة اقالة مدير التلفزيون.. وكذلك ما واجهته ولاء البوشي بعد تصريحاتها بخصوص اموال المدينة الرياضية.. وما قالته وزيرة الخارجية ووزير الشئون الدينية من تصريحات لا تتماشى مع مطلوبات المرحلة.. ننتظر ان يتحول قادة المرحلة الحالية الى رجال دولة باسرع ما تيسر قبل ان تشرع لجان المقاومة في الاحياء مع تنسيقيات الحزب الشيوعي السوداني في قيادة ثورة رابعة ضد حكومة حمدوك.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد